توقعوا أن يكون أول قرارات بومبيو إدراج «الإخوان» في لائحة الإرهاب

خبراء سعوديون لـ «البيان»: إقالة تيلرسون تضع قطر في عين العاصفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد خبراء ومحللون سياسيون سعوديون أن إقالة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ستكون لها انعكاساتها، على طريقة تعامل إدارة ترامب مع أزمات المنطقة العربية وعلى رأسها الأزمة التي افتعلتها قطر التي ستكون في عين العاصفة لدعمها الموثق للعديد من التنظيمات الإرهابية، وتوقعوا أن تكون أولى قرارات مايك بومبيو وزير الخارجية الجديد الذي يعرف بأنه من صقور السياسة الأميركية ادراج تنظيم الإخوان في لائحة الإرهاب، وهي الخطوة التي امتنع سلفه تيلرسون عن القيام بها دعماً لأصدقائه في قطر وتركيا.

وشددوا في تصريحات لـ«البيان» على أن إقالة الوزير تيلرسون تمثل انتصاراً لمعسكر الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وهزيمة مريرة للجانب القطري الذي كان تيلرسون منحازاً إليه بشكل واضح بحكم علاقته الشخصية الطويلة مع النظام القطري أثناء إدارته لشركة «اكسون موبيل» للنفط والغاز، وهذا ما وضعه في خلاف متصاعد مع الرئيس دونالد ترامب.

دلالات سياسية

واعتبر الباحث في العلاقات الدولية د.منيف عبد الله عسيري أن إقالة تيلرسون الذي كان مؤيداً لنظام الحمدين قبل زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المرتقبة إلى الولايات المتحدة، تحمل دلالات سياسية مهمة ورسالة واضحة إلى قطر بأن واشنطن ستتخذ ضدها اجراءات صارمة، على الرغم من معرفة الجميع بأن الأزمة القطرية (الصغيرة جدا) كما وصفها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لم تكن السبب الأهم في اقالة تيلرسون الذي كان مؤيداً لنظام الحمدين، إذ إن هناك أسباباً اكثر أهمية كالخلاف بينه وبين الرئيس ترامب حول ملفي إيران وكوريا الشمالية.

وأوضح عسيري أن قرار إقالة تيلرسون كان متوقعاً بقوة بسبب تصاعد الخلافات بينه وبين الرئيس دونالد ترامب الذي أعرب عن دعمه للإجراءات العربية ضد قطر، ووصفه لقطر بـ«ممول رئيسى للإرهاب»، فيما فعل تيلرسون النقيض من ذلك ووصف قطر بأنها منطقية في رد فعلها على الضغوط العربية، كما انه رفض تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية رغم أفعالها الإجرامية في عدد من دول المنطقة مثل مصر وليبيا وغيرها.

لعنة قطر

ومن جهته قال خبير الدراسات الأمنية والاستراتيجية د. عبد الله بن عبد العزيز القرشي يبدو أن لعنة قطر وإيران طاردت وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون حتى أفقدته منصبه وجاءت بمدير الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) مايك بومبيو بدلا منه، وذلك على خلفية خلافات حادة بينه وبين الرئيس دونالد ترامب حول جملة من القضايا أهمها أزمة قطر وملف إيران وكوريا، حيث جاءت إقالة من كان يعرف برجل قطر في الإدارة الأميركية قبيل محادثات سيجريها ترامب مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان و مع رئيس كوريا الشمالية.

وأضاف القرشي إن هناك مؤشرات قوية تفيد بأن قطر أصبحت الآن في عين العاصفة الأميركية، حيث ينتظر أن تكون أولى قرارات وزير الخارجية الجديد فيما يتعلق بمنطقة الخليج العربية هو تصنيف «الإخوان» كمنظمة إرهابية، فضلا عن تبني سياسة خارجية اكثر حزماً وتشدداً مع قطر وحليفتيها إيران وتركيا.

صدمة

ومن جانبه، اعتبر استاذ العلوم السياسية بجامعة المجمعة السعودية د.أحمد بن محمد عبد العزيز آل حسان أن اقالة الرئيس ترامب لتيلرسون شكلت صدمة موجعة لنظام الحمدين الذي كان يستقوي به كونه أهم قيادات الجناح المؤيد لقطر داخل الإدارة الأميركية، ما من شأنه إضعاف هذا الجناح الذي بدأ يتهاوى أمام قناعة الساسة الأميركيين ومراكز صناعة القرار بحجم تورط النظام القطري في دعم الإرهاب، وزعزعة الدولة التي كانت مستقرة في المنطقة العربية.

وأشار آل حسان إلى أن لعنة تنظيم الحمدين يبدو انها طاردت الوزير الأميركي السابق تيلرسون إلى أن رمته خارج وزارته ليخلفه أحد صقور السياسة الأميركية الذي ينتظر أن يضع قطر في عين العاصفة، كما يتوقع أن تقوم الخارجية الأميركية بتصنيف تنظيم الإخوان ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية.

Email