المعارضة السورية: هناك من جاء لاغتيال السلام في «جنيف 8»

الخلافات تعصف بـ«سوتشي» قبل انطلاقه

ت + ت - الحجم الطبيعي

فتح فشل الجولة الثامنة من مشاورات جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة الطريق أمام المؤتمر الذي تتجه روسيا لعقده في مدينة سوتشي وسط خلافات حادة.


وذكرت مصادر مطلعة في المعارضة السورية لـ«البيان» أن روسيا وجهت الدعوات إلى التيارات السياسية والشخصيات المعارضة بصفتها الشخصية، بالإضافة إلى دعوة أحزاب سياسية أخرى، لافتة إلى أن الائتلاف الوطني السوري لم يتلق دعوة كونه ائتلافاً وكياناً سياسياً، وإنما وجهت دعوات إلى بعض الشخصيات بصفتها.


واعتبر المصدر أن توجيه روسيا الدعوات بصفة شخصية وإلى أحزاب سياسية، رسالة إلى تقلص دور الائتلاف في العمل السياسي، فضلاً عن محاولة روسيا مساواة كل الأطراف في المعارضة دون اعتبار الائتلاف كممثل وحيد للمعارضة السورية.
لا مشاركة
وبحسب مصادر «البيان» فإن الائتلاف الوطني السوري اتخذ قراراً بعدم الذهاب إلى مؤتمر سوتشي، وإن تلقَ دعوة من روسيا، مؤكداً أن ذهاب الائتلاف إلى سوتشي سيؤدي إلى انحلاله نتيجة الصراع والاختلاف حول كيفية التعامل مع هذا المؤتمر.


ووفقاً للمصادر ذاتها في الائتلاف الوطني السوري، فإن هناك شخصيات قد تذهب إلى هذه المشاورات، فيما يعارض أغلبية أعضاء الائتلاف الذهاب إلى أي مؤتمر تدعو إليه روسيا.
وفي هذا الإطار، ثمة اختلاف روسي تركي على عقد هذا المؤتمر، ففي الوقت الذي وجهت فيه روسيا إلى الأكراد في الإدارة الذاتية دعوة لحضور المؤتمر، ترفض تركيا جملة وتفصيلاً مشاركة أي فصيل سياسي أو عسكري تابع لحزب الاتحاد الديمقراطي.


ويرى مراقبون أن الفشل الذي انتهت به الجولة الثامنة من مشاورات جنيف، كان متعمداً من وفد النظام الذي يؤيد تماماً عقد مؤتمر سوتشي، خصوصاً أنه لا يرتكز على الطرفين: المعارضة والنظام، وإنما على مجموعة قوى سياسية من الداخل والخارج.


ويدور أيضاً جدل في أروقة المعارضة، حول جدوى المشاركة في سوتشي، بينما تتصاعد الأصوات التي تقول إن الحل في سوتشي وليس في جنيف، كما حدث في خفض التصعيد من خلال مؤتمر الأستانة الذي كانت روسيا العراب الأول له.


وفي موسكو، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن دحر الإرهابيين في سوريا وخلق مناطق خفض التصعيد يمهدان للتسوية السياسية في البلاد على أساس القرار الأممي رقم 2254.


وقال لافروف في كلمة له أمام مجلس الاتحاد الروسي: «بفضل الأعمال الفعالة للقوات الجوية الفضائية الروسية لدعم الحكومة السورية تسنى دحر «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية التي تحصنت في الأراضي السورية. ويمهد دحر الإرهابيين وإنشاء مناطق تخفيض التصعيد التي تمت إقامتها في إطار عملية أستانة للانتقال إلى المرحلة التالية، ألا وهي التسوية السياسية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254».


وتابع لافروف قائلاً: «ما يراد منه أن يساعد على حل هذه المهمة هو التحضير لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي بمبادرة زعماء روسيا وإيران وتركيا. وعلى جدول الأعمال إعداد دستور جديد وتنظيم انتخابات عامة برعاية الأمم المتحدة وحل القضايا الإنسانية ووضع برنامج شامل لإعادة إعمار البلاد».
مواقف
وفي معرض حديثه عن الجهود المشتركة لروسيا وإيران وتركيا الخاصة بالتسوية السورية، أشار لافروف إلى أنه «ليس هناك تطابق للأغراض والمصالح 100 في المئة، ولكن مع تنوع مواقف الدول الثلاث بشأن مختلف نواحي الوضع في سوريا، نعتمد على التضامن المطلق بشأن ضرورة الانتصار على الإرهاب والحفاظ على وحدة أراضي سوريا، وضمان تعايش كافة طوائفها بشكل منسجم».


ومن جنيف، دعا رئيس وفد المعارضة السورية في مفاوضات «جنيف 8» نصر الحريري الأمم المتحدة والمبعوث الدولي الخاص ستيفان دي ميستورا، للإفصاح أمام المجتمع الدولي عن سعي النظام لهدم المسار السياسي في جنيف.


واعتبر الحريري في مؤتمر صحافي عقده بمقر إقامة وفد المعارضة في جنيف، بعد إعلان دي ميستورا قبل ساعات انتهاء الجولة الثامنة من المناقشات، دون تحقيق تقدم فيها، أن عملية جنيف في خطر حقيقي، مشدداً على أن المجتمع الدولي ومجلس الأمن يجب عليهما «حماية هذه العملية»، مؤكداً أن هناك من جاء ليغتال السلام في هذه المفاوضات.


وأضاف: «جئنا إلى هنا لأننا مقتنعون بأنه يجب أن نجلب السلام لسوريا، والأمن والحريّة للسوريين، وأن تكون هناك قطيعة أبدية مع الاستبداد والجريمة، جئنا لنقول من قلب المنظمة الدولية كفى للقتل، كفى للقصف، كفى للإرهاب».
ذرائع
وتابع قائلاً: «على مدى ثلاثة أسابيع انخرطنا بجدية بالغة في محادثات مسؤولة مع الأمم المتحدة حول الانتقال السياسي، وطالبنا بمفاوضات مباشرة وغير مشروطة تتناول السلال الأربع، وفق بيان «جنيف1» عام 2012، والقرار الأممي «2254». وشدّد على أن «العالم شاهد على أنه لا شريكَ لنا في مفاوضات جنيف، هناك من جاء ليغتال السلام، ويقتل حلم السوريين بالحرية، مستنداً إلى ذرائع واهية، لم يلقِ لها أحدٌ بالاً في المجتمع الدولي».


إلى ذلك، أيدت فرنسا بقوة محادثات السلام السورية التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف.


وقال نائب الناطق باسم الخارجية الفرنسية ألكسندر جورجيني للصحافيين «لا يوجد بديل عن حل سياسي يتم التوصل له من خلال التفاوض وباتفاق الطرفين وتحت رعاية الأمم المتحدة». وكرر دعم باريس لدي ميستورا.
       


 

Email