أكاديميون وأعضاء في المجلس الوطني الاتحادي:

علاقة متميزة وشراكة في معركة التصدي للإرهاب

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

Ⅶ القاهرة - محمد خالد

لفت الخبير الاستراتيجي المصري المستشار السابق لإدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلّحة المصرية اللواء عبدالمنعم كاطو، إلى أن العلاقات بين الإمارات ومصر في الملف الأمني والاستراتيجي في إطار مكافحة الإرهاب، ترجمت في العديد من الأمور والتحرّكات، من بينها الموقف المتخذ ضد النظام القطري، معتبراً أن الدوحة هي آلة الاستعمار الغربي الجديد لتهديد الشرق الأوسط، فهي لا تعمل لحسابها الخاص بل تعمل لحساب آخرين لتدمير دول المنطقة.

وأكد لـ«البيان»، أن هنالك إدراكاً في مصر بضرورة ذلك التعاون المستديم مع الإمارات كجزء أساسي من منطقة الخليج، على اعتبار أن الأمن القومي المصري المكمل له هو أمن الخليج، حسبما أكد كاطو، وهو ما كان داعمًا لعلاقات عميقة للغاية وثقة متبادلة بين البلدين، انعكس ذلك في كل المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية وغيرها، فضلًا عن الدور الذي لعبته الدولتان الشقيقتان في إطار مكافحة الإرهاب والتدخلات الأجنبية في شؤون دول المنطقة.

التعاون الاستراتيجي

ويتبادل البلدان المعلومات في ما يصب في صالح التعاون الاستراتيجي وحماية الأمن القومي العربي، وهو ما ترجم بقوة في ما يرتبط بتنسيق المواقف بشأن الموقف الصلب المتخذ ضد النظام القطري. ولفت الخبير العسكري المصري إلى أن ذلك التنسيق في مجال مكافحة الإرهاب يقي المنطقة من العديد من المخاطر، ويزعج الجانب القطري الذي ينفذ أجندة الاستعمار الغربي في مساعي تفتيت دول المنطقة وتدميرها.

وتشارك الإمارات ومصر بقوة في إطار الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب ضد قطر، وهي المشاركة التي وصفها الخبير الاستراتيجي المصري جمال مظلوم بكونها تمثل إزعاجًا للجانب القطري الذي راهن على محاولات تفتيت ذلك التحالف من خلال بعض الدول الكبرى لكن ذلك الرهان فشل، وأبدت الدول صمودًا وثباتًا على المواقف ومطالبها المتعددة.

وأشار إلى أن العلاقات بين الإمارات ومصر قديمة، والموقف الذي تتخذه مصر إلى جانب أشقائها في الخليج يأتي من منطلق أن أمن الخليج من أمن مصر، وهو ما كان معزّزًا للعلاقات على الصعيد العسكري والاستراتيجي والتنسيق في ملف مكافحة الإرهاب في ضوء المخاطر التي تحيط بالمنطقة وفي ظل استجلاب الدوحة لقوات إيرانية وتركية وتعاملها مع إسرائيل لمواجهة الدول المقاطعة لها.

وأكد الباحث أن دوحة الإرهاب شعرت بأنها قد ألقت بنفسها في التهلكة جراء موقفها الحالي الذي يواجهه موقف قوي من الدول الأربع وفي ظل التلاحم بينهما، حسبما قال مؤسس المخابرات القطرية الخبير الاستراتيجي المصري محمود منصور، لـ«البيان»، مشيرًا إلى أن التنسيق بين الدول المقاطعة يجعل الدوحة تتحسر على موقفها.

علاقات متميزة

وقال مساعد وزير خارجية مصر الأسبق نبيل بدر لـ«البيان»، إن هناك علاقات متميزة جداً بين الإمارات ومصر، أكدتها وصقلتها الأحداث والتطورات التي مرت خلال الفترة الماضية، وثبت للرأي العام الإقليمي والدولي مدى التلاحم والإخلاص وتوافق الرؤى التي تبنى على إدراك كامل لمصلحة البلدين، فضلاً عن المواقف الإيجابية إزاء ملفات المنطقة بشكل عام.

ورأى أن الموقف العربي يواجه - للأسف - معاناة شديدة نتيجة لما أصاب سوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها، فضلاً عن الأخطار التي تلحق بمجموعة دول عربية أخرى والتدخلات الإقليمية والخارجية في بعض دول الإقليم العربي إضافة للمشكلات الذاتية في تلك الدول سواء نتيجة تطورات سياسية أو أوضاع اقتصادية بطبيعة الحال.

ذلك الموقف العربي يقود العلاقات بين الإمارات ومصر - وفق تحليل بدر - إلى وضع تلك العلاقة في موضع متميز ومهم، إضافة إلى ما يمكن أن تمثله تلك العلاقات من قاطرة مهمة يمكن أن تجمع حولها عناصر من الدول الراغبة في الفعل والقادرة على التحرك، بما يحقق ولو حداً معقولاً قابلاً للنمو للعمل العربي المشترك.

تلاحم

«هذه التوأمة الروحية بين مصر والإمارات، وذلك التلاحم الواضح جداً للعيان من شأنه أن يجلب الخير للعالم العربي كله»، حسبما أكدت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري النائبة البرلمانية غادة عجمي، التي أشارت في تصريحات لـ«البيان» إلى عمق ومتانة العلاقات بين البلدين الشقيقين، وما تمثله تلك العلاقات من حائط صد في مواجهة التحديات التي تحيط بالمنطقة والأزمات المختلفة.

وأضافت إن العلاقات بين الإمارات ومصر أرسى معالمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهي علاقات أخوة وصداقة ووفاء وإخلاص، توارثها عنه أبناؤه من بعده، والمصريون كذلك يكنون كل التقدير والحب للإمارات، ويكنون لها العرفان بالجميل. ويشكل التلاحم بين الإمارات ومصر قوة عربية محورية ليس بالشرق الأوسط فقط بل في العالم كله، وفق تصريحات العجمي، التي أشارت لما يشكله هذا التحالف القوي بين البلدين من تداعيات إيجابية لحفظ الأمن القومي العربي.

نموذج رائع

واعتبر النائب الأول لرئيس البرلمان العربي عضو لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري أحمد رسلان، أن التلاحم القوي بين الإمارات ومصر يمثل «نموذجاً رائعاً وفريداً للتعاون الاستراتيجي بين الدول العربية الشقيقة»، وأنه يجب أن تسير جميع الدول العربية على نهج البلدين نفسه لمواجهة جميع التحديات والمؤامرات التي تواجه الأمة العربية، وفي مقدمتها ظاهرة الإرهاب الأسود.

متابعة - مصطفى خليفة، جميلة إسماعيل، مرفت عبد الحميد، صبري صقر

أكد أعضاء في المجلس الوطني الاتحادي وأكاديميون في الدولة عمق العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية في شتى المجالات، وأن البلدين يقدمان معاً نموذجاً يحتذى به في التصدي للإرهاب بكل أنواعه وسبله، ويقفان معاً في معركة مكافحة الإرهاب وبخاصة المدعوم والممول من قطر. وقال اللواء محمد سالم بن كردوس العامري عضو المجلس الوطني الاتحادي، إن الإمارات ومصر استطاعتا خلال السنوات الماضية إرساء جذور الصداقة والأخوة القائمة بينهما وتطويرها في إطار تحكمه أهداف مشتركة عدة أهمها التضامن والعمل العربي المشترك، والعمل على ترسيخ الأمن والسلام ونبذ العنف، وحل الخلافات بالطرق السلمية والدبلوماسية.

وأوضح أن العلاقات الثنائية بين الإمارات ومصر بنيت على أساس سليم من المحبة الصادقة والتعاون البناء ولنا في القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، المثل والقدوة الطيبة، فهو من زرع حب مصر في قلوب الشعب الإماراتي وهو عمل مع القيادات المصرية على دعم وتعزيز مجالات التعاون بين البلدين الشقيقين، ومن أجمل ما قال إن «نهضة مصر نهضة للعرب كلهم وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر وهذه وصيتي، أكرّرها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقّف القلب فلن تكتب للعرب الحياة».

وأكد العامري أن تاريخ العلاقات الإماراتية المصرية حافل بالمحبة الصادقة والتعاون البناء حتى أننا ندرك الآن أن مصر والإمارات روحاً واحدة وجسداً واحداً، وأضاف «من يفهم بأننا في خندق واحد عليه أن يؤمن بأن نعمل صفاً واحداً وأن الأمة العربية من دون مصر كالجسد بلا روح، لافتاً إلى أن مصر تعني الأمن القومي العربي».

وأشار إلى أن القيادة الرشيدة في الإمارات وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حريصة على التنسيق والتعاون مع القيادة المصرية لإيجاد الحلول السياسية لكل ما تعانيه المنطقة من قضايا ونزاعات وحروب، مؤكداً حرص البلدين على كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة العربية والشرق الأوسط.

وأضاف: مصر خيرها كان ولا يزال على الأمة العربية بأسرها ومهما تحدثنا فلن نوفيها حقها، فهي من بادرت بإرسال معلميها ومهندسيها وأطبائها وخبرائها إلى الدول العربية كافة للنهوض بها في المجالات كافة.

وفيما يخص الفيديو الذي تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي خلال لقائه بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قال العامري: ما قلته للرئيس هو ترجمة لما يريد أن يقوله ابن الإمارات في تعبيره عن حب مصر، مشيراً إلى أن الفيديو وجد صدى واستحساناً واسعين في العالم العربي لأن الكلام خرج من القلب فلامس القلوب، ويعلم الله أنني تكلمت بما أشعر به تجاه مصر والشعب المصري بشفافية مطلقة وبلسان صادق.

وجاء في حديث اللواء العامري خلال لقائه مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن «وصية الشيخ زايد، وأولاده يذكروننا دائماً أن منهجنا هو الدفاع عن مصر واجب قومي إماراتي، كلنا معك وفداء مصر، ولو حتى أكلنا وجبة واحدة في الشهر من أجل مصر فنحن معك، وأنت صمدت والشعب والجيش المصري صمدوا وأنت على حق وليس على باطل، ونحن كلنا في خندق واحد، ونحن معكم يا سيدي حتى نقول على كل إرهابي لا إله إلا الله محمد رسول الله».

علاقات متميّزة

وقال د. حمد بن صراي، أستاذ التاريخ في جامعة الإمارات العربية المتحدة: «لا يخفى على عاقل مدى عمق العلاقات الثنائية والمتميزة بين دولة الإمارات العربية المتحدة مع جمهورية مصر العربية الشقيقة، بحيث تجمعهما روابط الأخوة والصداقة والتعاون المشترك، وتعزيز العمل في المشروعات التنموية أيضاً. وكما هو معروف بأن كلا البلدين الشقيقين يعملان معاً من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتحقيق أيضاً كل ما يصب في خدمة الأمة العربية ومصالحها». وأوضح في الوقت ذاته مدى قناعة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الاتحاد، بمكانة مصر ودورها في المنطقة.

وأضاف صراي: «ولا نغفل عن نقطة أن الإمارات ومصر تقدمان معاً نموذجاً يحتذى به، وواجهة مشرفة للدول التي يربطها المصير المشترك، واتفاقهما معاً على التصدي للإرهاب بكل أنواعه وسبله، وهذا الأمر يعد من أهم الأعمال تقوم بها دولة الإمارات بالتعاون مع مصر بلا شك».

حجر الأساس

وتقول د. سميرة النعيمي، الأستاذة الجامعية والخبيرة التربوية، أرسى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قواعد العلاقات بين الإمارات ومصر، موضحة أن حجر الأساس للعلاقات بين الإمارات ومصر قوي ومتين، في ظل علاقة الود بين الشعبين. وتضيف: على المستوى الشخصي لا يمكن أن أنسى أن المعلمين المصريين أول من علّمونا في مدارسنا ومراحل التعليم المختلفة. وقبل كل ذلك يذكر التاريخ بكل الفخر والاعتزاز الموقف الشجاع للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان في حرب أكتوبر المجيدة، عندما قال إن البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي، وسخر كل إمكانيات بلاده لدعم المقاتل العربي.

دور حيوي

وأشار د. محمد أحمد عبدالرحمن مدير كلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي، إلى دور مصر الحيوي بما تملكه من تاريخ مشرف، وثقل استراتيجي في دعم القضايا العربية. ومن ناحيته قال د. نورالدين عطاطرة المدير المفوض لجامعة الفلاح، «إن دولة الإمارات بقيادتها الرشيدة تشهد شراكة استراتيجية كبيرة وعلاقات تاريخية مع جمهورية مصر العربية عززت من العمل العربي المشترك».

Email