قطر دعمت الإرهاب في مالي تحت يافطات خيرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتجهت قطر في العامين 2012 و2013 لاختراق منطقة الساحل والصحراء عبر التدخل المباشر في شمالي مالي ذي الطبيعة الاستراتيجية المهمة. وفي مارس 2013 فجرت «لوكانار أونشيني» الفرنسية، قنبلة وصفت بالخطيرة آنذاك، حين أكّدت تورط قطر في تعفن الوضع بمنطقة الساحل، ونقلت عن مصادر استخباراتية تأكيدها وجود دعم من الدوحة لحركة الأزواد الانفصالية، وكذلك الجماعات الإسلامية المتشددة بالمنطقة، فضلاً عن مفاوضات مع شركة توتال الفرنسية للتنقيب عن النفط بالمنطقة.

ووفق أسبوعية «لوكانار أنشيني» الفرنسية جرت مفاوضات بين قطر وشركة «توتال» النفطية الفرنسية للتنقيب عن البترول بمنطقة الساحل دعماً لمخطط مشبوه تقوم به في المنطقة، وأوضحت الصحيفة أنّ وزير الدفاع الفرنسي السابق جان إيف لو دريان كان مطلعاً على تورّط قطر، كما أسر به أحد كبار ضباط الأركان الفرنسيين، في «استيلاء» حركات جهادية على شمالي مالي.

وأفاد جهاز «الاستخبارات العسكرية» الفرنسي بأنّ ثوار «الحركة الوطنية لتحرير الأزواد» و«القاعدة في المغرب الإسلامي» و«الجهاد في غربي إفريقيا» حصلوا على دعم مالي من قطر، ومن الواضح –حسب الجهاز المذكور - أنّ خطف الأجانب، وتهريب المخدرات والسجائر لا يكفي لسدّ حاجات المجموعات الإرهابية المبذّرة! وأشارت الصحيفة إلى أن الدبلوماسية الفرنسية تدرك أن دول غربي إفريقيا لا تملك القدرة العسكرية للتدخّل في مالي ولاستعادة مدن وصحاري شمالي البلاد.

ملاذ للإرهاب

وسبق للصحيفة الفرنسية المشهورة الكنار أنشيني أن كشفت عن اتهامات وجّهتها أجهزة الاستخبارات الفرنسية لقطر ودورها في نشوء «ملاذ جديد للإرهاب»، وحسب نفس المصدر فإنّ جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي «دي جي إس أو» رفع في 2013 عدة مذكرات لقصر «الإليزيه»، محذراً من «النشاطات الدولية» لقطر.

من جهة أخرى، أكّد ضباط في جهاز «الاستخبارات العسكرية» أنّ «سخاء» قطر لا يُضاهى، وأنّ هذه الدولة لم تكتفِ بالدعم المالي بل قامت في حالات معينة، بتوفير السلاح لـ«ثوار» تونس ومصر وليبيا.

وفي نفس الفترة وجه سادو ديالو، عمدة مدينة غاو في شمالي مالي، اتهامات لقطر بتمويل المتطرفين في هذه المدينة، وقال: «إن الحكومة الفرنسية تعرف من يساند الإرهابيين، فهناك مثلاً إمارة قطر التي ترسل يومياً مساعدات غذائية إلى شمالي مالي عبر مطاري غاو وتمبكتو».

ومما زاد من شكوك عمدة غاو حول طبيعة الدور القطري في شمالي مالي، هو النشاط الإنساني الذي كانت تقوم به جمعية الهلال الأحمر القطري الصيف الماضي بشمالي البلاد، حيث كانت توزع مساعدات غذائية لسكان غاو، وصرح عنصر من حركة الجهاد والتوحيد لم تكشف هويته، أن قطر كانت تساعد هذه الحركة –التوحيد والجهاد - لكي تتقرب من السكان.

ادعاءات

وفي تلك الأثناء، نقلت صحيفة «الفجر» اليومية الجزائرية عن شهود عيان من مالي أن لا علاقة بالمساعدات التي كانت تقدمها قطر للإرهابيين في مالي بنشاطات الهلال الأحمر أو المساعدات الإنسانية، لأن مثل هذه الأمور تكون للاجئين في المخيمات وليس في المدن التي يسيطر عليها المسلحون وخاصة بتومبوكتو، وغاو.

وذكر الأعيان في شمالي مالي للصحيفة أن صناديق محملة بالأدوية والمواد الغذائية مكتوباً عليها اسم دولة قطر كانت تصل إلى المدن التي يسيطر عليها الإرهابيون، وهم من يقدمون لمن شاؤوا من السكان الطعام أو الدواء، مؤكدين أن ادعاءات قطر بتقديم مساعدات إنسانية في إطار نشاطات الهلال الأحمر لكسب محبة الناس بعيد عن الحقيقة، كما أن المساعدات تكون داخل مخيمات اللاجئين. وذكرت مصادر أخرى، نقلاً عن عناصر في تنظيم الجهاد والتوحيد، أن قطر قدمت مساعدات مادية للحركة من دون الحديث عن مقدارها.

Email