يلقب بـ«قرضاوي ليبيا» واستخدم التكفير سلاحاً لمواجهة خصومه

«سفراء الظلام» يكشف إرهاب علي الصلابي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

استطاع برنامج «سفراء الظلام» الذي يبث على قناة دبي التابعة لمؤسسة دبي للإعلام، منذ انطلاقته وحتى اليوم، الكشف عن حقيقة العديد من الشخصيات الإرهابية التي ارتبطت بقطر ونالت دعمها مادياً ومعنوياً، لتعيث في الأرض فساداً، وتزيد من منسوب الدماء المسألة في شوارع المنطقة العربية، عبر ما يقدمونه من دعم ومسانده للعديد من التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان المسلمين.

في حلقته الثامنة التي بثت مساء أمس، سعى البرنامج الذي يقدمه الإعلامي حامد بن كرم، إلى التفتيش في سيرة أحد غلاة الإرهاب، ممن تلطخت أيديهم بدماء أهالي ليبيا، لينال الإرهابي الليبي علي محمد محمد الصلّابي، لقب «سفير الظلام»، وهو المعروف بلقب «قرضاوي ليبيا»، وكان اسمه قد حمل رقم 23 في قوائم الإرهاب المرتبطة بقطر، والتي أعلنتها كل من المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وأدرج فيها 59 فرداً و12 كياناً.

قاعدة تفريخ

حلقة البرنامج استضافت كلاً من ماجد الرئيسي، المحلل السياسي، والعميد خالد عكاشة، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف في مصر، وعبد الحكيم معتوق، الكاتب والمحلل السياسي الليبي، والذين أكدوا أن قطر لعبت دوراً مهماً في تدمير ليبيا ونهب مقدراتها وثرواتها أملاً بإمكانية تأسيس دولة الخلافة، وتحويلها إلى قاعدة لتفريخ الإرهابيين، وذلك عبر استخدامها للإرهابي الليبي علي محمد الصلّابي، الذي وصفه تقرير البرنامج بأنه واحد من أبرز قيادي جماعة الإخوان المسلمين، ويرعى مجموعة من الميليشيات المرتبطة بتنظيم القاعدة في ليبيا.

فضلاً عن كونه مسؤول التنسيق القطري الإرهابي في ليبيا، حيث يعد أداة قطر الإرهابية التي تستخدم لضرب الأمن والنظام هناك. وأشار التقرير إلى أن خصومه اعتادوا على وصفه بـ «الماكر»، حيث اشتهر بأنه منافق شديد.

وبعد سقوط نظام العقيد معمّر القذّافي، اصطفّ الصلابي، في خندق الإسلاميين ومشروعهم، المدعوم سياسياً وعسكرياً ومالياً وإعلامياً من قطر، الأمر الذي مكنه من التغلغل في مفاصل الجمهورية الليبية، وأكد التقرير قيام الصلّابي في عام 2011 بتزويد المتطرفين الليبيين بالأسلحة التي حصل عليها من قطر التي فتحت ذراعيها أمامه، ومنحته جنسيتها لاحقاً.

عقيدة التطرف

المحلل ماجد الرئيسي أكد في حديثه للبرنامج الذي يعده وينتجه الزميل زهير ساق الله، أن «الصلابي لا يختلف عن بقية الإرهابيين الذين وجدوا في قطر حاضنة لهم». وقال إن ذلك يعكس عقيدة التطرف القطرية.

وتابع: «الصلابي هو رجل تميم الأول في ليبيا، كما أنه أحد مرجعيات الإسلام السياسي فيها، ولعب أدواراً كثيرة ساهمت في زعزعة استقرار ليبيا، وعمل على تلبية احتياجات العديد من الفصائل الإرهابية فيها والتي يترأسها شقيقه إسماعيل الصلابي».

وبين الرئيسي أن عقيدة التطرف القطرية تكونت بعد انقلاب الأمير حمد بن خليفة آل ثاني، على والده، واستطاعت أن تنمو من خلال التركيز على الأفكار الإرهابية والمتطرفة التي عمل الإعلام القطري على بثها، من خلال مجموعة الشخصيات المتطرفة والإرهابية وأبرزها القرضاوي. وأشار الرئيسي إلى أن العقيدة القطرية تقوم على الإرهاب والتطرف.

وقال: النظام القطري يرى في دعمه للإرهاب قوة ناعمة، كما يرى أن توفير الحرية للتطرف والإرهاب هو عبارة عن حرية رأي، وذكر أن علي الصلابي يمتاز بالنفاق والتقلب، وقال: "الصلابي أقام علاقات قوية مع نظام القذافي من خلال سيف الإسلام القذافي، ولكنه سرعان ما انقلب عليه، وقد هيأت قطر له المال لتمويل التنظيمات الإرهابية من أجل تنفيذ اجندتها في ليبيا، وساهمت أيضاً في تمكينه من الإعلام، حيث كان ضيفاً دائماً على القنوات القطرية، وعمل على تأسيس قناة «أحرار ليبيا».

إسقاط النظام

من جانبه، ذكر عبد الحكيم معتوق أن قطر على لسان أميرها وتنظيم الحمدين لم تنفك في حديثها عن إسقاط النظام الليبي، وأنهم نهبوا ثروات البلد، مشيراً إلى أن تنظيم الحمدين طالما ردد أنه كان يطمح لجعل ليبيا قاعدة لكافة التنظيمات الإرهابية، من خلال تأسيس دولة الخلافة، تمهيداً لمد سيطرتها على كافة المنطقة وتصدير التطرف إلى العالم.

وأشار إلى أن عملية إسقاط النظام الليبي تعود أساساً إلى 2005 عندما أوعزت المخابرات البريطانية لسيف الإسلام القذافي بالإفراج عن الإرهابيين الذين كانوا في سجون القذافي، وكان الصلابي هو عراب الصفقة، مبيناً أن علي الصلابي كان أول المستفيدين من هذه الصفقة التي أمنت عودته إلى ليبيا ليبدأ فيها بث سمومه وأفكاره، كما عمل على التمهيد لاستدعاء المتطرفين إلى ليبيا.

مشيراً في الوقت ذاته إلى أن ما فعلته قطر في ليبيا لم يجرأ أحد من قبل على فعله، قائلاً: "ساهمت قطر في خلق رموز تكفيرية، بغية إراقة الدماء الليبية على الأرض، وما إن غابت قطر عن المشهد حتى هدأت ليبيا".

أما العميد خالد عكاشه، فقال: "ما حدث في ليبيا كان مشروعاً قطرياً بامتياز، حيث سعت من خلاله إلى استهداف المغرب العربي ومصر، واستطاعت قطر أن تستثمر الوضع في ليبيا مع بداية الحراك الشعبي"، منوهاً إلى أن الصلابي كان عراب المصالحات التي جرت بين نظام القذافي والتنظيمات الإرهابية، خاصة وأنه كان خلال الفترة من 2008 إلى 2011 الرفيق الأول لسيف الإسلام القذافي، حيث قدم نفسه على أنه مفكر إسلامي وقادر على جذب الشباب من حوله.

وأكد عكاشه أن الصلابي قام بلعب دور مهم في نقل الأسلحة من ليبيا إلى العناصر الإرهابية في منطقة سيناء المصرية بغية ضرب الجيش المصري. عكاشة أشار في حديثه إلى أن مصر عانت كثيراً من أفعال النظام القطري. وقال: "عانينا كثيراً من المشروع التخريبي القطري"، وأكد أن الصلابي هو عبارة عن نسخة باهتة من أمراء التكفير الذين طالما سعوا إلى هدم الدول وأنظمتها.

Email