بوادر انهيار المشروع القطري الإرهابي

بعد 6 أشهر من الضغط والعزلة بدأت مؤشرات انهيار مشروع قطر الإرهابي تطفو على السطح، حيث يمكن ملاحظة أن الأدوات الخارجية التي يستخدمها النظام القطري في تنفيذ أجنداته الإرهابية وصلت إلى مرحلة اليأس.

ويدل على ذلك نزوعها نحو المزيد من العنف والدموية والقرارات الطائشة التي تؤكد درجة الإرباك والتخبط التي وصل إليها هذا المشروع الهدام.

فما قامت به أدوات النظام القطري في اليمن وفي مصر خلال الأيام والأسابيع الأخيرة يشبه إلى حد كبير رقصة «الديك المذبوح»، ففي مصر نجد أن المتطرفين المدعومين قطرياً بدؤوا يستخدمون أوراقهم الأخيرة بقتل أكبر عدد ممكن من الأبرياء دفعة واحدة، وذلك بعدما شعروا بقرب نهايتهم، وهذا ما قاموا به في هجومهم الغادر على مسجد الروضة في شمال سيناء، حيث قتلوا وجرحوا المئات وهم يؤدون صلاة الجمعة.

أما التطورات الأيام الأخيرة في اليمن فتكشف بدورها عن عدوانية مشابهة في دمويتها وفي أسبابها ونتائجها، فالحوثيون الذين ارتموا في أحضان قطر كما ارتمت هي في أحضان إيران الأب الروحي للحوثيين، طلبت من عملائها في اليمن أن يتخلصوا بكل وحشية من حليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح لمجرد أنه ألمح إلى رغبته في الحوار مع دول التحالف العربي.

وكان قتلهم له مشهداً مشبعاً بالانتقام وشهوة القتل التي تكشف بلوغ منفذها مرحلة متقدمة جداً من القنوط والإحباط والفشل، إذ لم يعد لديه خط رجعة ولا شيء يخسره ومن ثم يطبق سياسة الأرض المحروقة التي لا تفرق بين عدو وصديق.

مؤشرات داخلية

وعلى الصعيد الداخلي، يتضح أن مؤشرات انهيار المشروع الإرهابي القطري تبدو أكثر وضوحاً في تصرفات نظام الدوحة، فبعد الاجتماعات واللقاءات الحاسمة التي عقدتها القبائل القطرية العريقة وطالبت فيها تميم و«شلته» بالتوقف عن أساليب شق الصف الخليجي ومعاداة الأشقاء في السعودية والإمارات والبحرين.

جاءت ردة فعل النظام بقرارات غاضبة لا تدع مجالاً للشك بأنه وصل إلى مرحلة اليأس، فقد عمد إلى إسقاط الجنسيات عن شيوخ القبائل ومصادرة أموالهم وتهديدهم بالاعتقال والإبادة.

وبدأها بسحب الجنسية من زعيم قبيلة آل مرة الشيخ طالب بن لاهوم بن شريم والعشرات من رموز قبيلته بلغ عددهم 55 شخصاً، ثم سحب الجنسية من الشيخ ناصر حمود الهاجري شيخ شمل الهواجر ومعه مجموعة من عائلته، واستمر النظام في ممارسة سياسة التنكيل بالشعب القطري حتى بلغ عدد الذين فقدوا جنسياتهم بقرار ظالم منه أكثر 5 في المئة من مجموع القطريين.

تهديدات بالقتل

ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل شمل أيضاً رسائل تهديد بالقتل وجهت لأشخاص معارضين من أمثال د.عبداللطيف آل الشيخ رئيس الهيئات السابق، وكذلك تهديد القبائل بالإبادة الجماعية بالكيماوي التي جاءت على لسان أحد أبواق النظام المدعو محمد المسفر خلال استضافته على التلفزيونات القطرية.

وإن دلت هذه التصرفات على شيء فإنما تدل على أن النظام القطري وصل، ليس فقط إلى مرحلة اليأس، وإنما إلى مرحلة الانتحار والإفناء الذاتي الذي يبدأ صاحبه بممارسة العنف واستخدام آخر الأوراق للبقاء على قيد الحياة، رغم يقينه بأن هذه الأوراق لن تنقذه من الوضع المهلك، الذي حشر نفسه فيه، وإنما فقط لينفي عن نفسه حالة الضعف والعجز التي وصل إليها.