« البيان » تعرّي «وكر الجواسيس» القطري

«الجزيرة» حوّلت «حرق المؤسسات» إلى مشهد اعتيادي

Ⅶ القناة القطرية روّجت العنف الشعبي بدءاً من تونس | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أدت قناة الجزيرة القطرية دوراً تخريبياً في دول المغرب العربي عبر التحريض على العنف، والتغطية على تدمير مؤسسات الدولة تحت ستار التظاهرات. وعرضت القناة القطرية خلال ثورة الياسمين التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي مشاهد متكررة لمؤسسات رسمية تتعرض للحرق والتدمير لكي تستخدمها مشاهد «مأثورة» يحتذى بها لدى الشعوب العربية الأخرى.

بعد الثورة سرعان ما تحركت جهات تونسية حقوقية لوضع حد للتخريب الذي ترعاه هذه القناة. وفي مايو الماضي، طالبت جمعية «فورزا تونس» رئاسة الحكومة والسلط المعنية بحجب قناة الجزيرة في تونس وإغلاق مكتبها نهائياً طالما أنها تواصل حملتها المغرضة ضد الأمن القومي التونسي عبر تأليب الرأي العام وتهويل المشهد في الجنوب التونسي.

وتضخيم الاحتجاجات الاجتماعية في مناطق مثل تطاوين وبنقردان وغيرها، وذلك في ظل الوقت الذي تخوض فيه حكومة الوحدة الوطنية في تونس حملة لمقاومة الفساد.

كما دعت «فورزا تونس» القوى الحية في البلاد، والجهات المختصة، إلى وضع استراتيجية إعلامية واضحة يتم بمقتضاها حجب كل المنابر الداعية إلى الفتنة والمشجعة على الإرهاب، مؤكدة وقوفها الدائم مع مكسب حرية الإعلام والتعبير، باعتبار أن الإعلام الوطني هو الداعم الرئيسي لاستقرار البلاد وشريك فاعل في مكافحة الفساد والإرهاب.

وقال رئيس منظمة الدفاع عن الصحافيين التونسيين زياد الهاني إن «غلق مكتب قناة الجزيرة بتونس أصبح قضية أمن قومي، والقادم أخطر بكثير»، بينما اتهمت صحيفة الشروق اليومية قناة الجزيرة بالتدخل في الشأن التونسي.

وقالت «بدل انشغالها بتلميع صورتها وحفظ ما بقي متاحاً للتعاطف معها تعمد قناة الجزيرة القطرية إلى مواصلة نهج التدخل في الشأن التونسي عبر «شهادات زائفة على العصر» كما لو أنها تستعد لدور جديد. وذكرت الصحيفة بالدور الذي قامت به القناة،.

حيث كانت ملاذاً للمعارضين التونسيين لإيصال أصواتهم في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وهو ما قاد في نهاية المطاف إلى توجيه كل الأنظار إليها منذ بداية الاحتجاجات في ديسمبر 2010 مروراً بالثورة، إلا أنه، ومع مرور الوقت، تكشف الدور المشبوه في ما سمي بالثورات العربية تمهيداً لتغييرات إقليمية عالمية مخطط لها سلفاً.

وأكدت الصحيفة أن ما أكد هذه الاتهامات هو سكوت القناة المذكورة عن كل ما يحدث فى دولة قطر، مقابل اهتمامها بأخبار الأقليات أو الطوائف خارج حدودها، علاوة على التغطيات غير المتوازنة في الغالب والأخبار المفبركة.

والتي بدت جلية خاصة في تغطية الأحداث الجارية في سوريا. ويرى مراقبون أن الشارع لم يعد يثق في قناة «الجزيرة» التي باتت ذراعاً إعلامية للجماعات الإرهابية في المنطقة ولقوى الإسلام السياسي بما فيها حزب حركة النهضة التونسية.

وقال المحلل السياسي جمعي القاسمي إن القناة القطرية متحالفة مع أحزاب إخوانية في المنطقة ولا علاقة لها بحرية التعبير ولا بالدفاع عن الشعوب كما تدعي، وهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالإرهاب باعتباره أساس مشروع التحولات الدراماتيكية في المنطقة.

لجم في موريتانيا

وفي موريتانياً، وفي إطار الحملة المغرضة لبث الفوضى في المنطقة العربية حاولت قناة الجزيرة الدفع بموريتانيا إلى مصير دول ما يسمى «الربيع العربي» لكن النظام الموريتاني كان لها بالمرصاد. فحسب تسريبات نشرها موقع «تقدم» فإن قناة الجزيرة أعدت خطة سنة 2013 لإسقاط النظام الموريتاني من خلال تغطية أنشطة المعارضة وتهويل الوضع في موريتانيا ونشر أخبار تفيد بقرب سقوط النظام الموريتاني.

لكن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن الجزيرة، فقد استدعى قائد أركان الجيوش الجنرال محمد ولد الشيخ محمد أحمد سفير دولة قطر في نواكشوط واستفسر منه سبب الحملة الشرسة لقناة الجزيرة على موريتانيا ؟ فكان رد السفير أن قناة الجزيرة: قناة مستقلة وليس للحكومة القطرية أي دخل فيما تنشر وتذيع.

حينها أخرج الجنرال ولد الغزواني للسفير القطري وثائق خطيرة تتضمن تقارير سرية عن دعم قطري لحركات التمرد في شمال مالي وخاصة «حركة أنصار الدين» وهي إحدى الحركات الإرهابية يتزعمها إياد أغ غالي. وتكشف الوثائق عن الطريق الذي ترسل به قطر الأسلحة والأموال لهذه الحركات وصور الأشخاص الذين يعملون لصالح المخابرات القطرية.

صدمة وتراجع

صدم السفير القطري من هول ما شاهد وسأل الجنرال غزواني عن مصدر الوثائق، وهو ما جعل ولد الغزواني يرد عليه فقط الابتسامة، ثم قال: إن شئتم استمروا في حملتكم على النظام الموريتاني ونحن سنفعل اللازم، حينها قال السفير القطري: رجاء لا تنشروا هذه الوثائق ونحن سنوقف الحملة التي تقوم بها قناة الجزيرة على نظامكم وإلى الأبد.

وهو ما وقع فعلاً، حيث تحاشت القناة رصد أي أنشطة لا يرضى عنها النظام الموريتاني. وكان اعتذار الجزيرة لموريتانيا عن خبر نشرته قبل أشهر دليلاً واضحاً على تلك الصفقة.

Email