60 % من العائلة الحاكمة يعارضون سياسات الدوحة

بن سحيم: قطر محتلة ولا تراجع حتى تحريرها

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد رئيس المعارضة القطرية الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، أن المعارضة مستمرة في طريقها حتى تحرير قطر من احتلال تنظيم الحمدين، مشيراً إلى أن 60% من العائلة الحاكمة ضد سياسات هذا التنظيم.

واتهم الشيخ سلطان، في لقاء أجراه معه الإعلامي تركي الدخيل في قناة العربية، أمير قطر السابق حمد بن خليفة، بالضلوع في مقتل والده الشيخ سحيم بن حمد بن عبدالله آل ثاني، «غدراً وغيلة» عام 1985، عبر «تسميمه»، كاشفاً أن لديه أدلة تؤكد ص حة كلامه، قائلاً: «بين أهلنا في قطر سنكشف الأدلة».

وأعرب سلطان بن سحيم عن اعتقاده أن التخلص من والده يمثل «بداية انقلاب» حمد على والده الشيخ خليفة، لعلمه أن وجود الشيخ سحيم سيكون عائقاً أمام حمد لتنفيذ مخططه، نظراً لكون الشيخ سحيم «الأخ الوفي والبار والعضيد للشيخ خليفة»، ولكونه أيضاً ولي العهد الشرعي، وهو صاحب التجربة السياسية، حيث تقلد منصب أول وزير خارجية في فبراير 1972.

خلاف قديم

وأضاف أن الخلاف في قطر عمره أكثر من 30 سنة، مشيراً إلى أن القيادة الحالية تعتمد الغدر، ولا تتردد في أن تغدر بالأب والأسرة، مؤكداً أن المعارضة القطرية ستواصل طريقها دفاعاً عن الشعب القطري وعن الشعوب الخليجية.

وعن سؤال ما إذا كان اختار طريق المعارضة لأن والدته سعودية، قال بن سحيم: «كون والدتي سعودية هذا شرف لي»، مؤكداً أن أسرة آل ثاني وقبائل قطر كلها أصولها سعودية». وأكد أن تنظيم الحمدين أجرى معه سلسلة اتصالات في محاولة لاستمالته، وعرض عليه كمّاً هائلاً من المغريات لكنّه رفضها.

وقال: «ولدت في قطر وترعرعت ودرست فيها، وخرجت بعد الأزمة بثلاثة أسابيع، وسأعود إلى قطر بعد أن تتحرر من تنظيم الحمدين». وقال إن قطر ما بعد الحمدين ستكون «دولة تحررت من الاحتلال». وقال «سنحرر قطر من الحكم الحالي، تعبنا وسئمنا ولن نستحمل أكثر من هذا.

اتخذنا هذا الموقف ولن نتراجع خطوة». وأضاف «الشيخ سحيم ضحى بحياته من أجل قطر وأهلها، وأنا اليوم أضحي بنفسي وأقوم بواجبي التاريخي».

من يحكم

وأكّد سلطان بن سحيم، أن "أعضاء تنظيم الحمدين الذي يحكم قطر حالياً هم الأمير الحالي تميم بن حمد، والأمير السابق حمد بن خليفة، والشيخة موزة المسند، ووزير الخارجية السابق حمد بن جاسم"، نافياً أن يكون هنالك أي دور لأسرة آل ثاني في اتخاذ القرار السياسي، أو المواقف "العدائية" تجاه السعودية ودول الخليج ومصر، بل إن هنالك عدداً كبيراً منهم رافض لتصرفات تميم ووالده، لكنهم لا يستطيعون إعلان مواقفهم، بحسب رواية الشيخ سلطان بن سحيم الذي قال إن هنالك نحو 60% من العائلة الحاكمة في قطر غير راضين عن سياسات الدوحة الحالية، وأكثر من 400 فرد منهم ممنوعون من السفر، وآخرون جرى احتجازهم. وأكد أن المعارضة القطرية لن تتراجع عن طريقها، مضيفاً: «حتى لو استشهدنا».

القبضة الأمنية

هذا النفوذ للتنظيم مردّه بحسب سلطان بن سحيم، إلى أن حمد بن خليفة أمسك بمقاليد البلاد منذ العام 1987، أي في عهد حكم والده الشيخ خليفة بن حمد. وأن هنالك «قبضة أمنية» قوية في الداخل، تجعل الناس وأفراد العائلة الحاكمة يخشون البوح بآرائهم، مبيّناً أنه كان هنالك مزاج عام رافض لعملية الانقلاب التي قام بها حمد بن خليفة على والده في العام 1995، حيث ينظر لها بوصفها «عقوقاً»، كما رفض الكثير من أفراد آل ثاني سعي حمد بن خليفة لجلب والده إلى الدوحة عبر الإنتربول.

وكشف بن سحيم عن تخصيص ميزانية ضخمة لجهاز أمن الدولة، تعادل ميزانية باقي أجهزة الحكومية القطرية، وذلك من أجل بسط نفوذ التنظيم وسيطرته. وقال إن قطر من أغنى دول العالم وفيها ثروات هائلة، لكن تنظيم الحمدين يسيء استخدامها، فلا تنمية حقيقية ولا اهتمام بالتعليم والصحة وغيرها.

مقتل القذافي

لم يتوقف الأمر عند تسميم الشيخ سحيم بن حمد، حسب ما قال سلطان بن سحيم، بل تعداه لتآمر حمد بن خليفة على الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، حيث يؤكد الشيخ سلطان أن القذافي قتل بأوامر مباشرة من أمير قطر السابق. كما أن سلسلة «المؤامرات» لما تتوقف، حيث سعى حمد بن خليفة ومعه حمد بن جاسم بن جبر، لاغتيال الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مكة، قبل أن تتكشّف خيوط المخطط. وقبلها يقول الشيخ سلطان إن حمد بن خليفة أطلق النار على عمه ناصر بن حمد، والذي أصيب إصابات بليغة.

تغيير الحكم

وقال بن سحيم إن «هدف جزء كبير من أسرة آل ثاني إنقاذ قطر من الحكم الحالي»، لأنه «لا أفق لحل الأزمة في حال استمرار السلطة الحالية، والتي تعتقد أن دعم تنظيمات مثل الإخوان وجماعات إرهابية أخرى، يمنحها القوة».

وأضاف «هذا التنظيم لا يعرف معنى الشرف والرجولة والكرم والشجاعة وحرمة البيوت.. لا يعرف سوى الغدر والخيانة«.

ولكن، هل تنال تحركات سلطان بن سحيم قبولاً داخل قطر؟ يجيب عن ذلك بقوله: «أسرة آل ثاني في الداخل والخارج تساندنا، وأيضاً القبائل القطرية». كما أن «مئات من أسرة آل ثاني تواصلوا معنا، والكثير منهم معتقل»، كاشفاً عن محاولات الحكم الحالي استمالته قائلاً: «تكررت محاولات الاتصال بي، وقدموا لي الكثير من المغريات»، مبيناً أنه غادر قطر بعد الأزمة الأخيرة بثلاثة أسابيع، واعداً الشعب القطري بقوله: «قريباً سأكون في الدوحة».

 

Email