خبراء لـ « البيان»: استطلاع معهد واشنطن كشف انفصال الدوحة عن إرادة الشعب

جمعة غضب 13 الجاري من أجل «قطر الجــديدة» بلا «الحمدين»

ت + ت - الحجم الطبيعي

ترجمت المعارضة القطرية حالة اغتراب الشعب القطري عن تنظيم الحمدين إلى دعوة شعبية للانتفاضة ضد التنظيم في الـ13 من الشهر الجاري تحت شعار «جمعة الغضب» لتدشين عملية التغيير السلمي في ظل الفضيحة التي لحقت بالدوحة إثر نشر نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الأسبوع الماضي، والذي أظهر أن 81% من الشعب القطري لا يوافق على السياسة الحالية لتنظيم الحمدين.


ووجهت المعارضة القطرية في حسابها الرسمي على تويتر دعوة إلى الشعب القطري للتظاهر ضد تنظيم الحمدين، في خطوة هي الأولى من نوعها، وتعكس حجم الغليان الشعبي ضد سياسات الدوحة في دعم الإرهاب. وقالت المعارضة القطرية في دعوتها التي أرفقت بهاشتاق «#حراك_13_اكتوبر_بقطر»:

«ندعو جبهات المعارضة القطرية للمشاركة في جمعة الغضب بالعاصمة القطرية الدوحة و(إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ). وأضافت: «نبشر الأحرار في قطر أن التغيير قادم وطواغيت الدوحة مصيرهم مزبلة التاريخ» وأشارت المعارضة القطرية إلى أن المسيرات السلمية ستتحرك باتجاه قصر الحكم تنديدًا بممارسات النظام الحالي، مطالبة المنظمات ووسائل الإعلام بمراقبة الحدث.


وقالت إن «أبناء قطر سيضحون بأرواحهم مقابل الحياة الكريمة، الثورة قادمة، التغيير قادم وطواغيت الدوحة لن يفروا من الحساب والعقاب».
تفاعل مع الدعوة
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي القطري هاشتاج بعنوان «قطر الجديدة»، معلنين فيه أن يوم 13 أكتوبر الجاري بأنه سيكون نقطة البداية للتغيير في الداخل والخارج طالما في صالح الأمن العربي، تحت مسمى «جمعة الغضب»، معلنين فيه بداية ثورة خلال الأيام المقبلة بسبب سياسات أمير قطر تميم بن حمد، مطالبين فيها إنهاء حكم تميم بن حمد وحكومته لإنقاذ الدوحة وشعبها من قراراتهم الخاطئة وحماية أمن واستقرار المنطقة العربية.


وعن أهداف جمعة الغضب، قال المعارض القطري البارز، سلطان سحيم آل ثاني: «ما نتطلع إليه في قطر الجديدة، وطن بلا تنظيم الحمدين وبلا مرتزقة، إعادة المهجرين الى الوطن، المصالحة بين شعب قطر الواحد».


وكتب علي محمد عن أهداف الحراك: «إسقاط تميم ومبايعة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني حاكمًا وأميرًا لدولة قطر وتسليم قطر لرجالها. ثوروا لكرامتكم».


وقال منذر الشحي: «حراك 13 أكتوبر بقطر هو بداية النهاية لتنظيم الحمدين وتميم الذي أذلكم فثوروا لكرامتكم وتأكدوا أن حكومة قطر ستدعمكم بمالها وشاشتها».


وفي نفس السياق، قال محمد بن بندر: «حراك 13 أكتوبر بقطر. ستكون بداية نظام جديد وخير للشعب القطري الحُر وسوف يعيد قطر للصف. يسقط تنظيم الحمدين كأني اسمعها تزلزل أركان قطر».
فضيحة الحمدين


ويأتي هذا الحراك المراقب بعد توضح زيف دعاوى الحمدين في التفاف الشعب القطري معهم، حيث أظهرت نتائج الاستطلاع الذي أعده معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى مدى الفجوة والتناقض بين السياسة والرؤية المتبعة لدى كل من النظام والشعب القطري.

فقد كشف الاستطلاع أن 81 من الشعب يريد إنهاء الأزمة الحالية ويرفضون ضمنياً سياسة تميم بن حمد ويرغبون في حل توافقي يعيدهم إلى حالة السكينة التي كانوا يعيشونها. بالإضافة الى أن غالبيتهم لا يؤيدون التقرب من طهران على حساب العلاقات بين الدول العربية.


ويقول المعارض القطري أحد أبناء قبيلة الغفران التي أسقط عنها تنظيم الحمدين الجنسية حمد المري، إن «الشعب القطري مرتبط ارتباطًا تامًا بدول الخليج المقاطعة للدوحة من جميع النواحي.. ومن الطبيعي أن تسبب هذه الأزمة فجوة بين السلطة التنفيذية والشعب واتساعها مع مرور الوقت».


ويرتبط الشعب القطري بعلاقات نسب وعلاقات أخوية واسعة مع دول الخليج المجاورة له، وقد تضرر الشعب القطري كثيرًا من انقطاع الصلات جراء المقاطعة التي هي نتاج عملي لسياسات تنظيم الحمدين العدائية تجاه دول المنطقة.


كيانان حاكمان
ويقول المعارض راشد المانعة المري: إن انقسام الآراء موجود منذ بداية الأزمة الخليجية ليس على مستوى الشعب القطري فقط وإنما على مستوى الأسرة الواحدة داخل قطر، فهناك من هو ضد سياسة الحمدين الداخلية والخارجية ويرى أيضًا أن تميم ما هو إلا حاكم بلا إرادة، وهناك من يرى أن تميم يتحمل المسؤولية، وجميعهم متفقون على أنه يجب على تميم الاستجابة لطلبات الدول الأربع وعدم الانصياع لأوامر الحمدين إن كان يريد أن يأخذ بيد قطر إلى بر الأمان.


ويتابع: لدينا في قطر كيانين حاكمين، أحدهما خفي يمثله حمد بن جاسم وحمد بن خليفة، وآخر ظاهر للعلن يمثله تميم. الرفض متفق عليه بالنسبة لكيان الحمدين، أما فيما يخص تميم فإن هناك انقساماً - داخل الشعب - حيث ترى الغالبية أنه يجب تغييره لأنه قد خسر ثقة الدول الخليجية جميعها، بينما ترى القلة المتبقية أنه لا مانع من الإبقاء على تميم على رأس سدة الحكم «لكن مع فرض المراقبة على سلوكه السياسي خليجيًا» وكل ذلك يقترن بشرط أساسي وهو إقصاء الحمدين وفلولهم من مفاصل الدولة.


وبحسب نتائج الاستطلاع المشار إليه، يرفض 79% من أبناء قطر سياسات إيران الإقليمية وانفتاحها على قطر. كذلك فإن الرأي العام القطري رافض بشدة لوكلاء إيران في المنطقة، حيث حصل حزب الله اللبناني والحوثيون في اليمن على تصنيفات سلبية من 90% من السكان في قطر.


ويعتبر المعارض القطري علي الدهنيم (الضابط السابق بالمخابرات القطرية) أن الشعب القطري منذ سنوات وبالتحديد بعد خمس سنوات من سيطرة تنظيم الحمدين على الأمور في الدوحة وهو يدرك تمامًا سياسات النظام القطري وتدخلاته في شؤون جيرانه وبما في ذلك علاقات النظام القطري المشبوهة مع الجانب الإسرائيلي، حتى أن النظام استخدم قبضته الحديدية من أجل إحكام الأمور في ضوء رفض الشعب لتلك السياسات.


وأوجدت التطورات المتتالية فيما يتعلق بقطر وسياساتها تصاعدًا في حالة الرفض الشعبي في الدوحة لتلك السياسات العدائية إزاء القطريين، وبحسب الدهنيم فإن الشعب القطري صارت لديه قناعة تامة بأنه لا يمكن لهذا النظام أن يستمر، ويجب تغييره.

وقد عزز ذلك الموقف المتخذ ضد قطر من قبل دول المقاطعة وما صاحب ذلك من فضح لقطر على المستويين الإقليمي والدولي. ومع وجود البديل، الممثل في الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، فإن الشعب القطري يصبو لأن يغير هذا النظام القائم في ظل إدراك لحقيقة السياسات التي ينتهجها تنظيم الحمدين، وفق الدهنيم.


في الأثناء، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية الأردنية، رائد الخزاعلة في تصريح لـ«البيان»: إن هذا الاستطلاع وما جاء به من نتائج قد تعدى في أهميته مستوى الاستطلاع و أنما هو استفتاء شعبي يبين وجهات نظرهم ورفضهم للأزمة ولموقف النظام القطري في عدم إيجاد صيغة توافقية من أجل المطالب والمماطلة في إنهاء حالة المقاطعة التي تعيشها قطر.


يرى الخزاعلة ضرورة أن ينظر إلى هذه النتائج على محمل الجد من قبل النظام القطري، وإن كان بينهم حكماء وعقلاء فإن هذا سيقلب مسارهم الحالي الى الأفضل وبما ينسجم مع الدول العربية وجهودها المبذولة في المنطقة لمكافحة الإرهاب، لمناهضة السياسات الدخيلة المنطلقة من الدول الطامعة في المنطقة.

يجب أن تتحرك قطر وتحزم أمرها وتتخذ موقفاً واضحاً ومستقلاً بعيداً عن ضغوطات الدول الطامعة والتي ترى في هذه المقاطعة فرصة لها ووقتاً ذهبياً لتنفيذ مخططاتهم.
ناقوس الخطر


ومن جانبه أشار عضو مجلس النواب، عواد الزاويدة لـ«البيان» أن هذه النتائج تدق ناقوس الخطر على تنظيم الحمدين خاصة في ظل المعارضة التي ظهرت وبرزت. ولا توجد إرادة فوق إرادة الشعب وهو حق لهم أن يعيشوا في حالة من الاستقرار والأمان وأن لا يكونوا معرضين للخطر. القيادة السياسة القطرية يجب أن تهرول و أن تستيقظ من هذا السبات و أن يخضعوا لمطالب الشعب التي تتوافق مع مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب.


وأوضح الزاويدة أن الحل يجب أن يكون بين الدول العربية بعيدة عن أي تدخل خارجي. ففي النهاية هي مشكلة بين أطراف عربية ووجود دول أخرى سيزيدها تعقيداً وسيذهب بها إلى المزيد من الوقت الذي يترتب عليه خسائر عميقة لا تعد ولا تحصى. سياسة إيران التوسعية مرفوضة ومنبوذة بشكل قطعي ودعمها لقطر إنما هو نافذة لها للتوسع والانتشار.
مصداقية عالية
بدوره، أكد الخبير الاستراتيجي، د. أيمن أبو رمان أن أهمية هذا الاستطلاع والنتائج هو أنها جاءت من معهد مستقل وبالتالي مصداقيته عالية وهي مرآة للحقيقة. وبالطبع الاختلاف الحاصل بين نظرة الشعب القطري للمقاطعة والنظام الحاكم سيفاقم الأمور ويزيد من حدتها إلا في حال تم الوصول إلى حل توافقي يرضي الشعب الذي تتوافق مطالبه مع الدول الأربع.


يردف قائلاً: الشعب القطري غير مقتنع بالسياسات القطرية ويوجد استنكار عام لها، ظهر في أكثر من مفصل مهم من مفاصل الأزمة. وبوجود الاعتقالات وسحب الجنسيات وغيرها من الطرق القمعية تصبح لهذه النتائج الثقل والأهمية بشكل أكبر.

من الواضح أن النظام القطري يخرج من فشل إلى آخر. والشعب لديه يقين بأن مصلحته مع دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة في التخبط الاقتصادي الذي بدا يظهر ويتعمق مع المقاطعة. فالدراسات تشير أن قطر لن تصمد أكثر من 6 أشهر وهذه التوقعات بالنسبة لهم تشكل إحباطات وتدفعهم للعب دور لإفاقة النظام وإعادته إلى طريق الصواب.

خفافيش الحمدين

علّق المعارض القطري، خالد الهيل على الأنباء المتداولة بشأن سحب تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم من الدوحة، والمقرر إقامتها على أراضي الإمارة الخليجية في عام 2022، مؤكداً أن بريطانيا مازال لديها فرصة استضافة البطولة. وأشار إلى أن من وصفهم بـ «خفافيش الحمدين» موجودون في لندن بكثرة خلال الفترة الحالية، متابعًا: «بعد أقولكم الوعد قدام». على حد قوله.

وأضاف: «لو دفع تنظيم الحمدين كل ثروتهم التي سرقوها من شعب قطر أؤكد أنه لن يتم استضافة كأس العالم في ظل وجودهم.

 

Email