اشتعال الشرارة الأولى للثورة داخل الدوحة

بيان الشيخ عبد الله بن علي.. بدايـــــة النهاية لحكم نظام الحمدين

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهور وقطر والقطريون على صفيح ساخن ولا أحد يستطيع أن يتكهن بماذا سيحدث وماذا تخبئ الأيام لقطر، ولكن منذ أيام والموقف ازداد اشتعالاً ومن الواضح أن النهاية الدرامية لحاكم قطر قد اقتربت وهذا واضح، الوضع في قطر انفجر وسيصعب على قادة قطر حصره، قبيلة مرة المكون القبلي المهم خليجياً تثور ومعارضة نشطة ودعوة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني لأهله أن ينقذوا بلدهم.

وأكد محللون أن وضع حكومة الدوحة في وضع حرج، في ظل انتقال الأزمة للداخل، ما يمثل بداية النهاية لحكم نظام الحمدين، والآن حانت الفرصة أمام الأمير القطري ليواجه أخطاء إدارته للأزمة بدلاً من الأكاذيب، واستخدام بيوت خبرة تستنزف طاقة بلاده، وعليه أن يقف ويواجه نفسه بالتصحيح، فخياران أمام قطر.. إما الانهيار أو القبض على تنظيم الحمدين الذي يقف خلف كل حريق اندلع في الدول العربية.

السعودية: إنقاذ حقيقي لقطر وشعبها من نظام مدمر أجمع برلمانيون وخبراء سياسيون سعوديون على أن البيان الذي أصدره الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني ودعا فيه إلى اجتماع عائلي ووطني لبحث أزمة قطر وإعادة الأمور لنصابها بعد أن بلغت حد التحريض المباشر على الخليج العربي، سيكون نقطة تحول في المشهد السياسي القطري خصوصاً والخليجي عموماً كونه مقدمة لإعلان حكومة منفى قطرية برئاسة الشيخ عبد الله آل ثاني نفسه بعد حصوله على بيعة وتأييد أعضاء في الأسرة الحاكمة وشيوخ قبائل ووجهاء قطريين.

تطورات خطيرة

وأكدوا في تصريحات لـ «البيان» أن دعوة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني جاءت عقب تطورات خطيرة على الساحة الداخلية القطرية منها سحب جنسية شيخ آل مرة، طالب بن لاهوم بن شريم، ومعه نحو 50 من أسرته وقبيلته، ومصادرة أموالهم، وهي القبيلة التي تمثل نحو «60%» من نسبة سكان الشعب القطري.

ثم التئام أول اجتماع حاشد للقبيلة في السعودية وقبلها سحب قطر لجنسية ستة آلاف عائلة من آل غفران ومن آل مرة قبل عدة سنوات، فضلاً عن تطورات خارجية بدءاً من المقاطعة الخليجية المصرية لقطر وصولاً إلى انعقاد أول اجتماع للمعارضة القطرية في لندن.

وكان مستشار الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني قد وصف بيان الشيخ عبدالله آل ثاني بـ «بيان الكبار»، وقال في تغريدة بثها عبر حسابه الرسمي على «تويتر» إنه «بيان الكبار الذين يسعون لمصلحة بلادهم وأشقائهم. اللهم وفقه وسدده وبالشعب القطري الشقيق». وأضاف القحطاني «مساندة الشيخ الجليل مبارك بن خليفة آل ثاني الفورية لبيان الشيخ عبدالله بن علي دلالة واضحة أن تصرفات تنظيم الحمدين لا تمثل أهلنا في قطر».

خطوة مهمة

ومن جهته قال عضو مجلس الشورى السعودي السابق د. محمد آل الزلفة إن دعوة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني لأسرة آل ثاني وشيوخ القبائل ومكونات المجتمع القطري إلى اجتماع عائلي ووطني لبحث أزمة قطر تمثل خطوة سياسية واستراتيجية مهمة، لبحث الحلول الوطنية للأزمة القطرية بعيداً عن أي سيناريوهات أجنبية يسعى نظام الحمدين إلى تشكيلها في عواصم غربية بعيدة.

مشيراً إلى أن الدعوة لهذا الاجتماع التاريخي في المشهد السياسي القطري والخليجي عموماً جاء بعد النجاح الذي حققه اجتماع المعارضة القطرية في لندن على الرغم من محاولات الدوحة الحثيثة لإفشاله أو عرقلته.

ومن جانبه اعتبر الخبير في الدراسات الأمنية والاستراتيجية د. عبد الله بن عبد العزيز القرشي أن بيان الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني لإنهاء الأزمة الخليجية الحالية قد أحدث ردود فعل وتوقعات واسعة في الأوساط القطرية والخليجية والعربية عموماً، كونه يمثل خطوة حاسمة لتغيير الوضع السياسي المنبوذ قطرياً وخليجياً في الدوحة، مشيراً إلى أن الاجتماع المرتقب، وقبله اجتماعا المعارضة في لندن وقبيلة آل مرة في السعودية هي أول الاختراقات الحقيقية للداخل القطري المنقسم أصلاً على مستوى الأسرة الحاكمة.

أما الخبير السياسي والإعلامي د. محمد السحيم الشمري فقد شدد على أن بيان الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني هو بداية النهاية لحكم نظام الحمدين في قطر ما لم تحدث معجزة تنقذ النظام من خلال تغيير سياساته التي تسببت في الأزمة وعودته إلى البيت الخليجي والعربي، مشيراً إلى أن الأمور تتطور بشكل دراماتيكي نحو زيادة الضغوط على النظام الحاكم في الدوحة حتى يتوقف عن سياساته العدائية ضد دول المنطقة العربية، أو الإعداد لنظام بديل لنظام الحكم في قطر.

مصر: إنذار نهائي بالطرد لنظام تميم

لا يزال البيان الذي أصدره العضو البارز في الأسرة الحاكمة لقطر، الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، والذي دعا فيه أعضاء الأسرة ووجهاء وأعيان قطر لاجتماع لإنهاء الأزمة الخليجية الحالية، يثير ردود فعل واسعة في أوساط السياسيين والمحللين، حيث اعتبر خبراء في تصريحات خاصة لـ «البيان» أن هذا التحرك من قبل أصحاب العقول والحكماء في قطر بمثابة إنذار نهائي بالطرد لنظام تميم، فإما العدول عن ممارساته الداعية للإرهاب والرجوع إلى حضن العروبة، وإما ستكون هناك تغيرات خطيرة على أرض الواقع ستطيح بنظام تميم نهائياً.

شرارة الثورة

في رأي عضو مجلس النواب المصري النائب محمد الكومي فإن بيان الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، الذي ينص على اجتماع عائلي ووطني لبحث أزمة قطر وإعادة الأمور لنصابها، جاء كرد فعل طبيعي لممارسات أسرة تميم القمعية في قطر.

موضحاً أنه من الطبيعي أن يتحرك أبناء الأسرة القطرية من أصحاب العقول والحكماء في هذا التوقيت، بعدما رأوا تميم مصراً على قيادة قطر للهاوية، بخسرانه لأكبر دول في المنطقة مثل السعودية والإمارات ومصر، فضلاً عن ممارساته الداعمة للإرهاب.

وتابع الكومي قائلاً في تصريحات خاصة لـ «البيان»: إن أصحاب العقول والحكماء في قطر تنبهوا لذلك في الوقت الراهن، بعد عزل دولة قطر خارجياً ووصفها من قبل دول كبرى بأنها دولة داعمة للإرهاب، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية الداخلية الناجمة عن إصرار نظام الدوحة على إنهاء علاقته بالدول الشقيقة في المنطقة، لذلك فإن تحركهم الآن طبيعي وكان متوقعاً.

وأكد عضو البرلمان المصري أن هذا الاجتماع الذي دعا إليه الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني وما سيتبعه من تداعيات بمثابة إنذار نهائي بالطرد لنظام تميم، فإما العدول عن ممارساته الداعية للإرهاب والرجوع إلى حضن العروبة، وإما ستكون هناك تغيرات خطيرة خلال الفترة القليلة القادمة ستطيح بالأسرة الحاكمة نهائياً.

وأشار الكومي إلى اشتعال الشرارة الأولى للثورة داخل الدوحة، وأنه لن يستطيع أحد منعها، موضحاً أن الشعب القطري غير راض عن ممارسات النظام الحاكم، لكنه غير قادر على التصريح بذلك جراء القمع الذي يتعرض له.

ولفت إلى أنه بالنظر في تاريخ الأنظمة القمعية على مدار التاريخ وكيفية سقوطها، سنجد معظم هذه الأنظمة القمعية انتهت بثورة الشعب عليها، متوقعاً أن تشتعل الثورة ضد نظام تميم في الداخل خلال الفترة القادمة وبالتالي سقوطه في النهاية على يد شعبه.

تحرك الشعب القطري

ويتفق عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أحمد العناني مع رأي الكومي في انتقال الأزمة للداخل القطري، وبداية شرارة الثورة ضد نظام تميم، ما سيكون له تداعيات كثيرة على أرض الواقع خلال الفترة القادمة.

وقال العناني في تصريحات خاصة لـ «البيان» إن البيان الذي أعلنه الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، يصب في مصلحة الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب «السعودية والإمارات والبحرين ومصر».

ولم يستبعد العناني في هذا السياق وجود تحرك من بعض الشعب القطري وإمكانية طرح بديل لتميم، خاصة وأن الأسرة الحاكمة في الدوحة منقسمة في الرأي حول بقاء تميم من عدمه، مدللاً على ذلك بأن مؤتمر قبائل آل مرة الذي أقيم في السعودية لاقى قبولاً من بعض الأشخاص في الأسرة الحاكمة.

خطوات إيجابية

بدوره، وصف عضو الفريق القانوني الدولي لملاحقة قطر في المحاكم الدولية أحمد عبدالحفيظ بيان الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، الذي ينص على اجتماع عائلي ووطني لبحث أزمة قطر وإعادة الأمور لنصابها، بـ «الخطوة المهمة والضرورية» في عملية التوصل إلى حل للأزمة القطرية، مؤكداً أن هذا التطور المهم سيؤدى إلى نتائج إيجابية ومؤثرة في المستقبل القريب، قد تفوق ما تحقق من نتائج خلال الفترة الماضية منذ بدء الأزمة الخليجية.

وسيلة ضغط

من جهة أخرى، رأى سفير مصر في الأمم المتحدة سابقاً السفير جلال الرشيدي في تصريحات خاصة لـ «البيان» بأن الاجتماع العاجل الذي دعا إليه الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني لإنقاذ قطر له أهمية كوسيلة من الضغط الداخلي على النظام القطري، فضلاً عن وضع حكومة الدوحة في وضع حرج، في ظل انتقال الأزمة للداخل.

وعلى الرغم من الضغط الذي تمثله هذه الخطوة على النظام القطري، وما سيكون لها من أثر على تطور الأوضاع بالداخل القطري. وأعرب سفير مصر في الأمم المتحدة سابقاً عن اعتقاده بأن الأزمة ستستمر لفترة معينة، وفقاً للظروف والمتغيرات والتداعيات التي قد تفرضها تداعيات مبادرة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني على أرض الواقع، وما قد يتبعها من خطوات.

الأردن: خطوة رادعة لتميم

اعتبر الخبير في حل الأزمات، د. أيمن أبو رمان أن الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني له قبول عند الشعب القطري بالإضافة إلى الدول الخليجية ومن هنا تأتي أهمية بيانه خاصة في الوقت الذي انعقد فيه مؤتمر المعارضة القطرية في لندن وقام أمير قطر بجولة إلى أوروبا محاولاً استقطاب دول أوروبية إلى جواره. من المهم أن يتم تدارك الأمور حتى لا تتوغل قطر في دعمها للإرهاب.

يضيف أبو رمان: يحاول الشيخ عبدالله أن يلملم الأزمة خاصة أن المقاطعة تركت آثاراً سلبية كثيرة على قطر وبالذات على الحالة الاقتصادية. وفي النهاية ظهور مثل هذه الشخصية والقبول التي تحظى به من قبل أطراف عديدة ومن أهمها المعارضة القطرية سيعمل حالة من القلق بالنسبة لأمير قطر، ومن الممكن أن يعيد النظر إلى المطالب ويجلس على طاولة الحوار، فالمطلوب من قطر واضح كعين الشمس.

قلق

من جهته أكد المحلل السياسي علي نجم الدين، أن فحوى البيان واضح وهو خطوة ممتازة للسعي إلى حل الأزمة قبل أن تتفاقم أكثر. وبالنسبة لتميم آل ثاني فإن الأمر أصبح مقلقاً من عدة نواح ويجب عليه ألا يتوغل أكثر في هذا التعنت. وفي البيان دعوة لأفراد العائلة الحاكمة لوضع حد لهذه التجاوزات التي تمس قطر وتمس أمن الدول.

يردف قائلاً: «أعتقد أن أمير قطر سيعيد حساباته بعد هذا البيان خوفاً من حدوث انقلاب، ورغبة كل الأطراف في تغييره نتيجة سياساته». أيضاً من المهم أن يأخذ بعين الاعتبار أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تبدأ غداً أعمالها ومن دون شك سيتم مناقشة ملف الأزمة، ومن المقلق أن يتم إدانة قطر وفرض عقوبات عليها حتى تعيد النظر في سياستها.

فالخليج العربي منطقة حساسة ولن يسمح العالم بإحداث نزاع بها. ومن جانبه أشار الكاتب الصحفي جهاد أبو بيدر إلى أن الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني له ثقل مهم داخلي وخارجي وشخصية متوازنه وعقلانية وله الكثير من المواقف المشهود بها، فما يريده هو مصلحة قطر في نهاية الأمر خوفاً عليها من الدخول في متاهات الجماعات المتطرفة وما ينتج عنه من دمار للدولة وعلاقتها بالدول.

يعتقد أبو بيدر أن العائلة الحاكمة ستضع مصلحة قطر نصب أعينها ولن تسمح بالمزيد من الانتهاكات، البيان دقيق وتوقيته أيضاً حاسم، ولا يزال هنالك فرصة أمام تميم أن يعالج الأمور وأن يتوقف عن دعم الإرهاب، فالبيت الخليجي لطالما واجه مشكلات واستطاع حلها، في العائلة الحاكمة بالطبع يوجد حكماء وقادرون على إنهاء هذه الأزمة.

Email