«تنظيم الحمدين» هو المسيطر على المفاصل الأمنية والإعلامية في الدوحة

سلمان الأنصاري لـ«البيان»:الأيام المقبلة حافلة بالتطورات

سلمان الأنصاري

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد رئيس لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية –الأميركية سلمان الأنصاري، أن الازدواجية القطرية كانت ولا زالت متوقعة من قبل الجميع، وأن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب لن تقبل بأي حلول وسط أو مواقف رمادية، والكرة الآن في ملعب قطر وعليها أن تختار إما أن تكون مع عمقها الاستراتيجي والأمني أو تكون في المنظومة مع إيران والجماعات المتطرفة.

وشدد الأنصاري في تصريحات لـ«البيان»، على أن المملكة العربية السعودية تلقت الاتصال القطري وردت برقي ودبلوماسية، وقالت إنها ستتشاور مع الدول الثلاث الأخرى ثم تعلن عن التفاصيل، وفي خلال دقائق فبركت تفاصيل الاتصال الجهات الإعلامية الحكومية القطرية، بشكل يدل على أن الحكومة القطرية مازالت تستخدم نفس السياسة التي بدورها تعزز فكرة أن قطر غير قابلة للثقة.

وأضاف السياسي السعودي قائلاً: «مشكلتنا مع قطر هي أزمة ثقة حقيقية»، مشيراً إلى مسألة توقيع اتفاقية العام 2013 بعدما استلم تميم بن حمد الحكم بخمسة أشهر ثم الاتفاقية التكميلية في العام 2014 من هذا الوقت وقبله أيضاً لم تلتزم قطر بالنظام الدولي ومسائل عدم التدخل في شؤون دول الجوار.

وأشار إلى أن قطر حرضت على قتل الأبرياء من خلال آلتها الإعلامية ومن خلال تنظيم الإخوان ومرشدهم الروحي في الدوحة المدعو يوسف القرضاوي، وتسببت في إحداث شرخ في المنطقة، وتخابرت مع الحوثي لاستهداف جنود إماراتيين وسعوديين في اليمن، وهذا كله مثبت، والخافي أعظم -حسب تعبير الأنصاري- وأيضاً دعمت الدوحة جماعات مسلحة في ليبيا، مثل فجر ليبيا وغيرها من الجماعات المسلحة، وكذلك جماعات مسلحة وجماعات إرهابية في سوريا مثل جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) التابعة للقاعدة.

أيادٍ ملطخة بالدماء

واستطرد المحلل السياسي السعودي أن «الأيادي القطرية ملطخة بالدماء، ورغبتهم في الحوار أعتقد بأنها ستتلاشى أمام أعين الدول الأخرى حتى تقوم قطر بتطبيق حرفي للمطالب الثلاثة عشر، ثم أعتقد أنه سيكون هنالك حوار أو أن تقوم قطر بتصحيح موقفها الداخلي ودولتها العميقة، وأن يكون تميم شجاعاً بما فيه الكفاية لكي يخرج تنظيم الحمدين من المنظومة والنسيج السياسي القطري بشكل كامل».

وأكد أن تنظيم الحمدين ليس لديه مناصب رسمية واضحة، لكن من خلال الاستدلال والنظر لما يحدث في قطر، فإن تنظيم الحمدين لا زال هو المسيطر على المفاصل الأمنية والإعلامية في الدوحة، كما أن مسألة أنهم دائماً ما يصرحون بأمور ثم يدّعون أنها اخترقت وما إلى ذلك، فأعتقد أن قطر كلها على بعضها مخترقة من قبل تنظيم الإخوان وتيارات معادية للعمق الاستراتيجي والأمني الوحيد لقطر وهو دول الخليج والعالم العربي.

«القمة الكويتية الأميركية لم تكتمل أكثر من 25 دقيقة بعدها حتى خرج وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وقدم صفعة لكافة الجهود التي تقوم بها دولة الكويت، وذلك من خلال إنكاره لما ذكره أمير الكويت، وهذا كان صدمة ليس فقط للكويتيين، ولكن لكل من كان يأمل في أن يكون هنالك حل للأزمة»، بحسب وصف رئيس لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية -الأميركية.

وتابع المحلل السياسي السعودي في معرض تصريحاته لـ«البيان» قائلاً: أعتقد أن قطر ستستمر في غيها حتى يتم ترتيب البيت القطري من الداخل، وحتى تكون هنالك شجاعة سياسية حقيقية من قبل النظام الحالي في قطر، لكي يطرد وينحي كل من يتحكم في مفاصل الدولة ويعمل على سياسات تخريبية تحاول أن تثير الشعوب ضد الحكام وتحاول التدخل في شؤون الدول العربية وتحاول أن تحرض على الإرهاب وتدعو للكراهية.

مع أو ضد

إن كل يوم يمر ليس في مصلحة الدوحة، كما أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لن تقبل بالحلول الوسط.

ونحن الآن نتحدث عن هذه المسألة يجب أن ننظر إلى قمة الرياض التي كانت واضحة وكانت لا تقبل اللون الرمادي، وإما أن تكون قطر ضد الإرهاب أو مع الإرهاب، وفق تأكيدات الأنصاري الذي شدد على أن الكرة الآن في ملعب قطر، وعليها أن تقرر إما أن تكون في المنظومة مع الجماعات المتطرفة والحكومة الإيرانية المتطرفة وجماعة الإخوان المتطرفة، وإما أن تكون مع عمقها الخليجي والعربي والإسلامي وتكون فاعلة في التنمية والسلام والأمان وليس في التخريب والفكر الثورجي الإخواني.

وأفاد رئيس لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية -الأميركية، بأن الأيام المقبلة ستكون حافلة بالتحركات في الداخل القطري، مردفاً: «صحيح أن الكثير من الصعب أن يتم التكهن به في ما يتعلق بما سيحدث، ولكن الجميع يعلم أن الشعب القطري وهو الشعب الأصيل الخليجي العربي، لا يقبل بأن تكون حكومته بهذا التهور وهذه الرعونة السياسية، أعتقد أنه ستكون هنالك ضغوط في الداخل القطري وأيضاً في داخل الأسرة الحاكمة، لكي يتم تعديل الموضوع».

ولفت إلى ما يتردد بشأن إمكانية حدوث بعض التغييرات في القيادة القطرية. وقال إنه من الممكن أن يتم تنحية وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن، لإخفاقاته الشديدة وتصريحاته المسيئة لشعب قطر وللمنظومة الأمنية في المنطقة.

وأكد أن «الأيام المقبلة ستكون حافلة بالتغيرات، ولكن في نفس الوقت علينا ألا نستعجل النتائج، فالأزمة مثلما ذكر وزير خارجية السعودية عادل الجبير، من الممكن أن تستمر إلى عامين أو أكثر، والخاسر الأكبر سيكون قطر، إما أن ترجع لعمقها الاستراتيجي وإلا ستكون الخاسر الأكبر».

Email