«سفراء الظلام» يكشف علاقته مع «تنظيم الحمدين»

الإرهابي عبد الله المحيسني.. تاريخ يفوح برائحة الدم

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تاريخ ظلامي يتمتع به الإرهابي السعودي، عبد الله محمد سليمان المحيسني، لم تخلُ صفحاته من رائحة الدم، التي لا تزال تسيل في شوارع سوريا، التي حط رحاله فيها منذ سنوات، ليتحول إلى أداة لتنفيذ أجندة الدوحة الإرهابية، معتمدة في اختيارها له، على قوته في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي مكنته من الارتقاء على سلم التنظيمات الإرهابية، ليصبح لاحقاً «المفتي الشرعي» لجبهة النصرة الإرهابية في سورياً، معتلياً بذلك رأس قائمة المطلوبين للأمن السعودي، وكذلك رأس قائمة الإرهاب التي أعلنتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، نظراً لطبيعة الدور الذي يلعبه المحسيني في نشر الفكر الضلالي بين أوساط الشباب، الذين وقعوا في شباكه، وغاصوا في وحل الإرهاب والتخريب.

الإرهابي عبد الله المحيسني كان، أول من أمس، نجم الحلقة العاشرة من برنامج «سفراء الظلام»، الذي يبث على قناة دبي، التابعة لمؤسسة دبي للإعلام، لينال عن جدارة لقب «سفير الظلام»، بشهادة ضيوف الحلقة، وهم: الكاتب والمحلل السياسي، عوض بن حاسوم الدرمكي، واللواء ركن طيار متقاعد محمد القبيبان، خبير استراتيجي وعسكري، وكذلك أحمد عطا، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، والذين كشفوا طبيعة الدور الذي يلعبه الإرهابي المحيسني في المنطقة، وطبيعة العلاقة التي تربطه مع الدوحة، والمنظمات الإرهابية، مسلطين الضوء على مهمته في التغرير بالشباب، وإغراقهم في وحل الإرهاب، وجمع الأموال دعماً لهذه المنظمات.

تفاصيل

بين ثناياها، حملت حلقة البرنامج التي قدمها الإعلامي حامد بن كرم، تفاصيل وافية عن حياة المحيسني ومسيرته مع التنظيمات الإرهابية، حيث أشار تقرير البرنامج، إلى أن المحيسني المدعوم قطرياً، كان قد توجه في أواخر 2013 إلى سوريا، حيث بدأ نشاطه كمقاتل مستقل، وقاضٍ يحكم بين الفصائل المختلفة، وفي فبراير 2014، أظهر ميلاً لجانب جبهة النصرة الإرهابية، حيث بدأ في التحريض والتغرير بالطلبة المبتعثين في سوريا، للانخراط في جبهة النصرة ومشاركتها القتال، معتمداً في ذلك على قاعدة «أن الحور العين في الجنة بانتظارهم»، وتمكن من جمع الأموال والتبرعات للإرهابيين، من خلال حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحظى بمتابعة الآلاف من الشباب في المنطقة والعالم، حيث قاد المحيسني، وتحت أعين تنظيم الحمدين، حملات عدة لجمع الأموال من قطر، لتأمين وتطوير المدفعية والأسلحة المتقدمة للمليشيات المتطرفة في سوريا.

وأكد التقرير أن المحيسني حظي بشهرة واسعة في فضاء الإرهاب، بعد حضوره مؤتمر ما يُسمى بـ «أحكام النوازل السياسية»، لهيئة علماء المسلمين الذي شارك به في قطر، وكانت وزارة الخزانة الأميركية، قد فرضت في العام الماضي، مجموعة عقوبات مالية على 4 من قيادات جبهة النصرة، من بينهم المحيسني، والذي وصفته بأنه مسؤول تجنيد مقاتلين شمال سوريا، وجزء من «دائرة القيادة الداخلية» لجبهة النصرة.

شخصية ثرية

في مداخلته، وصف الباحث المصري أحمد عطا، الإرهابي المحيسني، بـ «الشخصية الثرية من حيث تأثيرها على الأرض»، مقارنة مع بقية الشخصيات الـ 59 التي ضمتها قائمة الإرهاب التي أعلنتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وقال: «قصر الفترة التاريخية لصعود المحيسني، مقارنة مع محمد شوقي الإسلامبولي، ووجدي غنيم، وغيرهم، تبين أنه كان مختلفاً عنهم كثيراً».

وأضاف أن «المحيسني حاصل على الماجستير في الفقه المقارن، وكذلك على شهادة الدكتوراه التي حصل عليها بناءً على دراسته حول أحكام لاجئي الحرب في الفقه الإسلامي، وهي التي مكنته من استقطاب العديد من الطلبة السوريين والمبتعثين».

وأشار إلى أن نجم المحيسني صعد، نظراً لعلاقته غير المعلنة مع الإرهابي أنور العولقي، مسؤول العمليات في تنظيم القاعدة داخل اليمن، الذي قتل قبل عامين على يد القوات الأميركية.

وقال عطا، إن «المحيسني تيقن نظراً لعلاقته مع العولقي، بأهمية الوجود على شبكة الإنترنت، حيث كان له قناة تلفزيونية عبر الإنترنت، يقدم عبرها برنامج «سوريا في أسبوع»، بالإضافة إلى امتلاكه لصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي يتابعها الآلاف، واستطاع من خلالها توظيف إمكانات شبكات التواصل الاجتماعي، لاستقطاب الشباب والإيقاع بهم في وحل الإرهاب».

وأضاف أن «هذا الإرهابي لم يكن يعزف منفرداً، وإنما كان فرداً في صورة كيانات مختلفة، وهو ليس مقاتلاً مستقلاً، كما هو في الظاهر، وإنما له دور في صناعة التنظيمات المسلحة، واستطاع أن يلعب دوراً مؤثراً في هذا المجال، وأشارت التقارير إلى أنه كان يعمل مع أكثر من 33 تنظيماً مسلحاً تحت مسميات مختلفة».

وأشار عطا في حديثه إلى تقرير «هوم لاند سيكيوريتي»، الصادر في 2015، الذي تناول بشكل تحليلي، خريطة التنظيمات المسلحة داخل منطقة الشرق الأوسط، وداخل أوروبا، وأوضح أن «التقرير أشار إلى أن مرحلة صعود المحيسني وأحمد سلامة مبروك عبد الرازق، الملقب بـ «أبو فرج المصري»، الذي قتلته القوات الأميركية في 2015، وأبو محمد مسؤول جبهة النصرة، كما أشار أيضاً إلى أن المحيسني لديه تواصل مع أمين عام التنظيمات المسلحة في أوروبا، صلاح عبد السلام، الذي نفذ عدداً من العمليات الإرهابية في باريس وغيرها، وكافة التنظيمات المنتشرة في بلجيكا وألمانيا وشمال شرقي بريطانيا، وهذه التشكيلة، هو ما حذر منه تقرير هوم لاند سيكيوريتي».

انحياز

وأكد عوض بن حاسوم الدرمكي في حديثه، أن الدوحة لا توفر جهداً في الإساءة إلى السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، وقال: «منذ بداية تأسيس قناة الجزيرة، وبدء دبيب الحياة في تنظيم الحمدين، وقد دأبت الدوحة على اختيار جانب الأضرار، وقطر اختارت معسكرها، بعد انحيازها إلى إيران وتركيا، ووجودها بهذا الزخم والدعم لجبهة النصرة، يثبت أن لقطر أيادي ملوثة بالدماء، وإنها لن تبحث عن حل». وأشار إلى أن النظام القطري لا خير فيه. وقال إن «النظام الذي بدأ بالدماء، ومحاولاته تنفيذ عمليات الاغتيال، كما حدث مع المرحوم الملك عبد الله آل سعود.

ولا أعتقد أنه قادر على البحث عن حلول إيجابية». وعلق الدرمكي في حديثه، على ما تقوم به الدوحة من سحب الجنسيات عن القبائل القطرية الأصيلة، التي وقفت ضد النظام القطري، بالقول إن «الحكومة القطرية مختطفة، وأعتقد أن من يتابع المسار السياسي لحكومة تميم، سيلمس آثار عضو الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة عليه، ولذلك، نجد أن الدوحة تغرد في كل ما يمكن أن يسيء للخليج تحديداً».

وأضاف أن «المطالب الـ 13، ليس فيها أي مساس بالسيادة القطرية، ونتحدى أن يوجدوا بنداً واحداً يمس بالسيادة، وإنما هي محاولة من قطر للمراوغة، والإبقاء على اللعبة دائرة، واستغفال الشعوب».

وبين أن الإعلام القطري سبق البقية. وأوضح أنه «منذ عام 1996، وضعت قناة الجزيرة نفسها في هيئة المنادي بحرية الشعوب والمدافعة عن الأقليات، وأنها صوت الرأي الآخر، وصورت بمفهوم المخالفة، أن كل ما عدا ذلك، هو صوت الديكتاتوريات والتسلط، وعند مواجهة ذلك، تحتاج إلى كسب شرائح كثيرة في المجتمع العربي عموماً، ونحن ندرك أن الشعب القطري يرفض ما يقوم به نظام تميم، ولكن تبقى أصواتهم غير مسموعة بالدرجة التي يمكن أن تؤثر في هذا النظام».

خلية الدوحة

من جانبه، ركز اللواء محمد القبيبان في حديثه على علاقة المحيسني بقطر، والتي نتج عنها تأسيس «خلية الدوحة» التخريبية، التي عملت في سوريا، تنفيذاً لأجندة الدوحة الظلامية، حيث لم تجد الدوحة أفضل من المحيسني لتزج به في سوريا لتنفيذ مخططاتها، ودعمه بالأموال الطائلة، والتي توجته في منصب قيادي في جبهة النصرة، ومن بعدها جبهة تحرير الشام، ولم يعد غريباً أن يدافع المحيسني عن أرباب الدوحة. وقال: «هذا هو واقع التنظيمات الإرهابية، بأنها تشترى بالأموال، حيث تعمل تحت غطاء الدفاع عن الدين الإسلامي، وهو بريء منها تماماً».

وأضاف أن «الدوحة عملت على استقطاب من ترى فيهم ضعف النفس وحب المال والشهرة، واستخدامهم لفرض أجندتها، وإيصال ما تريد أن توصله إلى العالم أجمع».

واستطرد: «للأسف، كانت هناك شريحة كبيرة من الشباب في السعودية والمنطقة العربية تتابع المحيسني، نظراً لما يتمتع به من ثقل علمي، واستطاعت الدوحة أن توظف مثل هذه الشخصيات، وهذا يدل على وجود مخطط واضح لتحريك التنظيمات الإرهابية، وأن يضمن تعبئة هذه التنظيمات بشكل مستمر، بشخصيات تكون مرغوبة بشكل مسبق في بلدانها».

وأشار إلى أن مثل هذه الشخصيات، تتخذ من الدين شماعة لتنفيذ مخططاتها الإرهابية.

1.8

أكد أحمد عطا في مداخلته في برنامج سفراء الظلام، أن المحيسني استطاع، بتعليمات من النظام القطري، أن يجمع نحو 1.8 مليار دولار من داخل قطر، تحت ذريعة التبرع للجهات الخيرية، وقام المحيسني بتوظيف كامل هذه الأموال لدعم المنظمات الإرهابية في سوريا.

Email