التخلي عن «الإخوان» الشرط الأساسي لإنهاء المقاطعة

■ الإخواني يوسف القرضاوي لم يتوقف عن التحريض من منابر الدوحة | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرى مراقبون أن إنهاء الأزمة الواقعة بين قطر والدول الأربع يرتبط بشكل أساسي في مكافحة الإرهاب، وأن المطالب الـ13 التي تم طرحها من قبل الدول الأربع تحمل في مضمونها ذلك، وأن تخلي الدوحة عن جماعة «الإخوان» شرط أساسي لإنهاء الأزمة.

حيث يرى الخبراء أن المدة الزمنية التي طالت على اندلاع الأزمة تضع أصحاب المقاطعة أمام سيناريوهات عديدة يمكن المضي فيها، منها ما قد يؤسس لصراع قوي خاسر من قبل قطر ومنها ما قد يحقق مطامع الغرب في المنطقة ويمنح إيران مبتغاها في التدخل بشؤون العرب وإعادة رسم منطقة الشرق الأوسط.

سيناريوهات الحل التي يضعها عدد من الخبراء والمحللين السياسيين للأزمة القطرية مع الدول المقاطعة لا تبدو مبشرة بالخير على اعتبار أن قطر مازالت تراهن على كسب المزيد من الوقت، متوهّمة أن ذلك قد يخفف من المطالب الـ13 الموضوعة أمامها.

بؤر الخلاف

ويعتبر رئيس الوزراء الأردني الأسبق د. عدنان بدران أن من إحدى الحلول المتوقعة هو إيجاد حل سياسي ودبلوماسي للأزمة الحاصلة بين قطر والدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وذلك من خلال تحديد بؤر الخلاف والتوصل لمنظومة تهدف إلى إعادة العلاقات بين الدول. وتعزز التضامن العربي والخليجي بدون تدخل دول أجنبية لها أهداف معادية في المنطقة. يضيف بدران: إن الحرب على الإرهاب أصبحت غاية عالمية وهو مطلب لا يوجد عليه خلاف وهو شرط أساسي لقيام المصالحة. وعدم إنهاء المقاطعة سيؤدي إلى رمي قطر في أحضان إيران وتوغلها أكثر فأكثر، وهذا سيزيد ويعقد الأزمة بدون شك.

يؤكد بدران أن أي حل يجب أن يكون على طاولة الحوار والمشاورات للمحافظة على الكتلة الخليجية وحمايتها من أي ضعف، من دون إطلاع الإعلام على هذه التفاصيل، حيث شهدنا تقصيراً من قبل الإعلام القطري في تسريب الرسائل والمحادثات السياسية المتبادلة، وهذا بدوره عمل على تأزيم الوضع وإطالة أمد المقاطعة.

حالة مكابرة

وزير الإعلام الأسبق نصوح المجالي يعتقد أن المقاطعة ستستمر، وتراوح في مكانها، ما لم تغير قطر من موقفها المتصلب. فالدول جميعها متضررة من سياسة قطر في دعم وتمويل واحتضان الجماعات المتطرفة وخاصة جماعة الإخوان.

ويقول: إن المقاطعة خطوة تم اختيارها بعد رؤية قطر تقدم المساعدات لكل تنظيم معارض في الدول الأخرى، وهذه الخطوة كانت انطلاقاً من أدلة وبراهين ولم تكن وليدة الصدفة، بالطبع قطر لديها رغبة بأن تصبح مصدر قوة في المنطقة بشكل يوازي قوة السعودية، وهو طموح غير مشروع ولا يتفق مع المنطق.

ويؤكد أن قطر تعيش اليوم في حالة مكابرة ولا تريد أن تعترف وأن تتنازل، وهذا كله يصب في المصلحة الأميركية التي ترغب في إعادة رسم المنطقة من خلال تفجير الصراعات، مشيراً إلى أن مشكلة قطر ليست جديدة وإنما هي منطلقة من سياسات حكم الأب الذي وضع يده بيد حزب الله وإسرائيل وغيرها من الجهات التي تهدف إلى تمزيق المنطقة.ويؤكد المجالي أن الحل الأساسي لهذه الأزمة لن يطرح إلا إذا تخلت قطر عن تنظيم الإخوان، وتعود إلى الاتفاقيات السابقة المبرمة بين الأطراف والالتزام بها وخاصة اتفاق الرياض الذي يركز في فحواه على أهمية محاربة الرياض، مؤكداً أنه سيكون للمعارضة دور فعال وعامل ضغط مهم.

استمرار

المحلل السياسي، الدكتور سعيد ذياب يرى أن الأزمة ستبقى كماهي ويقول: لا أعتقد أن الحلول السريعة ستنفع معها، وسيكون العنوان الأوضح لهذه المرحلة هو استمرار المقاطعة، مؤكداً أن هنالك نتائج اقتصادية لا يمكن الاستهانة بها، وستستمر هذه الحالة لمدة طويلة، مشيراً إلى أنه في حال تم التحاور وعادت العلاقات إلى طبيعتها ستترك هذه المقاطعة فجوة وشرخاً في العلاقات من الصعب أن يتم علاجهما.

Email