قطر على خطا القذافي في مجلس الجامعة العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تاريخ اللقاءات العربية الكثير من العبر والدروس وكذلك الإسقاطات، ولعل ممارسات الدول تتشابه في الكثير من الممارسات حين خرج علينا مندوب قطر في الجامعة العربية يعبر عن العشق الأبدي لإيران، ويتحدث أبعد من ذلك عن الشرف الإيراني الذي دمر سوريا والعراق واليمن.

في القمة العربية التي عقدت في مصر، العام 2003، تهجم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي على الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز مستخدماً عبارات لا تعبر عن مستوى رئيس أو سياسي في مجلس عربي له قيمته وهيبته السياسية، كان مثل هذا السلوك منافياً للأخلاق السياسية والبروتوكولات العربية. وعلى الرغم من أن القذافي المعروف بخروجه عن البروتوكول، إلا أنه عاد واعتذر من الملك عبدالله في العام 2009 في قمة الدوحة.

والثلاثاء الماضي، ظهر الوجه القبيح للسياسة القطرية وتنظيم الحمدين على لسان وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، سلطان المريخي الذي اعتبر إيران دولة شريفة.

كان دفاع الوزير عن إيران الحلقة الأخيرة من مسلسل التنسيق الإيراني القطري حيال التآمر على المنطقة العربية، وعلى دول الخليج على وجه التحديد. ولعل هذا الموقف الصريح يؤكد مرة أخرى مصداقية موقف الدول الأربع بأن تنظيم الحمدين على تنسيق وتوافق تام مع إيران ضد الدول الخليجية.

هذا السلوك القطري في مجلس الجامعة العربية محاولة «قذافية» لتحويل المجلس الذي طالما كان مكان هموم العرب، إلى ساحة للمناكفات السياسية وهذا بكل تأكيد هدف قطري استراتيجي للنيل من هذا المجلس، ولعل الإعلام القطري هاجم في أكثر من مرة هذا المجلس، إضافة إلى مجلس التعاون الخليجي، ليكون اللعب القطري بالدول العربية عالمكشوف ودون حسيب أو رقيب.

واعتبر كتاب سعوديون أن قطر فشلت في تحويل مجلس الجامعة العربية إلى ساحة مراشقات، من خلال الرد الحاسم من المندوب السعودي أحمد قطان وتبعه وزير الخارجية المصري سامح شكري. وأشارت الصحف السعودية إلى أن قطر كانت تحاول أن تفتعل أزمة داخل مجلس الجامعة العربية، إلا أنها فشلت في ذلك من خلال حالة الاستياء داخل أروقة الجامعة من الأسلوب الرخيص للمندوب القطري.

وقال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم ناظر، إن هذا الأسلوب الرخيص يعكس تدني مستوى الدبلوماسية القطرية في الجامعة العربية، والتي يفترض أن تكون مكاناً لمناقشة القضايا العربية الاستراتيجية. وأضاف أن قطر أرادت تشويه صورة الجامعة العربية على طريقة القذافي الذي اتخذ من منبر الجامعة مكاناً للاستهانة بالجامعة العربية.

Email