الرشاوى وشراء الذمم شرايين حياة النظام القطري

ت + ت - الحجم الطبيعي

سلّطت المقاطعة الضوء على فساد النظام القطري وفتحت الباب على مصراعيه أمام الكشف صراحة عن خطايا وجرائم «تنظيم الحمدين» المتحكم في كل شاردة وواردة بالدوحة، والذي دفعت سياساته إلى إغراق المنطقة في العديد من التحديات والمشكلات دفعت وتدفع ضريبتها دول وشعوب عربية كانت هي المتضرر الأكبر من الدعم القطري للعناصر والكيانات الإرهابية. بينما تسعى قطر للخروج من مأزقها بادّعاء «البراءة» وبحيل الهجوم المعاكس لتجميل وجهها الذي صار مكشوفًا أمام العالم أجمع.

قمعٌ داخلي وكتمٌ للأصوات المعارضة وحجرٌ على الحريات وصفقات مشبوهة ورشاوى وشراء ذمم وأصوات وأقلام وتوظيف للإعلام في مسالك تآمرية في خطٍ متوازٍ مع سياسات خارجية عدائية مع إدارة الظهر للمحيط العربي والالتقاء في الأهداف مع جهات ودول صاحبة مصلحة في إرباك الأوضاع في الشرق الأوسط، محاور رئيسية ترصد الفساد القطري (داخليًا وخارجيًا) تم الكشف عن الكثير منها خلال الفترة الأخيرة منذ قرارات المقاطعة وحتى الآن.

سلاح الرشوة

يعتبر سلاح «الرشاوى» أسلوب حياة للنظام القطري حسب تعبير وزير خارجية مصر الأسبق عضو مجلس النواب المصري السفير محمد العرابي، والذي تحدث عن استخدام قطر لسلاح المال أخيرًا في انتخابات «يونسكو» ضمن استخدامات عديدة سابقة لنفس السلاح في إطار النهج القطري في التعامل مع الأمور، على اعتبار أن الدوحة دائمًا ما توظف لغة المال والرشاوى لاقتناص الفرص المختلفة وتمرير سياساتها. كما تحدث العرابي أيضًا عن دعم قطر لسد النهضة الإثيوبي، على اعتباره من بين الوقائع الواضحة المؤكدة على طبيعة السياسات التي تتبعها الدوحة.

تتنوع مواطن الفساد الداخلي والخارجي لقطر، ما بين فساد سياسي واقتصادي وقمع واسع وخنق للحريات. ومن بين ما تم الكشف عنه من أوجه فساد هو ما يرتبط بتقديم رشاوى لانتزاع حق تنظيم كأس العام 2022 وكذا قضية بنك باركليز الشهيرة، فضلًا عن الصفقات المشبوهة من بينها صفقة تقديم أكثر من 500 مليون دولار لجماعات إرهابية داخل العراق.

فساد ممنهج

ويقول سفير مصر لدى الدوحة سابقًا السفير محمد المنيسي لـ «البيان» إن هنالك العديد من أوجه الفساد القطري من بينها مسألة الرشاوى المختلفة التي تم الكشف عنها وقضايا كثيرة في ذلك الإطار، مشددًا على أن المحرك الرئيسي للفساد القطري هو رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم بن جبر، المسيطر على كل شيء في الدوحة، والذي يرعى كل سياسات قطر ويوجهها.

ويوضح المنيسي أن «بن جاسم» هو مهندس عمليات الفساد في قطر والمشرف عليها، رغم كونه لا يتولى أي منصب في الدولة القطرية حاليًا، لكنه مسيطر على القرار في الدوحة. لافتًا إلى سلاح «الرشاوى» والصفقات المشبوهة الذي تعتمد عليه قطر بصورة كبيرة من أجل تمرير سياساتها وشراء المواقف، حتى إن الدوحة نجحت في شراء صحيفة بريطانية بارزة للحديث باسمها والدفاع عنها في بريطانيا.

Email