إقرار ضمني بأحد مطالب دول المقاطعــة.. لكنّه غير كافٍ

قطـر تعترف ضمناً بدعمها الإرهاب بعــد مراوغة 10 شهور

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصدر تنظيم الحمدين الحاكم في قطر، «قائمة إرهاب» تضم كيانات وأشخاصاً أغلبهم مدرجون على قوائم الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب والمقاطعة لقطر، ومعظمهم قطريون سبق وأن دافعت الدوحة عنهم ودافعوا عنها، ما يعني الاعتراف ضمنياً بدعم تنظيم الحمدين للإرهاب، وإقرار ضمني بأحد مطالب دول المقاطعة، لكنّه غير كاف ومن غير المقبول صدور موقف موارب إزاء مطلب من ثلاثة عشر مطلباً ينبغي على الدوحة تلبيتها، إذا أرادت حل أزمتها، إذ ان موقف الدول الأربع من مقاطعة قطر يستهدف إنقاذ الشعب القطري من مستقبل مظلم؛ نتيجة للموقف الداعم للإرهاب الذي اتخذه النظام القطري.

وجاء صدور القائمة القطرية بعد عناد ومكابرة، وبعد عشرة شهور على قرار الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعتها بسبب دعمها للإرهاب، وبعد ساعات من تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بقطع العلاقات مع أي دولة تدعم الإرهاب.

ووصف معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية «قائمة الإرهاب» التي أصدرها تنظيم الحمدين الحاكم في قطر أمس، بأنها تأكيد على الأدلة ضد التنظيم، وأن دعم الدوحة للتطرف والإرهاب جوهر أزمتها، واعتبرها سياسيون ومحللون عرب اعترافاً بموقف الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وصحة وسلامة ذلك الموقف. وغرّد معالي الدكتور قرقاش عبر حسابه على موقع «تويتر» أمس قائلاً: «أصدرت وزارة الداخلية القطرية قائمة للإرهاب تضمنت 19 شخصاً و8 كيانات، وتضمنت القائمة 10 أشخاص ممن تم إدراجهم سابقاً في القوائم الثلاث التي أصدرتها دول المقاطعة. بعيداً عن المكابرة قطر تؤكد الأدلة ضدها وأن دعمها للتطرف والإرهاب جوهر أزمتها».

وأعلنت قطر، أمس، إدراج شخصيات وكيانات ضمن قائمة الإرهاب، ضمت أسماءً مصنفة إرهابياً لدى الدول الأربع المقاطعة للدوحة. واحتوت القائمة على 19 شخصاً، بينهم 11 قطرياً وسعوديان، و4 مصريين، وأردنيان وعدد من الكيانات. ومن أبرز الأسماء، القطري عبدالرحمن عمير النعيمي. وكانت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية أعلنت، سابقاً، تصنيف 9 كيانات و9 أفراد تُضاف إلى قوائم الإرهاب المحظورة لديها، وذلك في إطار التزامها الثابت والصارم بمحاربة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله وملاحقة المتورطين فيه، ومكافحة الفكر المتطرف وحواضن خطاب الكراهية، واستمراراً للتحديث والمتابعة المستمرين.

اعتراف

وعلق سفير مصر سابقاً لدى الدوحة السفير محمد المنيسي، على إصدار القائمة القطرية، مؤكداً على أن ذلك اعتراف بموقف الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وصحة وسلامة ذلك الموقف، بخاصة أن القائمة القطرية أقرت بعشرة أشخاص وردت أسماؤهم في قوائم دول المقاطعة.

وشدد، في تصريحات لـ«البيان» من القاهرة، على أن الدوحة من خلال تلك القائمة تحاول أن تنفي عن نفسها تهمة دعم الإرهاب، وذلك من خلال الإيحاء بكونها لا تدعم العناصر والكيانات الواردة ضمن اللائحة، بمن فيهم الأسماء العشرة التي وردت ضمن قوائم دول المقاطعة، غير أنه لا يمكن الثقة في الدوحة وفي تحركاتها مطلقاً، ولا يمكن التعويل كثيراً على قرارات ومواقف وتصريحات النظام القطري.

واعتبر الخطوة القطرية مجرد مناورة كلامية معتادة، في إطار محاولة تنفيض تهمة دعم الإرهاب عن نفسها، رغم أن الدلائل والأسانيد كلها تؤكد دعم قطر للعناصر والكيانات الإرهابية، مشدداً على أنه «إن كانت قطر صادقة في رغبتها في إبداء عدم دعمها للإرهاب -وهذا أمر مشكوك فيه- فإن ذلك قد يكون بداية استجابة من جانب الدوحة لمطالب الدول الأربع ومن ضمنها وقف دعم وتمويل ومساندة الإرهاب».

واختتم الدبلوماسي المصري السابق تصريحاته لـ«البيان» قائلاً: للأسف، مع دولة مثل قطر لا يمكن أن تكون الأمور مؤكدة ولا يمكن الثقة في قرارات وتصرفات قياداتها؛ فمن خلال خبرات سابقة مع الإدارة القطرية فإنهم يستخدمون تلك المناورات من أجل تحقيق مكاسب سياسية تدعم موقفهم وتوحي بعدم دعمهم للإرهاب، ذلك في إطار محاولة التحايل والتلاعب على الأزمة.

محاولة تمويه

واعتبر نواب في البرلمان المصري قائمة قطر محاولة لـ«التمويه»، وأن قطر لن تتراجع عن مواقفها فيما يخص دعم الإرهاب. وقال النائب محمد أبو حامد إن تصنيف قطر لمجموعة من الأشخاص والكيانات على قائمة الإرهاب، يؤكد صحة موقف الدول الأربع، وأنها لم تكن تفتعل الأمر، وأن هناك حقائق كانت القيادة في قطر تتعمد تجاهلها.

وقال النائب يحيى كدواني وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن هذا الإجراء من قبل قطر «للتمويه على العالم بأنها لا تدعم الإرهاب، وللتنصّل من مسؤوليتها عن الجرائم التي ارتكبتها في حق الشعوب العربية بدعمها لجماعات الإرهاب، والتي لا تزال تدعمها». وأوضح أن هناك «إجماعاً بأن قطر تدعم الإرهاب، وهو إجماع عربي ودولي»، موضحاً أن «ما يثبته الواقع هو أن قطر تدعم الإرهاب، وأن هذه الخطوة فقط لتجميل صورتها أمام العالم بقرارات واهية».

عمل استباقي

وقال النائب حمدي بخيت عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري إن قرار قطر مجرد «عمل استباقي، وهو كلام مفبرك، وأن دول المقاطعة لا تزال مستمرة في قراراتها بحق قطر»، وأوضح أن قطر فقدت الاتزان، والنظام هناك يشعر بالقلق بسبب النتائج السلبية التي لحقت بهم جراء قرار المقاطعة. واعتبر عضو مجلس النواب الأردني، وصفي الزيود أن تطابق الأسماء بين قائمتي قطر والدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب يؤكد مسعى الدوحة لتبييض صورتها أمام العالم بعد ثبوت تورطها بالإرهاب.

ويشير الخبير الإستراتيجي الأردني د.أيمن أبو رمان أن هذه الخطوة جاءت نتيجة الضغوط الدولية على قطر، وتأكيد على أهمية التضحية بهذه الكيانات والأشخاص، مشيراً إلى أن قطر لا تستطيع مواجهة العالم كله الذي يقف موحّداً ضد السياسة الإيرانية. ويضيف أن تطابق الأسماء دليل واضح وأكيد على أن الأدلة التي قدمت من جانب الدول المقاطعة صادقة ودقيقة.

رسالة ترامب وصلت «الحمدين»

جاء تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب للدول الداعمة للإرهاب، خلال اجتماعه بولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الثلاثاء، رسالة بالغة الوضوح والقوة لتنظيم الحمدين الحاكم في قطر. ورغم أن ترامب لم يذكر قطر بالاسم، إلا أن النظام القطري أدرك أنه المقصود بتصريحات الرئيس الأميركي، فسارع إلى إصداء «قائمة الإرهاب». وكانت قطر وقَّعت في 12 يوليو 2017، مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة في مجالات رئيسية لمكافحة الإرهاب، كتبادل المعلومات الاستخبارية، ومكافحة تمويل الإرهاب، وتبادل الخبرات. وبعدها بأسبوع، أصدر أمير قطر في الشهر نفسه مرسوماً بقانون، ينص على تعديل بعض أحكام قانون مكافحة الإرهاب.

لكن تلك المذكرة بقيت حبراً على ورق، حيث استمر الدعم القطري للإرهاب. دبي - وكالات

تناقض

خرج فهد العمادي مدير تحرير صحيفة الوطن القطرية، في منتصف عام 2017، ليستنكر قائمة الإرهابيين التي أعلنتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وتتضمن اسم «إبراهيم باكر»، حيث زعم حينها أنه شخص متوفى، ولكن لم يكن يتخيل مدير تحرير صحيفة الوطن القطرية، أن قائمة قطر الأخيرة للإرهاب تتضمن اسم الشخص نفسه.

Email