مخطط قطري لإيجاد ملاذ بديل لـ«داعش» جنوب ليبيا

Ⅶ تأهب للقوات الليبية لإفشال المخططات القطرية في نشر الإرهاب | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

وضعت قطر خطة بديلة من أجل إيجاد دويلة جديدة لتنظيم داعش الإرهابي بعد سقوطه في كل من سوريا والعراق وذلك انطلاقاً من جنوبي ليبيا حيث تهدف الدوحة إلى خلط الأوراق وبث الفوضى وتعطيل عملية الاستقرار التي يقودها الجيش الوطني الليبي.

وقالت مصادر عسكرية ليبية إن تنظيم داعش الإرهابي بدأ تجميع صفوفه من جديد انطلاقاً من الجنوب لإعادة خلط الأوراق وبث الفوضى في البلاد، وإنه يتلقى دعماً قطرياً لتنفيذ مخططاته، وأضافت أن تنظيم الحمدين انطلق في نقل المئات من مسلحي داعش من سوريا والعراق إلى الأراضي الليبية، انطلاقاً من الأراضي التركية، وأنه يسعى إلى تحويل الجنوب الليبي إلى مركز لتجمع الإرهابيين بهدف منع الجيش الوطني من بسط نفوذه على البلاد.

وتأتي الخطة القطرية التي أكدها مسؤولون ليبيون بعد تعرض داعش لهزائم متتالية وكبيرة في كل من سوريا والعراق وباتت دولته الإرهابية على وشك الزوال بشكل نهائي، الأمر الذي دعا قطر وحلفاءها إلى إنقاذ بقايا داعش ونقل المسلحين إلى جنوبي ليبيا لتكون مركزاً بديلاً للإرهاب يتم من خلاله تهديد أمن أوروبا ودول شمالي إفريقيا وجنوب الصحراء.

واستخدمت قطر ليبيا كنطقة انطلاق رئيسية لنقل المقاتلين من شمالي إفريقيا إلى سوريا والعراق بعد سقوط نظام معمر القذافي. كما نقلت الدوحة مخازن السلاح التي خلفها نظام القذافي إلى مناطق الحرب في سوريا عبر سفن تم تفريغها في موانئ قريبة من سوريا. وما زالت هذه الأسلحة في أيدي فصائل إسلامية مسلحة في شمال غربي سوريا، وتحديداً بندقية يطلق عليها اسم «الناتو»، والتي مصدرها الميليشيات التي تحكمت بليبيا بعد القذافي.

ويشير مراقبون إلى أن حركة الإرهاب الجغرافية باتت عكسية الآن، فيتم نقل العناصر والأسلحة من العراق وسوريا إلى ليبيا.

أدلة التورط القطري

واتهم الناطق باسم الجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري، أول من أمس، النظام القطري بنقل مسلحين من تنظيم داعش الإرهابي موجودين في سوريا إلى ليبيا. وقال إن الدوحة مستمرة في تمويل المجموعات الإرهابية في ليبيا، مضيفاً أن «المجموعات الإرهابية الموجودة على الأراضي الليبية أصبحت تتجمع في الآونة الأخيرة. وقد شرع تنظيم داعش وخلايا الإخوان، وتنظيم القاعدة بتأسيس تحالف من أجل نشر التطرف».

وكان عضو مجلس النواب المصري، حسن السيد، أكد قبل أيام أن قطر تلعب دوراً في نقل الدواعش والإرهابيين من سوريا والعراق إلى ليبيا والسودان وحدود مصر ولكن حقيقة الأمر أن مصر لديها جيش قوي ويقظ لن يسمح بهذا الأمر وسيتصدى بكل قوة للإرهابيين ويفتك بهم. وأضاف أن قطر هي من ستخسر في النهاية وستدفع ثمن دعمها للإرهاب فأمير قطر يحتمي حالياً بالقواعد العسكرية الأميركية الموجودة على أراضيه.

وفي يونيو الماضي، اتهمت مصر قطر ودولة أخرى في المنطقة لم تسمها بدعم الجماعات الإرهابية في ليبيا. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية السفير طارق القوني كشف خلال اجتماع بمقر الأمم المتحدة في نيويورك حول «تحديات مكافحة الإرهاب في ليبيا»، الدعم الذي تحصل عليه الجماعات والتنظيمات الإرهابية في ليبيا من قطر تحديداً ودولة أخرى في المنطقة.

واستعرض القوني أوجه الدعم الذي قدمته قطر للإرهاب في ليبيا، وقام بتوزيع قائمة على المشاركين في الاجتماع، تعكس الانتهاكات القطرية المختلفة في ليبيا، وفقاً لما ورد رسمياً في تقارير فرق خبراء الأمم المتحدة، مؤكداً أن مصر لم تزج باسم قطر في هذا النقاش، بل إن قطر، من خلال أنشطتها وكونها الممول الرئيسي للإرهاب في ليبيا، هي التي ورطت نفسها في ذلك، مشدداً على أن الدور الذي تقوم به مصر لتحقيق الاستقرار في ليبيا معروف للجميع.

استعداد أمني

وأعلنت مصادر أمنية متطابقة بسرت في 26 سبتمبر الماضي، عن انتشار نقاط تفتيش عسكرية تابعة لقوة حماية سرت وذلك بعد ورود معلومات حول تسلل عناصر من تنظيم داعش الإرهابي إلى وسط وضواحي المدينة. واتهمت مصادر أمنية وعسكرية ليبية النظام القطري بتحريك مسلحي داعش بهدف الحؤول دون تهدئة الأوضاع في البلاد التي تمر بأزمة طاحنة منذ سبعة أعوام ساهمت قطر في تأجيجها عبر دعم الإرهاب بالمال والسلاح والتحريض الإعلامي.

والخميس الماضي، قال النائب العام الليبي الصديق الصور إن تنظيم داعش شكّل جيشاً له في صحراء ليبيا، بعد طرده من معقله في سرت العام الماضي، مشيراً إلى أن المحققين علموا أن تنظيم داعش، أسس جيشاً له في الصحراء بقيادة المتشدد الليبي المهدي سالم دنقو الملقب بأبو بركات، ويضم ذلك الجيش ثلاث كتائب على الأقل تحت قيادة دنقو ولكل منها قائد.

وأصدرت السلطات الليبية الأسبوع الماضي 830 مذكرة توقيف بحق أشخاص يشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش. وحققت السلطات الليبية مع معتقلين ما أتاح لها الكشف عن معلومات ثمينة حول كيفية عمل التنظيم، بالإضافة إلى كشف هويات قادته في ليبيا، بينما أكد الصور أن محمود البرعصي هو من قام بتأسيس تنظيم «داعش» في ضاحية الهواري بمدينة بنغازي أوكان يجتمع بأعضاء التنظيم في مقر سمي بـ«البيت الأبيض».

ويعتبر البرعصي من القادة السابقين لتنظيم أنصار الشريعة المرتبط عقائدياً وتنظيمياً بالجماعة الليبية المقاتلة التي يتزعمها عبدالحكيم بالجاج، رجل قطر القوي في ليبيا. وفي العام 2013 أعلن البرعصي أن تنظيم القاعدة هو قدوتهم، وأنّهم لا يعترفون بالحكومة وكذلك الديمقراطية.

Email