نظام الحمدين لا يحترم ترامب ولا يفهم فلسفته في التفاوض

الصحافة الأميركية: قطر سترضخ وتوقف الإرهاب

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

توقّعت صحف أميركية أن يؤدي ضغط ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على قطر إلى رضوخها لصالح وقف الدعم للجماعات الإرهابية وإسكات قناة الجزيرة كناطقة باسم الإرهاب، كما كشفت الدور التخريبي لقطر في الأزمة السورية ودعمها للجماعات الإرهابية هناك.

ورأت مجلة «فوربس» الأميركية أنه إذا استمر الرئيس دونالد ترامب في نهجه حيال قطر، فإن الدوحة ستتراجع، معتبرة أن الرئيس الأميركي على وشك أن يحقق انتصاراً دبلوماسياً تاريخياً بإنهاء الدعم المالي للإرهابيين مع إسكات قناة الجزيرة الموالية الناطقة باسم الإرهابيين وإنهاء دعمها المالي لإيران التي تطور أسلحة نووية وتمويل الإرهابيين.

إذا تريث ترامب، فسوف يسجل واحداً من أكبر الانتصارات في الحرب على الإرهاب دون إطلاق رصاصة واحدة، ولكن إذا استسلم الآن لاستفزازات قطر، فإنه لن يحصل سوى على العودة إلى الوضع السابق وقالت المجلة إن قطر تتعلق بشريان حياه من الرئيس ترامب، متسائلة: «ولكن لماذا يلقيه لها».

وذكرت المجلة بأن وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بدا الأسبوع الماضي في باريس، كأنه يتسوّل إنهاء المقاطعة العربية لبلاده، إذ زعم أن بلاده ترفض جميع أشكال الوصاية على قراراتها، وأن المقاطعة الاقتصادية المفروضة عليها تدفعها إلى التقارب مع إيران اقتصادياً.

الصبر الاستراتيجي

وفيما تعتبر التمنّيات شكلاً مفضلاً للدبلوماسية العامة في الشرق الأوسط، فإن مثل هذا الكلام يظهر أن الوزير لا يكن أي احترام للرئيس الأميركي ولا يفهم الفلسفة الفريدة للرجل في التفاوض، وخصوصاً أن الرئيس الأميركي انتهج سياسة «الصبر الاستراتيجي» في مواجهة الأزمة الخليجية.

ويضيف التقرير أن فلسفة الرئيس الأميركي تعتمد على ترك الدوحة غارقة في عزلتها الإقليمية حتى يقدم النظام القطري المزيد من التنازلات، التي من أهمها إنهاء تمويل الجماعات الإرهابية وإنهاء استخدام قناة الجزيرة كدرع للإرهابيين، إضافة إلى إنهاء دعمها المالي لإيران التي تقوم ببناء أسلحة نووية.

الوقت ينفد

وأوضح تقرير المجلة الأميركية أن الوقت ينفد أمام قطر، وكلما طال الوقت قبل اختيارها ما بين الوقوف مع جيرانها أو دعم إيران، كلما وجدت المعارضة المحلية طريقها إلى أذهان القطريين العاديين، ففي الوقت الحالي تتساءل المعارضة القطرية: هل ينبغي أن يبقى هؤلاء الحكام الذين يجلبون الدمار لنا، وفي ظل معاناة اقتصاد قطر، فإن الحسابات ستتغير وينبغي على شيوخ قطر أن يختاروا بينما لا يزالون قادرين على ذلك.

وأكدت المجلة الأميركية أن الأزمة القطرية ستزداد سوءًا، والشعب لن يصمت على حكام يجرونه للخراب، والاقتصاد أصبح يعاني ويواجه أزمات طاحنة لم يواجهها من قبل. وقالت إن قطر باتت محصورة أمام خيارين لا بديل عنهما؛ وعليها الاختيار إما إيران والجماعات الإرهابية أو جيرانها العرب والولايات المتحدة الأميركية، فلم يعد بإمكانها اللعب على الحبال ومع جميع الأطراف كما كان الوضع في السابق.

وقال موقع «إي بي سي نيوز» الأميركي، تعليقاً على زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الثلاثاء، ولقائه مع أمير قطر إن هذه الزيارة ستشعل المنطقة العربية ومسؤوليها، بسبب التقارب بين الدوحة مع طهران. وأشار الموقع إلى تصريحات ظريف، خلال لقائه تميم بن حمد أمير قطر، التي لمح فيها إلى «الحل العسكري لمشكلات المنطقة».

وأوضح الموقع الأميركي أن قطر فتحت ذراعها لطهران واستعادت علاقاتها الدبلوماسية بعد أن أرسلت إيران لها الطعام، ما يعني سعيها لفك العزلة بأي ثمن.

صناعة الفوضى

من جانبها، كشفت مجلة «ذا ناشيونال إنترست» الأميركية، دور قطر في صناعة وتأجيج الفوضى والصراعات والحروب الأهلية في سوريا، وعدد من الدول العربية، التي مرت بما يسمى «الربيع العربي»، من خلال تمويل الجماعات المسلّحة، والتفاوض لإزاحة البعض عن السلطة.

وأوضحت المجلة، في تقرير مطول لها، أمس الخميس، أن قطر دعمت سقوط الأنظمة في تونس ومصر، واندلاع الحرب الأهلية في ليبيا، ثم حوّلت انتباهها إلى سوريا، وفي مارس 2011 كلّف أمير قطر، حمد بن جاسم، ابنه تميم، للاستفادة من العلاقة الشخصية للأسرة الحاكمة، مع بشار الأسد، بالعمل على إقناع الرئيس السوري للتنحي، في مقابل ضمان مسار للإصلاح السياسي، والانتقال السلمي للسلطة، ومنح الأسد تعويضات ومساعدات مالية، وهو ما رفضه الرئيس السوري.

وأشار التقرير إلى أن جماعة الإخوان، والتابعين لها كانت أكثر القوى المهيمنة في المعارضة، وبسبب العلاقات الشخصية القائمة مع الإخوان السوريين، اتجهت قطر على الفور لدعم الإرهابيين.

الإسلام السياسي

واستكملت إنه كان هناك اعتقاد واسع النطاق بين كبار صناع السياسة في قطر بأن الإسلام السياسي يوفر المعارضة الوحيدة للسلطة، كما اعتبرت الدوحة أن العمل الخيري للجماعات الإسلاموية المتشددة كان أكثر فعالية وموثوقية وشمولية من الجمعيات الخيرية العلمانية، في الوقت الذي تفكّك النظام الاجتماعي السياسي القائم في العالم العربي، حيث رأت قطر أن جماعات الإسلام السياسي هي القوة الوحيدة المتاحة القادرة على سد الفراغ الاجتماعي السياسي الذي خلفته الأنظمة.

وأضاف التقرير أن قطر قدمت الدعم المادي للمجالس العسكرية للفصائل المتشددة، وعندما بدا لها واضحاً أن المعارضة السورية كانت تقاتل في معركة شاقة وسط بيئة جيو استراتيجية مقيدة، سحبت قطر ضباط الاتصال العسكريين من سوريا في عام 2014.

وتابع التقرير أنه بالتنسيق الوثيق مع إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، بدأت الدوحة في العمل على مبادرة لعزل نظام الأسد عربياً، في حين شكلت هيئة حاكمة تمثل المعارضة السورية وهي «المجلس الوطني السوري»، الذي كان سيصبح الهيئة الاستراتيجية التي تدير المعارضة على أنها شبه حكومة في المنفى تمثل 60% من جميع جماعات المعارضة السورية.

 

Email