إحباط المساعي الكويتية أعاد الأزمة إلى الوراء

مراقبون فلسطينيون لـ«البيان»: تنظيم الحمدين يحاول شراء الوقت

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع مراقبون ومحللون سياسيون فلسطينيون، على أن قطر تحاول شراء مزيد من الوقت، حيال أزمتها مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، بعد 100 يوم على إعلان قطع علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية معها، وتعرض الدوحة لخسائر فادحة على إثرها، مؤكدين أن ما جرى عقب التحرك الكويتي الأميركي الأخير، ما هو إلا إعادة للأزمة إلى مربعها الأول.

واعتبر أستاذ القانون الدولي بسام بحر، أن الموقف القطري الأخير، حمل الكثير من المغالطات، فتارة يؤكد استعداد قطر لتنفيذ المطالب الثلاثة عشر لدول المقاطعة، وتارة يعلن أن بعضها غير قابل للتنفيذ، وتارة أخرى يستثني منها ما يتعلق بالسيادة، لافتاً إلى أن قطر لا زالت متناقضة في مواقفها، فهي تتغنى بسيادتها، في وقت تمس فيه سيادة جيرانها في دول الخليج، والمنطقة العربية، من خلال تدخلاتها المشبوهة في الشؤون الداخلية لتلك الدول، ومحاولتها إحداث تغييرات فيها.

موقف مغاير

وأضاف بحر لـ«البيان»: «بعد إعلان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، موافقة قطر على مطالب دول المقاطعة، واستعدادها للجلوس إلى طاولة الحوار لحل الأزمة، سارعت القيادة القطرية لنفي هذه الموافقة، ولم تكتفِ بذلك، بل أصرّت على أن هذه المطالب غير قابلة للتنفيذ»!!

وتابع: «بعد أن شعر المراقبون والمهتمون بأن الأزمة باتت في طريقها إلى الحل، وسادت أجواء تفاؤلية، بأن انفراجاً قريباً سيحدث، وأن الدوحة نزلت عن شجرة العناد والمكابرة، خرجت القيادة القطرية بموقف مغاير، فأحرجت الوساطة الكويتية، وأحبطت مساعيها، وضربت بجهودها عرض الحائط، ما يؤشر بوضوح على استمرار تخبط الموقف القطري».

بدوره، أكد المحلل السياسي محمـد النوباني، أن الموقف القطري الأخير، يخفي وراءه استمراراً للمراوغة، حيال الأزمة التي أثقلت على الدوحة، مبيناً أن الموقف يكشف النوايا الحقيقية للقيادة القطرية، بأنها غير جادة في حل الأزمة، محذراً في الوقت ذاته، من فقدان أي فرصة قادمة، لأن أحداً لن يصدّق القيادة القطرية، إذا ما كانت هناك جهود ومحاولات أخرى لوسطاء محتملين، على طريق إيجاد حل للأزمة.

إحباط كل الوساطات

وأوضح النوباني لـ«البيان»: «بهذا الموقف، لم تترك قطر أي فرصة لتحقيق تقدم عبر الجهد الدبلوماسي الذي يقوده أمير الكويت، وبدلاً من أن تلتقط الفرصة بدخول الرئيس الأميركي ترامب على خط الأزمة، حالت دون تحقيق أي نتائج ولم تأتِ بجديد يُذكر، بل إن إحباطها للمساعي الكويتية، أعاد أزمتها إلى الوراء»!!

من ناحيته، اعتبر المعلّق السياسي محمـد أبو لبدة، أن الموقف القطري يكرر نفسه، فالموقف الذي أعلنه أمير الكويت، سبق وأعلنته القيادة القطرية منذ بداية الأزمة، وتساءل: «لماذا لم تنفّذ الدوحة مطالب الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب في بداية الأزمة، طالما أنها وافقت بعد مائة يوم على تنفيذها مجتمعة، طبقاً لما أعلنه أمير الكويت في بداية خطابه»؟

واعتبر أبو لبدة في حديث لـ«البيان» أن قطر حاولت اللعب بالوقت، طمعاً في موقف أميركي، يصب في مصلحتها، غير أنها تفاجأت بأن رؤية ترامب لحل الأزمة، لا تخرج عن وقف دعم قطر للمنظمات الإرهابية، فما كان من القيادة القطرية إلا خذلان جديد للوساطة القطرية، وهذه المرة أمام العالم، الأمر الذي سيجرّ قطر إلى المربع الأول للأزمة.

وختم قائلاً: «الموقف القطري الأخير، خير شاهد على المراوغة القطرية، وعدم احترامها لمبادئ الجوار، فحتى الكويت التي عانت وتضررت من قطر أكثر من غيرها، طبقاً لما ورد على لسان الأمير الكويتي، لم تحترم الدوحة وساطتها، وأحبطت مساعيها».

Email