عندما استضافت قطر صاحب الرسوم المسيئة للرسول

ت + ت - الحجم الطبيعي

في العام 2009 اهتز الرأي العام العربي والإسلامي لخبر استضافة الدوحة لرسام الكاريكاتور الدنماركي فليمنغ روز، صاحب الرسوم المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وعبر الشارع القطري عن استيائه للأمر، ما جعل تنظيم الحمدين يشعر بالحرج.

ويدفع بالناشط الفرنسي روبير مينار، الرئيس السابق لمنظمة «مراسلون بلا حدود» إلى قطع كل الصلات التي تربطه بمركز الدوحة لحرية الإعلام، ومقره قطر، وإلى المغادرة صحبة فريق عمله، مقدماً استقالته بسبب ما أسماه انعدام الحرية، قائلاً، «بات المركز اليوم في طور الاختناق. لم نعد نتمتع لا بالحرية ولا بالوسائل الضرورية للعمل».

وسرد مينار مجموعة من الأمثلة على عدم تعاون رئيس مجلس إدارة المركز، وقال: «يكفي أن نذكر منع معاونين لمركز الدوحة مؤقتاً من مغادرة البلاد واضطرارهم إلى طلب الإذن كلما أرادوا السفر، ورفض الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني توقيع مستندات إدارية تسمح باستضافة صحافيين مهددين في بلادهم كما كان متفقاً عليه».

ووفقاً للبيان الذي أصدره روبير فإن مكتب المسؤول القطري أبلغه بأن «منح اللجوء لصحافيي بعض الدول شأن إيران، قد يضر مصالح قطر الدبلوماسية، مؤكداً بذلك أن استقلالية المركز ليست سوى وهم بالنسبة إليه».

ووفقاً للبيان الصادر من المركز، «فخلال بضعة أشهر أسمعنا صوتاً مستقلاً ندد بالانتهاكات المرتكبة، حرصاً منا على إظهار الحقيقة، ولا شيء سوى الحقيقة، وساعدنا أكثر من 250 صحافياً ومؤسسة إعلامية في خطر في أرجاء العالم كافة. وأظن أنه يمكننا أن نفتخر بالعمل الذي أنجزناه»، مضيفاً: «لم نعد نتمتع لا بالحرية ولا بالوسائل الضرورية للعمل، ولا يمكن للوضع أن يدوم أكثر».

وفي بيان آخر انتقدت «مراسلون بلا حدود» موقف السلطات القطرية التي لم تكن على قدر الرهان المطروح، مانعة المركز من اكتساب الاستقلالية. وقالت المنظمة: «بالنسبة إلى (مراسلون بلا حدود) التي أطلقت هذا المشروع، بلغت هذه المغامرة حدها».

وأنشئ مركز الدوحة لحرية الإعلام بمبادرة من حرم أمير قطر و«مراسلون بلا حدود» في ديسمبر 2007، وتبوأ روبير مينار منصب مديره منذ الأول من أبريل 2008، علماً بأنه مؤسس «مراسلون بلا حدود» التي أدارها لأكثر من 23 سنة.

وتقول تقارير صحفية إنه في مايو 2009، وصل فليمينغ روز، المحرّر الثقافي الذي نشر رسوماً كاريكاتورية مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، في الصحافة الدنماركية، إلى قطر للمشاركة في المؤتمر الذي رعته منظمة اليونيسكو.

وقد أثار حضوره سخطاً شديداً في أوساط بعض القطريين، وألقى الجزء الأكبر من اللوم على مينار. وراح أحد المساجد في الدوحة يهاجم مركز الدوحة لحرية الإعلام في عظات الجمعة. وحمّلت صحيفة الوطن القطرية مينار مسؤولية دعوة «الشيطان» إلى الدوحة وإهانة كل المسلمين.

وفي يونيو 2009، دعا عضو في المجلس الاستشاري القطري (مجلس يتضمن 35 شخصاً معيّنين من قبل الأمير) إلى طرد مينار من منصبه، فاستقال الأخير في الشهر نفسه.

وفتح رئيس المجلس الاستشاري محمد بن مبارك الخليفي نقاشاً حول قطاع الإعلام القطري بإعلانه أنّ «مرائين دخلوا المجال ويحاولون إفساد صورة البلاد». وقد تركّز النقاش حول مينار «وعدم فهمه» لقطر.

بعد تلك الحادثة، أقرّ المجلس الاستشاري قانون إعلام جديداً يفرض غرامات قاسية وعقوبة السجن لعام واحد على أيّ صحافي يشوِّه سمعة الحاكم أو يهدّد الأمن القومي أو الدين أو الدستور القطري.

Email