استبيان «واشنطن» يشير إلى رأي عام أحكم من توجه النظام القطري

الإمارات: على الدوحة أن تستجيب لمواطنيها

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنه آن الأوان للقيادة القطرية أن تسمع رأي مواطنيها، في إشارة إلى استطلاع رأي نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الأسبوع الماضي، وأظهر تأييد 81% من الشعب القطري حل الأزمة وضرورة موافقة الدوحة على حلول وسط.

وكتب معالي الدكتور أنور قرقاش، في تغريدات على تويتر: "مقال عبدالرحمن الراشد حول خيارات الجار المرتبك قبل يومين مهم، يصف بدقة غياب الحس السياسي والدبلوماسي في إنحدار موّثق زاد عزلته وأزمته".

وأضاف معاليه: "في خضم إرتباك المرتبك، الإستبيان الذي نُشر حول رأي أهل قطر يشير إلى رأي عام أحكم من توجه الحكومة، آن الأوان أن تسمع القيادة رأي مواطنيها". وأرف وزير الدولة للشؤون الخارجية: "أستحضر مقال الراشد وأنا أسمع عن حلقات حول سقطرة تبثها الجزيرة، يأس ما بعده يأس لمن أصبح له الصراخ والمظلومية سياسة، دعائنا له بتغليب الحكمة".

وأوضح معاليه: "عن الإستبيان، فقامت به مؤسسة أكاديمية أميركية، عبّر فيه أهل قطر عن نخوتهم مطالبين حكومتهم بالمرونة ورفضوا تقاربها مع إيران ودعمها للإخوان".

والأسبوع الماضي، كشف استطلاع رأي أميركي حقيقة توجهات الشعب القطري وانتماءاته ومواقفه المتباينة التي تتعارض بشكل لافت مع ممارسات تنظيم الحمدين.

وكشف الاستطلاع الذي أجراه معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، رفض الشعب القطري لممارسات نظام تميم بن حمد، وموقفه من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وبحسب نتائج الاستطلاع الذي أشرف عليه خبير الاستطلاعات الأميركي ديفيد بولوك، مدير «منتدى فكرة» في معهد واشنطن، يؤيد 81% من القطريين الحل التوافقي بين الدول العربية وقطر.

فيما يرفض 79 % من أبناء الإمارة سياسات إيران الإقليمية وانفتاحها على قطر، على الرغم من التعاون القائم بين نظام تميم بن حمد وطهران. كذلك فإن الرأي العام القطري رافض بشدة لوكلاء إيران في المنطقة حيث حصل حزب الله اللبناني والحوثيون في اليمن على تصنيفات سلبية من 90% من السكان في قطر.

تهديد أمن أوروبا

إلى ذلك، تكشفت ثغرات جديدة في الأمن الأوروبي، جراء الدعم القطري للإرهاب، وآخرها دخول نحو ستة آلاف إرهابي محتمل بجوازات سفر ليبية إلى أوروبا، وهو ما يشكل قنابل موقوتة، قد تهز الأمن الأوروبي في أي لحظة، وتفاقم من موجة العمليات الإرهابية التي تشهدها القارة الأوروبية.

ولجأ آلاف المهاجرين إلى أوروبا عبر الأراضي الليبية، حيث شكل ضغط المهاجرين تهديداً للأمن عبر شمال أفريقيا، وتحديداً عبر المنافذ التي تديرها المليشيات المدعومة من قطر في ليبيا. وقدمت السلطات الليبية أدلة ووقائع عن الصلة التي تربط الدوحة بالإرهابيين، وطبيعة التنسيق بين الطرفين بهدف إثارة الفوضى في شمال أفريقيا، وتصديرها إلى أوروبا.

وسبق أن هدد تنظيم داعش الإرهابي، مراراً، بالتسلل إلى روما لخوض معركة فاصلة هناك، وكشف عن وصول آلاف الإرهابيين إلى أوروبا، ضمن موجات اللاجئين. وقال الناشط السياسي والإعلامي الليبي، الدكتور يوسف شاكير، إن قطر تستخدم المال القذر لدعم الإرهاب في ليبيا، وأن أتباعها في طرابلس سرقوا 5880 جواز سفر ليبي، لاستعمالها من قبل عناصر إرهابية تتجول حالياً في أوروبا.

وتمثل قنبلة موقوتة قد تتفجر في أي وقت، مؤكداً أن قناة الجزيرة تعمل على تضليل المواطنين.وأضاف شاكير، في كلمته خلال مؤتمر «قطر.. كواليس أزمات الشرق الأوسط»، الذي نظمه مركز دراسات الشرق الأوسط في العاصمة الفرنسية باريس، أول أمس، أن قطر قامت بجلب الأسلحة والذخائر وعربات رفع عليها العلم قطري إلى ليبيا.

وشكلت مجموعات مسلحة ذات مرجعيات إرهابية لبث الفوضى، ثم للسيطرة على ليبيا، ووصل بها إلى إرسال قوات خاصة، أغلبها من المرتزقة، لاحتلال طرابلس، حيث قامت تلك القوات برفع العلم القطري فوق مبنى باب العزيزية، حيث كان مقر القيادة الليبية في عهد العقيد الراحل معمر القذافي، في حادثة غير مسبوقة، حيث لم يتعود العالم على أن تتدخل دولة بذلك الشكل في دولة أخرى، وتقوم برفع علمها على مقر سيادتها المنتهك من قبل تنظيم الحمدين وجماعاتها الإرهابية.

حماية الأمن القومي

في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكرى، أنه لم يصدر عن الحكومة القطرية حتى الآن ما يشير إلى تجاربها مع المطالب الشرعية للدول الداعية لمكافحة الإرهاب.

وقال شكري في حوار مع صحيفة "اليوم السابع": "ما زالت الدول الأربع مصرة على حماية أمنها القومى، وحماية مواطنيها من الآثار السلبية المترتبة على التدخل القطرى فى شؤونها الداخلية، وحماية مواطنيها من خلال استهداف المنظمات الإرهابية التى تدعم من قبل قطر بشكل مباشر أو غير مباشر، ونرى ضرورة فى أن تعدل قطر عن سياستها الضارة، وأن تقر وتعلن قطر أنها قد تحولت عن هذه السياسة، وأنها لفظت رعاية واحتضان العناصر الإرهابية.

وأوضح أن الإجراءات التي اتخذت من جانب الدول العربية إجراءات دفاعية حتى لا تنفذ العناصر الإرهابية إلى الدول الأربع بشكل ميسر، وليس من شأنها التأثير على الشعب القطرى الشقيق، فهذا ترويج يتم من خلال شركات الدعاية والعلاقات العامة، التى تتقاضى أموالا لوضع صورة غير متسقة مع الحقيقة ومحاولة تشويه صور الدول الأخرى التى هى فى الحقيقة الضحية، كونها دفعت بالدم من الاستهداف الإرهابى والمؤامرة من قبل العناصر المتصلة بالتطرف التى ترعاها قطر، ومن السموم التى تبثها القنوات الإعلامية القطرية لتشويه صورة الدول العربية.

ترشيح «اليونسكو»

وحول ملف ترشيح مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) قال شكري إن المرشح القطرى وفق ما يتم تداوله من معلومات عنه يجعل حملته قريبة من حملة الفيفا، وأتصور أنه ترشيح يفتقد مقومات الثقافة والحضارة.

وأردف: "وأتصور أنه إذا ما كان هناك رغبة حقيقية فى التضامن العربى، فيجب أن يكون هناك تقدير للترشيح العربى الأفريقى، لأنه يحظى بتمثيل ربع مكون المجتمع الدولى، فالدول الأفريقية وعددها 54 دولة تمثل ربع الأمم المتحدة". واستبعد شكري قدرة أي جهة على التأثير بالمال، ملمحاً إلى قطر. وقال إن "اليونسكو ليس الفيفا".

ثمن دعم الإرهاب

في الأثناء، تضخّمت فاتورة الخسائر القطرية جراء الأزمة التي تسبب بها تنظيم الحمدين مع الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، حيث تلوح حزمة من الخسائر على مختلف المستويات. وكشفت تقارير إعلامية نشرت أمس، عن منافسة مرتقبة بين بريطانيا وأستراليا، من أجل الحصول على شرف تنظيم مونديال 2022، في ظل تصاعد احتمالات سحب تنظيم المونديال من قطر، على خلفية تأثر رعاة الإرهاب بالمقاطعة التي تقودها الإمارات والسعودية والبحرين ومصر.

فاتورة الخسائر

في الجانب الاقتصادي، هبطت بورصة قطر بنحو حاد في تعاملات الأسبوع الماضي، لتواصل نزيف خسائرها المستمر للأسبوع العاشر على التوالي، في أطول موجة تراجعات أسبوعية منذ الأزمة المالية العالمية قبل نحو 9 سنوات. وجاءت الخسائر المتفاقمة، تحت وطأة المخاوف المستثمرة بشأن الأوضاع الاقتصادية في البلاد، مع تضرر جميع القطاعات بسبب المقاطعة التي فرضتها الإمارات والسعودية والبحرين ومصر على الدوحة، بسبب دعمها للإرهاب والجماعات المتطرفة.

صعوبة التفاهم

قال الكاتب والمحلل السياسي البحريني، فريد أحمد حسن، لـ «البيان»، إن المسؤولين في قطر، تفاجؤوا بنتائج الاستطلاع الذي نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى مؤخراً، بموقعه على الإنترنت، والذي خلص إلى أن «81 % من الشعب القطري، يرفضون سياسات حكومتهم تجاه الدول العربية، وتقربها من طهران». وأكد أن القيادة القطرية لم تجد غير التشكيك في نتائجه، والقول إن أحداً من القطريين لم يشارك فيه.

ويشير حسن إلى أن «السلطة التي ترفض نتائج استطلاع في هذا المستوى، بل تشكك في إجرائه، وتنفي مشاركة قطريين فيه، يصعب التفاهم معها، والسلطة التي لا تعترف بالشعب، ولا تعتبر رأيه رأياً، لا يمكن أن تستمع إلى صوت العقل والحكمة، ما يعني للأسف، أن الأزمة القطرية ستطول»

Email