الضابط السابق بالمخابرات القطرية علي الدهنيم لـ« البيان »:

غليان في الشارع ونفور من نظام الدوحة الفاشي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أبت الدوحة إلا أن تسلك طريق اللاعودة، فأدارت ظهرها إلى أشقائها العرب، مرتمية في أحضان قوى إقليمية لا تخفى أجنداتها ومخططاتها العدائية على أحد، كما راحت تتوغل يومًا بعد يوم في دعم وتمويل الإرهاب، حتى صارت وجهة وملاذًا لقيادات الإرهاب حول العالم، تم إنذارها مرّة فتعهدت ثم حنثت بوعودها، حتى وجدت نفسها أمام رباعية عربية صلبة لا تقبل التنازل عن موقف ضاغط وقوي بدأ بالمقاطعة النموذجية التي أدت لتخبط واسع داخل الدوحة التي يعيش شعبها المغلوب على أمره حالة غليان، ويخشى نظامها المستقبل.

في هذا الإطار، كان لـ«البيان» حوار مع الضابط السابق بالمخابرات القطرية، المعارض علي الدهنيم، شدّد خلاله على أن هنالك حالة غليان واسعة في الشارع القطري ونفور من نظام الدوحة الذي وصفه بـ«الفاشي»، كاشفًا عن اعتزام المعارضة القطرية تنظيم مؤتمر جديد للكشف عن تفاصيل الرشاوى التي دفعتها قطر لاستضافة كأس العالم 2022، كما تحدث عن مهلة جديدة لنظام الدوحة لمدة ثلاثة أشهر قبل أن تدخل قطر في سياق سلطة القانون الدولي ويتم فرض عقوبات جديدة عليها. ذلك في الوقت الذي كشف فيه أيضًا عن أن النظام القطري سلم إيران معلومات أمنية مهمة.

في بداية حواره مع «البيان» أوضح الدهنيم أن «النجاح الباهر لمؤتمر المعارضة القطرية في لندن ومدى صدى هذا المؤتمر والحضور المميز من كافة أطياف النخب السياسية والفكرية ولجان حقوق الإنسان والأكاديميين والانتشار الإعلامي الكبير يُبين أن هنالك معارضة قوية داخليًا وخارجيًا، وأن هناك نظامًا فاسدًا ومجرمًا في نفس الوقت في قطر».

وشدد في معرض إجابته عن سؤال حول مدى قوة المعارضة ومدى التعويل عليها في أن تصنع البديل المناسب، أن «حجم المعارضة القطرية يحسب بالكيف وليس بالكم، حسب إمكانية المعارضة القطرية ومستواها السياسي والفكري وحجم ما تملكه من معلومات من الممكن لها تغيير الواقع السياسي والتأثير في الشارع القطري، وخصوصًا أنه يوجد كثير من المعارضة من الأسرة الحاكمة في قطر في الخارج وفي الداخل لكن تحتاج إلى دعم مادي ولوجيستي».

من هنا ــ وفق الدهنيم - كانت الولادة الحقيقية للمعارضة القطرية والتشجيع من المجتمع القطري الحر على التحرر من قيود العبودية التي يفرضها النظام في قطر بقوة السلاح والأمن المستورد من إيران وتركيا.

الاقتصاد

وتابع الضابط السابق بالمخابرات القطرية قائلًا «ولا تنس هنا أهم العوامل وهو الاقتصاد القطري الذي تكبد خسائر كبيرة في حدود 120 مليار دولار في غضون 115 يومًا يتحمل القطاع الخاص والشعبي 20 مليار دولار منها، فما بالك لو استمرت المقاطعة سنة كاملة.. تخيل ما هو الوضع وكيف سيكون هنالك انهيار كامل للاقتصاد، وهذا بحد ذاته أمر لا يحتمل بقاء النظام على حاله».

وبشأن الوضع الداخلي في الدوحة، استطرد المعارض القطري قائلًا «قبل خروجي من قطر هناك تذمر في الشارع القطري من الممارسات الصبيانية في إدارة الدولة والتفرد بالقرار السياسي في البلد وعدم رغبة النظام في إعطاء الشعب حقوقه المدنية والسياسية والفكرية والمشاركة في صنع القرار السياسي وعدم تفعيل مواد الدستور على أرض الواقع، حتى تطورت الأمور إلى ما هي عليه الآن.. الآن هنالك غليان في الشارع القطري ونفور كبير من السلطة وخصوصًا بعد جلب قوات أجنبية ورمي النظام نفسه في أحضان من وصفه النظام بالدولة الشريفة إيران.. هذا النظام جعل بينه وبين الشعب سدًا منيعًا».

واستطرد: «ولا تنس دور النظام في الضغط على المعارضة حتى لا تتوسع دائرتها السياسية وتحجيم دورها الإعلامي والفكري».

وردًا على سؤال حول البديل الذي تطرحه المعارضة للنظام القطري، أفاد الضابط السابق بالمخابرات القطرية، في معرض حواره مع «البيان»، بأن المعارضة تعكف على تغيير النظام الفاشي في قطر بكل الطرق، وبأن البديل جاهز وهو الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، وهو حق أصيل من أجل رجوع الأمور إلى ما كانت عليه قبل العام 1972. وأردف: «لا يوجد حل للأزمة غير تغيير النظام الحالي».

وحول الخطوات القادمة التي تعتزم المعارضة القطرية اتخاذها خلال الفترة المقبلة، كشف آل دهنيم عن أنه «في المستقبل القريب سوف يعقد مؤتمران، الأول يتحدث عند كأس العالم 2022 التي تنظمها دولة قطر، ويتمحور في كيفية الحصول على هذا التنظيم وكم دفعت قطر من رشاوى لذلك، وما هدف دولة صغيرة من تنظيم كأس العالم.. ونتحدث أيضاً عن المعاملة القاسية والسيئة للعمالة الوافدة وحقوقهم في بناء المنشآت والبنية التحتية للبطولة».

خيبة أمل

وحول موقف نظام قطر الحالي والخيارات التي أمامه، تحدث المعارض القطري علي الدهنيم، مشددًا على أن «موقف النظام الحالي مع الأزمة هو أنه النظام بتعنته وغبائه السياسي وقفزه على الواقع وعدم معرفته بحجمه ومستواه في حجم ومستوى دول المقاطعة.. لقد أدخل النظام القطري الأزمة في نفق مظلم وأغلق كل أبواب حل الأزمة وحرق كل أوراقه وخصوصًا بعد آخر زيارات (أمير الخيابة والندامة) إلى كل من تركيا وألمانيا وفرنسا وأمريكا ورجوعه إلى قطر بخيبة أمل كبرى».

وإن موقف الخليج ــ والكلام على لسان الدهنيم - من تلك الأزمة وبعد مؤتمر المعارضة في لندن وتسليط الضوء على قطر ودورها في دعم الإرهاب ماديًا ومعنويًا سوف تفرض كل هذه الأمور واقعًا جديدًا في التعامل مع هذه الدولة الخارجة عن القانون الدولي.. لقد تم إعطاء قطر آخر فرصة لمدة ثلاثة أشهر قبل أن تدخل في سياق سلطة القانون الدولي وفرض العقوبات عليها، وتكون بذلك سابقة خطيرة لدولة قطر.

استغلال تركي

كما تحدث الدهنيم عن علاقات قطر بمن ارتمت في أحضانهم من القوى الإقليمية، قائلًا «تستغل تركيا مراهقة النظام القطري وعربدته لتقوم باستنزاف الاقتصاد القطري، حيث بلغ حجم الاستثمار والودائع في البنوك التركية من 35 مليار دولار إلى 103 مليارات دولار في غضون ثلاثة أشهر فقط، هذا غير قيمة استئجار قوات عسكرية لقمع الشعب القطري، حيث إن فاتورة هذه العلاقة تتعدى الرقم الخيالي».

أما العلاقة مع إيران، فهي ــ وفق الدهنيم - تقوم على أساس العداء القائم بين إيران والبحرين وبين إيران والسعودية وبين إيران والإمارات، ومدى التأثير في هذا العداء وما يمكن لدولة مثل قطر وحجمها الجغرافي أن تستفيد من خلال إلحاق الضرر بهذه الدول المعنية، حيث إن قطر سلمت كل المعلومات المهمة والأمنية إلى إيران مقابل دعم سياسي وغذائي.

وعن العلاقة بين قطر وإسرائيل، رأى المعارض القطري في ختام حواره مع «البيان» أن «العلاقة تأثرت كثيرًا بعد وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتمزيقه للمشروع القطري الإسرائيلي التركي في منطقة الصراع والهادف لصناعة الإرهاب الجديد في داعش وجيش النصرة والإخوان وخصوصًا بعد تعثر قيمة المال القطري في إدارة السياسة في منطقة الشرق الأوسط»، وفق تصريحاته.

Email