«واقع ومستقبل الأزمة القطرية» في ندوة بجامعة الإمارات

«تنظيم الحمدين» يوجّه قطر بعيداً عن محيطها الخليجي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المشاركون في ندوة نظمها مركز جامعة الإمارات للسياسة العامة والقيادة، صباح أمس، أن القيادة القطرية تقود شعبها بعيداً عن محيطه الخليجي، متوقعين طول أمد الأزمة بسبب تعنت الدوحة ورفضها تلبية المطالب الـ13.

وتناول المشاركون في الندوة الحوارية الخاصة بعنوان «واقع ومستقبل الأزمة القطرية السياسي والاقتصادي والإعلامي»، عدة محاور تتمثل في واقع ومستقبل الأزمة من الجانب السياسي والاقتصادي والإعلامي.

المحور السياسي

وقال الأكاديمي والمحلل السياسي من دولة الكويت، الدكتور عايد المناع: «في 27 يونيو 1995 تفاجأنا حدوث انقلاب داخل بيت آل ثاني، حيث انقلب ولي العهد حمد على والده الشيخ خليفة، وبناء على ذلك تولى السلطة.

وما حدث في الحقيقة تكشفنا من خلالها فيما بعد أنها لا تزال إلى هذه اللحظة في قلوب البعض في القيادة القطرية". وأشار في السياق إلى قناة الجزيرة القطرية "التي تتكلم إعلامياً وتحريضياً التي تأذت منها دولة الكويت أولاً، وسمحت لكل معارض لنظام دولته بأن يقول ما يشاء لاستحداث هذه الأداة بدافع الحرية، وللأسف هي قناة قطرية أكثر من كونها مستقلة».

وأضاف المناع: «في قطر أكاديمية التغيير، بمعنى جمع فئة الشباب وبشكل خاص الخليجيين وإعدادهم للقيام بأعمال عدائية بحجة مواجهة التظاهرات والشرطة. وكل ما أسلفت ذكره كان في فترة ما بعد عام 95». مشيراً إلى أن قيادات قطر تفتقد ماهية الحرية ومعنى الديمقراطية.

كما تطرق في حديثه تفصيلاً إلى آلية تنفيذ اتفاقية الرياض 2013. وقال: هل تم الالتزام؟ للأسف الشديد لا.. لأنه لو تم الالتزام من جانب قطر لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن. حيث توقعنا من تميم أن يجلس مع ذاته ويفكر في مصلحة قطر مع من تكون، ستكون حتماً مع أهلها وليس مع البعيدين عنها والذين لا يفكرون أساساً إلا في مصالحهم. لذا فإن الأمل بعودة قطر أصبح أكبر من الواقع».

استهداف الخليج

في السياق، قال رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الإمارات الدكتور محمد بن هويدن: «إن الموقف الصادر من دول الخليج الثلاث ومصر تجاه قطر وقطع علاقاتها معها يعتبر أمراً طبيعياً، بل هو حق سيادي لأي دولة في أن تقطع علاقاتها الدبلوماسية، وأن تفرض مقاطعة على طرف آخر يقوم بسلوك يهدد أمنها واستقرارها، وهذا حق مكفول في القانون الدولي. ولأول مرة نشهد قيام دولة خليجية بضرب الكيان السياسي لدول خليجية أخرى».

وأردف: «نعم، شهدنا سابقاً خلافات كانت على الحدود وأخرى اقتصادية، ولكن لم نصل لدرجة أن تقوم دولة بضرب النسيج السياسي لدولة خليجية أخرى. وبالتالي ما حدث يعتبر خطيراً للغاية، لأن ما فعلته قطر لم يكن مشهداً تمثيلياً أو نزوة وإنما أكبر من ذلك، فضربها لكيان دولة أخرى مرفوض وفقاً للشرائع والقوانين الدولية، وهذا يعتبر أيضاً تهديداً مباشراً لهذه الدول».

تعنت وخيارات

وأردف: د. بن هويدن: «لا أرى في المنظور القريب أن هناك حلاً لما يحدث مع الأزمة القطرية لسبب واحد هو أنها دولة متعنتة ولن تغير من خطها. وأعتقد أن هناك 3 خيارات، ويتمثل الأول في الخيار التكتيكي الذي تسعى قطر إلى تحقيقه، بمعنى تحقيق حلول آنية. أما الخيار الثاني فهو التغيير أو الحل الجذري الذي لا بد وأن يتحقق في هذه الحالة وهو عودة قطر إلى البيت الخليجي، فإن لم تتغير تُغيّر.

لأن قيادتها تعتبر تهديداً للخليج بما في ذلك من الكويت وسلطنة عمان التي لم تسلم كل منهما من قطر. لذا يجب ألا ننظر لموضوع قطر بأنه موضوع إعلامي أو دعائي، لأنه موضوع سيادي، وموقف الدول المقاطعة يجب أن يدعم، لأنه إذا فشلنا في مواجهة قطر سنصبح كحال ليبيا واليمن وبيد خسيسة وقذرة من قطر أيضاً. ومن الممكن أن نصل إلى تغيير جذري لإنهاء الأزمة».

المحور الاقتصادي

وتحدثت نائب مدير جامعة السوربون في العاصمة أبوظبي فاطمة سعيد الشامسي، عن واقع المقاطعة وكيف أثرت في القطاع الاقتصادي القطري، وكيف تراجع، وذلك من خلال دراسة أوضحت واقع وتأثير المقاطعة الخليجية على الأنشطة الاقتصادية، والنقل والتجارة الإقليمية، والمصارف والقطاع المالي، وتفاقم الدين العام، وسوق الأسهم والأوراق المالية، وقطاع التشييد والبناء، والمناطق الحرة.

حيث أثرت الأزمة في كافة القطاعات الاقتصادية كالسياحة والتجارة والبنوك، وخرج مبلغ 30 مليار دولار من النظام المصرفي القطري خلال يونيو ويوليو، و38.5 مليار دولار دعم المصرف المركزي للاقتصاد خلال نفس الفترة، وارتفاع عجز الموازنة القطرية بنهاية العام بدلاً من فائض كان مقدراً.

وبدأت البنوك القطرية تتجه نحو آسيا وأوروبا بحثاً عن التمويل بعد سحب عملائها العرب مليارات الدولارات من حساباتهم، كما يهدد خفض التصنيف بارتفاع كلفة تمويل للبنوك القطرية. 15 مليار ريال قطري ديون الحكومة القطرية من المصارف المحلية والخارجية خلال يوليو 2017.

المحور الإعلامي

من جهتها، أشارت الكاتبة والإعلامية من مملكة البحرين سوسن الشاعر، إلى أن دولة الإمارات بما اتخذته من موقف مع بقية دول الخليج في مقاطعة قطر لم تستقطب شخصيات للحديث عنها، وإنما تحدث بما تحفل به من نخبة من الرموز والشخصيات الوطنية المتحدثة التي دافعت عن الدولة وقيادتها ومواقفها، حتى شبكات التواصل الاجتماعي جندت نفسها للدفاع السامي عن الإمارات وقيادتها الحكيمة.

وقالت: «إن هذه الأزمة جعلت الصحف الورقية تنشط، وتنشط في المقابل مواقعها الإلكترونية وحساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي، وشخصياً أتابع صحيفة البيان من خلال الانفوغرافيك الذي تضعه على موقعها. وشدتني أيضاً أسماء النساء الإماراتيات الرائدات مثل منى المري، ومنى بو سمرة، ومريم الفهد، وميثاء الهاملي، وغيرهن اللاتي يتميزن بشعورهن الوطني الكبير».

وأضافت: «كما زادت ساعات البث سواء عبر الفضائيات والصحف التي تتحدث عن هذه الأزمة، وهي في حد ذاتها استجابة للعرض والطلب، وهذا يؤكد نجاح الإعلام في أن يتماشى مع حجم الطلب عليه.

كما أدت الأزمة تناغماً جميلاً بين إعلام الدول الخليجية المقاطعة، وتبادل المعلومات بأريحية، وتوظيف الاستثمار الإعلامي في الإعلام». وأكدت أن قناة الجزيرة نسفت المصداقية، وفقدت الكثير من أدواتها، فقطر تستطيع التخلي عن جيشها لكنها لا تستطيع التخلي عن قناة الجزيرة.

Email