خبراء سعوديون لـ« البيان »: انعقاد قمة الكويت لا يعني أن الأزمة انتهت

العمل الخليجي المشترك سيتواصل بقطـــر أو بدونها

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع خبراء ومحللون سعوديون على أن مجلس التعاون الخليجي رغم الظروف الجيوسياسية والأزمات العديدة التي واجهتها دوله خلال العقود الثلاثة الماضية، أسهم في التكامل الاقتصادي والأمني والثقافي الخليجي، مؤكدين أن أزمة قطر لن توقف مسيرة المجلس، وأن هذه المسيرة ستتواصل بقطر أو بدونها.

وأكدوا في تصريحات لـ«البيان» أن قادة دول المجلس كانوا ولا يزالون يعملون خلال اجتماعاتهم على التعاون والتفاهم المشترك وحلحلة المشكلات الداخلية فيما بين دول المجلس والعمل المشترك لمواجهة التحديات الخارجية.

موضحين أن انعقاد القمة الخليجية المرتقبة في الكويت لا يعني أن الأزمة القطرية انتهت، بل ستواصل دول المقاطعة الخليجية سياساتها الحازمة ضد قطر حتى تتراجع عن سياساتها المناهضة لكل قيم ومبادئ مجلس التعاون الخليجي.

تحديات

وقال الباحث في العلاقات الدولية د. منيف عبد الله عسيري إن المنظمة الخليجية رغم التحديات التي تواجهها حالياً إلا أنها تستمر من أفضل مؤسسات العمل العربي المشترك، وتتمتع بسجل حافل بالإنجازات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.

مشيراً إلى أن من أبرز إنجازات المجلس المشاركة في إنهاء الحرب العراقية الإيرانية والمشاركة في تحرير دولة الكويت والمشاركة في دعم وحدة واستقرار وسيادة العراق والمشاركة في مساندة قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة والمشاركة في دعم القضية الفلسطينية والمشاركة في الدفاع عن الشرعية في اليمن.

والمشاركة في التصدي للتدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة. وأضاف أن الجرح الذي تسببت فيه قطر لم ولن يوقف مسيرة المجلس التي ستمضي بوجود الدوحة أو بدونها، وستظل قطر التي ضربت بكل مواثيق مجلس التعاون ومبادئها المتوارثة عرض الحائط، الخاسر الأكبر في الأزمة التي تسببت بها، بعد أن ظلت تنخر في قواعد المجلس لهدمه وتدميره من خلال نسج تحالفات سرية مع ألد أعداء المجلس.

مصير مشترك

وأكد أن قادة دول مجلس التعاون باستثناء قطر يؤمنون بوحدة دول الخليج العربية، وبأن تشابك مصالحها يدعوها لأن تلتف حول بعضها، وأن العادات والتقاليد والثقافة والمصير المشترك تحتم عليها أن تنصهر في بوتقة واحدة، وأن الأزمات التي مرت بها دول المنطقة سواء أكانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية، تتطلب تكاتف دول الخليج العربية، غير أن قطر حاولت هدم كل تلك المعاني والقيم السامية، ما يبرر مقاطعتها، خاصة بعد أن رفضت الالتزام بالخط الخليجي بمحاربة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله.

ومن جهته، أكد الباحث والمفكر السياسي د. حسين بن فهد الأهدل أن التاريخ يشهد لدولة الإمارات دورها الطليعي في دعم قضايا الأمن والتنمية في الإطار الخليجي، من خلال الدفع نحو قيام مجلس التعاون الخليجي وجهودها المشهودة بقيادة المؤسس المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في تأسيس منظومة وكيان مجلس التعاون الخليجي، واستمرارية دور الدولة في الحفاظ على وحدة وتماسك هذا الكيان العملاق الذي صمد أمام كل العواصف السياسية التي مرت على المنطقة العربية. وشدد على أن منظومة مجلس التعاون ستتواصل برغم الأزمة القطرية، وأن كل شعوب دول المجلس لا تزال تتطلع إلى أن يستعيد المجلس قوته وعافيته.

وأن يواصل مسيرته المباركة نحو تحقيق الأهداف التي نص عليها النظام الأساسي والاتفاقيات الخاصة بالمجلس، والمسارعة والمبادرة بتقديم الرؤى والأفكار والمقترحات التي من شأنها تذليل العقبات، والمحافظة على تماسك البيت الخليجي، ومنعته، ودفع المسيرة المباركة لمجلس التعاون نحو الأمام.

تقدير للأمير

وأضاف الأهدل أن مشاركة الدول الخليجية في القمة المرتقبة في الكويت تأتي تقديراً للأمير الشيخ صباح الأحمد الذي يبذل جهوداً كبيرة لإنجاح العمل الخليجي المشترك، برغم استمرار الأزمة القطرية، مؤكداً أن انعقاد القمة لا يعني أن أزمة قطر قد انتهت، بل هي تقدير للدور الكويتي المشهود في محاولة حل الأزمة.

إنجازات راسخة

ومن جانبه أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك فيصل د. تركي التركي، أن الإنجازات الكبيرة التي حققها مجلس التعاون الخليجي خلال 36 عاماً من مسيرته المباركة لن يتم نسفها بسبب حماقات النظام القطري، بل ستمضي دول المجلس قدماً في مسيرتها، بغض النظر عن الوضع القطري، سواء ظلت في إطار المجلس أو خارجه.

وقال إن تنظيم الحمدين خالف نظام المجلس نتيجة للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة سراً وعلناً طوال السنوات الماضية، بهدف شق الصف الداخلي.

Email