خبير القانون الدولي أيمن سلامة لـ«البيان»:

الاتفاقات الدولية تحدد كيفية اعتراض الطائرات المدنية

■ أيمن سلامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا أستاذ القانون الدولي أيمن سلامة، منظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو» إلى تشكيل لجنة تحقيق للبت في الانتهاكات القطرية لقوانين واتفاقات سلامة الطيران المدني.

والتقرير بمسؤوليتها عن انتهاك محدد لبعض مواد اتفاقية شيكاغو المنظمة لعمل الطيران، مشيراً إلى أنه وفقاً لنتائج تلك اللجنة يمكن للإمارات أن تطالب قطر بتعويضات مادية نتيجة الهلع والترويع الذي وقع على الطائرة وركابها من المدنيين، ولفت سلامة إلى أن خطوات اعتراض الطائرات المدنية نصت عليها اتفاقية شيكاغو. وأضاف سلامة لـ«البيان» أن التعويض يشمل الضرر المادي والمعنوي لدولة الإمارات.

ومحاسبة المسؤولين القطريين عن هذا الانتهاك، وأشار سلامة إلى أن اتفاقية شيكاغو عام 1944 لتنظيم القضايا المتعلقة بالطيران وقعت عليها دول الإمارات وقطر والبحرين.

مؤكداً أن قطر سبق لها أن تقدمت بادعاءات ضد دول المقاطعة ونظرت منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) لهذه الشكوى التي طلبت قطر عبرها أن تفرض المنظمة على دول المقاطعة تخصيص مسارات جوية فوق أقاليمها البرية لمرور الطائرات القطرية والأجنبية الذاهبة والمغادرة من قطر.

وقامت المنظمة بتلبية المطلب القطري وفقاً لاتفاقية شيكاغو ومبادئ المنظمة الدولية المعنية بسلامة وأمن النقل الجوي لدول المنظمة، ونفذت الدول الثلاث هذا القرار.

خطوات

وأوضح أستاذ القانون الدولي أن الطيران المدني يأخذ تصريحاً عادياً، أما الطيران الحربي فيأخذ تصريحاً خاصاً قبل الدخول المجال الجوي لأي دولة، مشيراً إلى أن الطائرات تنحرف عن مسارها لأسباب عدة من بينها حالة الحروب وحالة الظروف الجوية العاتية والأعطال الفنية الطارئة، وتدخل المجال الجوي لأي دولة من دون تصريح مسبق.

مؤكداً أن التعامل مع تلك الحالات يتم عبر من يراقب الطيران عبر المحطات الأرضية في المطارات من جانب، ونقاط التماس الجوية من جانب آخر وكل نقطة تعرف النقطة الأخرى ويتم اللجوء إليها في حال سقوط الطائرات.

وحدد سلامة حالات اعتراض الطائرات المدنية من الناحية القانونية وفقاً لملحق اتفاقية شيكاغو لعام 1944، وهي إذا دخلت الطائرات دون إذن مسبق على أن يتم في هذه الحالة إنذار الطيار عبر برج المراقبة والطلب منه الابتعاد عن المجال الجوي.

كيفية الاعتراض

وشدد سلامة على أن هناك مجموعة خطوات حددها القانون تسبق اعتراض الطائرة المدنية فعقب إنذار برج المراقبة تقوم تنبيه الطائرة المخترقة بخرطوشات ضوئية ذات لونين أحمر وأخضر، وإذا عاند الطيار بعد استنفاذ هذه الخطوات عندها يكون للطائرات المقاتلة حق اعتراض تلك الطائرة وتطالبه بالبعد عن المجال الجوى ويضربوا عليه إنذارات ضوئية من الطائرة.

تلك هي الخطوات المتبعة في اعتراض الطائرات المدنية إذا دخلت المجال الجوي لدولة أخرى دون تصريح مسبق. مستشهداً بحادثة ضرب إسرائيل لطائرة ليبية فبراير عام 1973 تحمل مسافرين معظمهم من المصريين وقتل 108 ودمرت الطائرة بعد أن عبر الطيار ودخل إلى سيناء المحتلة وقامت الطائرات الإسرائيلية المقاتلة بضرب تلك الطائرة وتم الشكوى.

وشكلت منظمة الإيكاو لجنة تقصى حقائق ووجدت أن إسرائيل مسؤولة عن قتل 108 مدنيين على متن الطائرة الليبية. وقامت إسرائيل بدفع التعويضات في أيام قليلة، لأنها لم تتبع الخطوات القانونية وفقاً للاتفاقيات القانونية الدولية في اعتراض الطائرات التي تنحرف عن مسارها وتدخل المجال الجوي لأي دولة دون إذن مسبق.

Email