صحف ألمانيا: قطر تدعم التطرّف وتبني منشآتها على جثث العمال

صحف ألمانية ــ أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثارت زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى برلين أمس، غضب أطراف سياسية وإعلامية وشعبية، أكدت قناعتها بتورط نظام الدوحة في دعم الإرهاب، فيما أبرزت تقارير صحافية أن حجم الاستثمارات القطرية الضخم، دفع بعدد من الدول إلى التغاضي عن دور الدوحة التخريبي ودعمها للجماعات الإرهابية في المنطقة والعالم.

وكتبت صحيفة «دير شبيغل»، تعليقاً تحت عنوان «لماذا يجب أن تأخذ ألمانيا مسافة من قطر؟»، رأت فيه أن الإمارة الخليجية الصغيرة، تعتبر من «ممولي الإرهاب»، موضحة أن دعم قطر «لا يشمل فقط حركتي حماس وطالبان، ولكن يبدو أنه حتى تنظيم داعش يمكن أن يعول على الدعم القطري».

وكانت ذات الصحيفة أكدت في التاسع من مايو الماضي، أنه، وفي سياق الجهود الحالية التي تبذلها المستشارة الاتحادية أنغيلا ميركل لتعزيز المفاوضات، من أجل التوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة مع دول الخليج، أصبحت قطر الآن موضع الاهتمام.

حيث تعتبر دولة تمول الإرهاب والتطرف في المنطقة، وقالت الصحيفة: «في عام 2014، أعلن وزير المساعدات الإنسانية الألماني جيردمولر (سو)، عن تمويل داعش في سوريا والعراق من قبل قطر، وشكك في وضعية الدوحة كمستثمر في ألمانيا، كما قال الحزب الديمقراطي الاشتراكي والخضر، إن قطر لها صلات مع تنظيم داعش، ثم ذهبت ميركل علناً على مسافة من بيان جيرد مولر، وتحدثت عن سوء فهم. بعد التشاور مع وزارة الخارجية».

عدم تطبيق القوانين

ووفق الصحيفة الألمانية، قال آدم سوبين، الخبير الأهم في تمويل الإرهاب في الخزانة الأميركية العام الماضي، أن قطر «أظهرت عدم وجود إرادة سياسية لتطبيق قوانينها على مكافحة تمويل الإرهاب».

وقالت «دير شبيغل» إن دولة قطر غير المضمونة، والتي توفر الحماية والإيديولوجية المالية والحماية للإرهابيين، تدعوها المستشارة الألمانية لمكافأتها بفرضها كشريك على قدم المساواة بقوة أكبر مما كانت عليه في الاقتصاد الأوروبي، وهذا يجب أن يتوقف أخيراً. وهناك العديد من النقاط الحساسة الأخرى التي تبين مدى إلحاح وقف قطر والتشكيك بجدية في دورها كحليف للغرب.

وقد توصل تقرير من ديفيد أندرو واينبرغ من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في ألمانيا، بعد مراجعة جميع الأدلة المتاحة، إلى استنتاج مفاده أنه "من المستحيل العثور على حالة واحدة كانت فيها قطر قد اتهمت وأدانت وسجنت شخصاً تضعه الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة على قائمة مناهضة للإرهاب".

وأظهرت أبحاثه أيضاً أن الإرهابيين، وخاصة أولئك الذين يدعمون فرع تنظيم القاعدة في سوريا (المعروف الآن باسم جبهة فتح الشام)، حيث إنهم يتمتعون "بالحصانة من الملاحقة القضائية" في قطر.

تمويل الإرهاب

وقطر ليست فقط دولة ممولة للإرهاب، وإنما هي أيضاً قبلة للعناصر المشبوهة. في عام 2015، سافر اثنان من كبار قادة طالبان من وإلى قطر للقاء أعضاء من "خمسة حركة طالبان" سيئة السمعة - السجناء المهمين من خليج غوانتانامو، الذي أرسلتهم إدارة أوباما إلى قطر، مقابل السجين الأميركي سيرجينت بوينبرغدال، وقام القطريون بالإشراف على عملية التبادل في سفارة طالبان، التي تم افتتاحها في الدوحة. وتبين الرسائل المسربة أن المسؤولين الأميركيين قلقون منذ فترة طويلة من أن حركة طالبان وغيرها، يمكن أن تستخدم قطر كمكان لجمع الأموال.

تضيف الصحيفة: ثم هناك مجموعة حماس الفلسطينية، التي تتمتع بمأوى آمن في قطر، كما تجمع المال الكافي. وكان الزعيم السابق خالد مشعل، يعمل من الدوحة لفترة طويلة. ويقال إن مفوض حماس العسكري، صالح عوروري، يقيم في الدوحة بعد مغادرته تركيا.

وفي 3 سبتمبر الجاري، أعربت ميركل، ومنافسها في الانتخابات، مارتن شولتس، خلال مناظرة تلفزيونية، عن رفضهما استضافة قطر كأس العالم لكرة القدم عام 2022.

وسأل الصحافي الذي كان يدير الحوار ميركل: «سيدة ميركل، هل تعتقدين أن تنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2022 في قطر أمر جيد؟، نعم أم لا؟». فأجابت ميركل على الفور «لا، ليس جيداً».

ونقلت الصحافية التي كانت تدير الحوار، السؤال ذاته إلى شولتس، فقال أيضاً «لا».

أما صحيفة زود دويتشه تسايتونغ، فأعربت عن حذرها إزاء أدوار قطر في عدد من الملفات في المنطقة، وكتبت تقول: إمارة قطر تدعم جماعة الإخوان في مصر، وتؤوي قيادة حركة حماس. ويشتبه في أن بعض الأثرياء قد مولوا تسليح إرهابيي تنظيم داعش، كما أن فوز قطر بتنظيم المونديال، قد تحول إلى نحس تسبب في خدش صورة البلاد، لأنه يبدو أن الإمارة، ولبناء ملاعبها، تسير على الجثث.

 

انتقادات سابقة

سبق لأمير قطر تميم بن حمد أن زار برلين في سبتمبر 2014، وقد استقبلته الصحف الألمانية آنذاك بانتقادات حادة، لدور نظامه في دعم الإرهاب، وتناقض المواقف الأوروبية بين زعمها محاربة الإرهاب وتعطشها للاستثمارات، حيث كتبت صحيفة فرانكفورته ألغيماينه تسايتونغ معلقة: العلاقات الألمانية مع الإمارة الخليجية الصغيرة، لكن الغنية قطر، تبرز أن سياسة ألمانيا الخارجية، يمكن أن تتجاوز الدعم الاقتصادي البحت، على الرغم من أن الكثيرين من المواطنين ومديري الشركات يتمنون ذلك.

فقطر، التي بفضل عطش الغرب للطاقة، تلاكم على الساحة الدولية على مستوى أكبر من وزنها، تعد في ألمانيا مستثمراً مهماً في عدد من كبريات المؤسسات الاقتصادية، كمصرف دويتشه بنك أو سيمنس. وبالمقابل، فهي تتدخل كثيراً في أزمات الشرق الأوسط، وتشارك فيها أحياناً بشكل يتضارب مع المواقف الغربية.

Email