«سفراء الظلام» يكشف تاريخه وعلاقته بقطر

حَجاج العجمي.. مهندس عمليات تمويل الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

صفحات سوداء من مسيرة الإرهابي الكويتي حجاج بن فهد العجمي، كشفتها الحلقة التاسعة من برنامج «سفراء الظلام» التي عرضت على شاشة قناة دبي، التابعة لمؤسسة دبي للإعلام، لينال فيها العجمي عن جدارة لقب «سفير الظلام»، لاسيما وأنه اعترف مرات عدة بدعمه للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم «داعش».

في الحلقة التي بثت، أول من أمس، واستضافت كلاً من الكاتب والمحلل السياسي الدكتور سالم الكتبي، والمحلل السياسي الدكتور أحمد الشهري، ومنير أديب، الخبير في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أكدوا جميعاً أن قطر فتحت منابرها أمام العجمي ليصول ويجول فيها، دعماً للإرهاب وتنظيماته.

وأشاروا إلى أن التعاون الاستراتيجي الذي يربط قطر مع جماعة الإخوان، أدى إلى إنشاء عدد من المؤسسات الداعمة للإرهاب والتي اتخذت من الدين والجمعيات الخيرية غطاءً لها، مؤكدين أن ما تقوم به قطر حالياً من محاولة لغسل صورتها أمام المجتمع الدولي، ما هي إلا محاولات فاشلة، داعين إياها لتوفير هذه الأموال وتوجيهها لمكافحة الإرهاب.

علاقة

وشهدت الحلقة التي قدمها الإعلامي حامد بن كرم، عرض مجموعة تقارير ومقاطع مصورة تؤكد العلاقة التي تربط الكويتي حجاج العجمي بالتنظيمات الإرهابية.

حيث أشار التقرير إلى أن العجمي، الحامل لرقم 19 ضمن قائمة الإرهابيين التي وضعتها دول المقاطعة، يعد مهندس عمليات تمويل جبهة النصرة في سوريا، وله باع وخبرة طويلة في عمليات نقل الأموال للإرهابيين هناك، إلى جانب قيامه بتجنيد عدد من الشباب الكويتيين لتولي مواقع قيادية في تنظيم جبهة النصرة الإرهابي.

وأكد التقرير أن العجمي حظي بدعم قطر مالياً ومعنوياً، لاسيما بعد سفره إليها في 2012 بدعوة من وزارة الأوقاف القطرية، للمشاركة في ندوة دعا فيها إلى الجهاد في سوريا، في حين تولى في 2013 قيادة حملة تعبئة شعب قطر، التي حملت عنوان «فزعة أهل قطر للشام»، والتي كشف فيما بعد أنها حملة قطرية لجمع التبرعات بهدف شراء أسلحة للإرهابيين في سوريا.

منابر

في حديثه عن العجمي، أكد منير أديب أن قطر فتحت منابر عدة أمامه ليتحرك من خلالها ويجمع المال لدعم الإرهاب. وقال: «العجمي يريد إثارة الإرهاب والفتن في المنطقة خدمة لأجندة الدوحة التي تستهدف المنطقة العربية أجمع والخليج خصوصاً».

وأشار إلى أن الدوحة ربما اتخذت من سوريا مدخلاً لتنفيذ أجندتها في المنطقة، مدللاً على ذلك من خلال استضافتها للعجمي مدة عامين، ودعمها له. وقال إن «هناك العديد من الشواهد التي تدلل على ارتباطه بالإرهاب.

فقد ظهر مع تركي بن علي، الذي يعد الفقيه الشرعي لتنظيم داعش، وظهر مع أبو عمر الشيشاني، المسؤول العسكري لداعش قبل مقتله، كما أكد في تسجيل صوتي له مشاركته القتال مع 4 منظمات تكفيرية في سوريا، وأعتقد أن هذا اعتراف صريح باعتدائه على سيادة سوريا، واعتراف منه بانتمائه إلى هذه المنظمات».

العجمي وخلال مسيرته قام بجمع التبرعات من أهالي الكويت مستخدماً ستار الإنسانية والدين، ليقوم لاحقاً بتوظيفها في دعم التنظيمات الإرهابية، واعتبر أديب هذه الخطوة بمثابة «خيانة عظمى». وقال: «لقد غرر العجمي بالناس أجمع بأن هذه التبرعات تذهب لنجدة أهالي سوريا، ولكنها في الواقع كانت توجه لدعم الإرهاب، والمنظمات التي تنفذ التفجيرات وتستهدف الأبرياء».

وأكد أديب في حديثه أن ما قام به العجمي من جمع للأموال تم بصورة غير رسمية. وقال: «هناك تسجيل صوتي وآخر مرئي للعجمي، يعترف فيه بجمع الأموال بصورة غير شرعية، وأعتقد أن هذه تعد إدانة له».

تعاون استراتيجي

أما د. سالم الكتبي، فأشار في بداية حديثه إلى أن دخول الإخوان لقطر يعود إلى الخمسينات، وقال: مع مرور الوقت استطاعوا التغلغل في كل أركان النظام القطري، وفي عام 1995 انقلب الشيخ حمد بن خليفة على والده.

ومن بعدها أنشأ قناة الجزيرة لمهاجمة المنطقة العربية، وعين على رأسها مجموعة من الإخوان. وتابع: بلا شك أن تفعيل التعاون الاستراتيجي بين النظام القطري والإخوان أدى لإنشاء مجموعة مؤسسات تتخذ من الدين واجهة لها، ولكنها في الواقع مؤسسات تدعم الإرهاب.

وواصل بالقول إن «قطر استخدمت الإخوان ووفرت لهم الدعم اللوجستي لتنفيذ أجندتها في المنطقة العربية، ونشر الفوضى الخلاقة التي تأثرت بها شعوب المنطقة أجمع، ولذلك نجد أن النظام القطري وهذه الجماعة قد استخدموا الدين كوسيلة للوصول إلى مآربهم، واعطوا لأنفسهم الحق في تكفير المجتمعات الأخرى».

ووصف الكتبي هذه العلاقة بـ «زواج المصلحة» وأضاف: أعتقد أن هذه العلاقة تشبه زواج المصلحة، الذي يحقق للنظام القطري طموحاته من حيث ضرب الأنظمة في المنطقة وزعزعتها، وهي رغبة متأصلة أيضاً في جماعة الإخوان».

نزعة كبيرة

من جهته، أكد د. أحمد الشهري في حديثه أن النظام القطري مختطف من قبل إيران. وقال، «في عام 1979 عندما تأسس النظام الحالي في إيران، بدأ في تصدير الثورة، واستنبات المنظمات الإرهابية، وبعد الحرب الأفغانية، وظهور ما يسمى بالفكر الجهادي، وبروز القاعدة، بدأ النظام القطري يُختطف.

ووجدت أرض خصبة لدى حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر السابق المنقلب على والده، في إشباع رغبته في إيجاد نزعة قطرية كبيرة، لا تكتفي بقطر كدولة، وإنما تمتد إلى العالم العربي والإسلامي، وكان ذلك ضمن المشروع الكبير الذي يراد به الوطن العربي كاملاً.

حيث كان يتم تصميم خريطة كبيرة للمنطقة العربية، يكون عرابها الشيخ حمد بن خليفة، ولذلك نلاحظ أن قطر ركبت الموجة في الفوضى الخلاقة، ودعمت الثورات التي قامت في مصر وغيرها من الدول العربية، وكانت تتطلع إلى قيام حراك في السعودية والبحرين والإمارات.

وهو المشروع الذي قامت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب بإحباطه عبر مقاطعة قطر». وأشار إلى أن قطر بدأت بممارسة هذا المشروع من خلال دعم المنظمات الإرهابية وتصدير الأموال إلى مواطن الصراع.

والعزف على وتر الطائفية والمذهبية في المنطقة. وفي تعليقه على ممارسات العجمي، ودعواته إلى عدم التبرع إلى المؤسسات الرسمية، وتوجيه هذه الأموال إلى المنظمات الإرهابية، قال الشهري: «إن ذلك يمثل اعترافاً رسمياً من العجمي على دعمه للإرهاب.

وهذا يتقاطع تماماً مع التوجه القطري في تمويل الإرهاب، ولذلك جبهة النصرة وجدت دعماً كاملاً من العجمي باعترافه الشخصي، واعتراف رموزها، وذلك عبر قنوات رسمية قطرية ممولة ومدعومة من عبد الله بن خالد آل ثاني، وسعود بن خالد آل ثاني، وهما يرأسان مركز قطر للعمل التطوعي».

غسيل سمعة

كشفت حلقة برنامج «سفراء الظلام» عن قيام قطر بإنفاق 20 مليون دولار في مطلع العام الحالي، لغسيل صورتها في الولايات المتحدة.

وذلك عبر الاستعانة بشركات إعلامية ومتخصصة بالعلاقات العامة، بهدف التأثير في مراكز صنع القرار والمجمعات الأكاديمية داخل أميركا. وأكد ضيوف الحلقة أن ما تقوم به قطر من محاولات لغسل سمعتها لن تنفعها طالما هي ماضية في دعم الإرهاب، وطالبوها بضرورة توفير هذه الأموال وتوجيهها لمكافحة الإرهاب والقبض على رؤوس التنظيمات الإرهابية التي تأويهم على أراضيها.

Email