دراسة لمركز السياسة الأمنية الأميركية:

قطر الداعم والمموِّل والحاضن للإرهاب

■ تظاهرة في تونس ضد عودة إرهابيين رعت قطر إرسالهم إلى بؤر التوتر | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

نشر مركز السياسة الأمنية الأميركية، أخيراً، دراسةً حول مزاعم قطر وراء دعم الإرهاب، حيث أشار الكاتب ورئيس مكتب معلومات التهديد، كايل شيدلر، إلى أنه تقبع في أساس التهديد الذي تشكله المجموعات الإرهابية، بنية تحتية مموّلة من الحكومة القطرية، ومنقولة عبر شبكة مترابطة من الجمعيات العالمية غير الربحية.

وميسرة عن طريق شبكة عالمية من الجماعات المتشددة، تقودها جماعة الإخوان الإرهابية. وتوصلت مساعي الولايات المتحدة المناهضة للإرهاب، إلى إدراك تلك الحقيقة، عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

لكن حين يتعلق الأمر بدول مثل قطر، يقول شيدلر، تلك التي تدّعي أنها حليفة لأميركا، وتموّل في الوقت عينه وتؤوي وتدعم من يهددها، فإنها، أي أميركا، قد فشلت في التعامل مع هذا التهديد بالكامل.

ويشير الكاتب إلى أن الدراسة تؤكد على منطق إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بضرورة أن تطرد الدول الإسلامية الإرهابيين وداعميهم. وينوه بأن إحدى أكثر الطرق عملانية لتحقيق ذلك، تكمن في اتخاذ موقف صارم ضد سلوك قطر في المنطقة، واعتبار منظمة الإخوان التي تستخدمها قطر لتسهيل مساعيها، منظمةً إرهابية.

وتخلص الدراسة التي وضعها شيدلر مع كل من سارة فرولكي، وسوزان فيشر، إلى أن الادعاءات التي تصنف قطر كدولة راعية للإرهاب، موثوقة ومؤكدة، وأنها تجزم تمويل الحكومة القطرية للإرهاب والجماعات الإرهابية على امتداد خارطة دول المنطقة.

إن رعاية وتمويل الحكومة القطرية لتنظيم الإخوان، الذي وصفته غالبية الحكومات العربية بالتنظيم الإرهابي، يشيران إلى دعم الدوحة لشبكة سياسية سرية عالمية، تعمل على تجنيد وتلقين ودفع المسلمين في العالم نحو التطرف.

غطاء إنساني

وقد نفذت قطر عمليات دعم الإرهاب تحت غطاء تأمين المساعدات الإنسانية لمناطق تعيش حالات العنف والكوارث. وعملت بالتالي من خلال دعمها تلك المجموعات، على تقويض استقرار وأمن المنطقة. وتتبدى بالتمعن في أحوال تلك المناطق فداحة الدعم القطري.

في عام 2014، سيطرت قوات تحالف فجر ليبيا، التي تضم عناصر من تنظيم القاعدة على العاصمة طرابلس، وأجبرت المسؤولين في الحكومة على الفرار. وساعدت قطر بإرسال طائرات شحن محمّلة بالأسلحة للتحالف، ولعبت دوراً أساسياً في اغتيال الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، ودفع البلاد إلى دوامة الأحداث الدموية.

أما في سوريا، فقد شكلت قطر، الداعم الأساسي لمنظمة أحرار الشام، المرتبطة بتنظيم القاعدة، وساعدت في شحن الأسلحة إليها. وأثنى وزير الخارجية القطري آنذاك، خالد العطية، على أحرار الشام، لكونها برأيه «سورية خالصة»، علماً بأنها تعاونت لاحقاً مع جبهة النصرة، وهي فرع لتنظيم القاعدة.

وعرفت قطر في قطاع غزة، على أنها الداعم الأول لحركة حماس، التي تشكل فرع «الإخوان» في الأراضي الفلسطينية. وقد اعتبرت أميركا «حماس» منظمةً إرهابية منذ عام 1997.

احتضان طالبان

ولجأت الحكومة القطرية عام 2013، إلى فتح مكتب لحركة طالبان، بعد أن غيرت اسمها إلى «إمارة أفغانستان الإسلامية».

وتلعب قطر دوراً رئيساً في دعم حزب حركة النهضة (فرع الإخوان) في تونس. ففي عام 2011، أمّنت الحكومة القطرية مساعدات مالية وعينية للحزب. وذكرت صحيفة تونسية عام 2017، أن عبد الله بن ناصر الحميدي، السفير القطري إلى تونس، قد دعا الإرهابيين الجزائريين الذين قاتلوا في كل من العراق وسوريا، لدعم تنظيم «داعش» وجلبه إلى الأراضي التونسية.

وتمت العملية بسرية وبدعم من حركة النهضة، التي ساعدت في تنظيم صفوف المجموعات الإرهابية قبل إرسالها إلى الجزائر مجدداً. وأفادت تقارير حديثة لمقاتلين سجناء كانوا في صفوف «داعش»، بأن حركة النهضة لعبت دوراً أساسياً في تجنيد العناصر وإرسالهم إلى المجموعات الإرهابية في سوريا.

من الواضح أن الحكومة القطرية كانت اللاعب المركزي في زعزعة استقرار منطقة الخليج، وأنها ساهمت في نمو الحركات المتطرفة في الدول المضطربة. وقد عززت قطر دعمها لمنظمة الإخوان في مصر، ودعمت أفعالها في السودان وليبيا وغيرهما من الدول.

وتتعاون قطر مع كل من إيران وتركيا في دعم النشاطات المتطرفة، وتأمين السلاح للحركات الإرهابية الناشئة في أفريقيا، لا سيما دول أفريقيا الغربية كـ«مالي».

ملاذ آمن

يعتبر عدد من الأفراد والمجموعات المرتبطة بالإرهاب، بمن في ذلك أعضاء منظمة الإخوان، أن قطر تشكّل ملاذاً آمناً لهم، حيث إمكانية اللقاء بعيداً عن التهديد. وأشار كلام لأحد كبار الدبلوماسيين في الدوحة، إلى أن «المتطرفين يستخدمون الدوحة كمنصة إطلاق فاعلة لحملاتهم الإعلامية، واتصالاتهم، وأعمالهم اللوجستية التي تؤثر بشكل مباشر في أمن الدول العربية الأخرى».

 

Email