رأوا أنه يبلور لوجود معارضة قوية قادرة على التأثير

خبراء لـ«البيان»: المؤتمر جولة لتخليص الشعب القطري من أنياب الإرهاب

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت المعارضة القطرية عن نفسها بشكل واضح يوم أمس، وذلك خلال مؤتمر «قطر في منظور الأمن والاستقرار الدولي» الذي انعقد في العاصمة البريطانية لندن بمشاركات عربية وأجنبية واسعة، وهو المؤتمر الذي تم خلاله الكشف عن الممارسات العدائية للنظام القطري إزاء دول المنطقة ودعمه وتمويله للعناصر والكيانات الإرهابية في المنطقة والعالم، بما يؤكد الموقف القوي للدول الداعية لمكافحة الإرهاب ضد النظام القطري، وبما يعزز كافة الجهود الرامية لتعديل دفة سياسات الدوحة واستعادتها من أنياب الإرهاب.

وأكد الأكاديمي المصري البارز أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأميركية بالقاهرة د. سعد الدين إبراهيم، أن الطريق إلى تغيير سياسات النظام القطري لن يكون مفروشاً بالورود. ووصف مؤتمر المعارضة القطرية في لندن بأنه عملية شأنها شأن ما يسمى بعملية الاستنزاف، يتم من خلالها استنزاف النظام القطري، وتعدد تلك المؤتمرات وتواليها يؤدي بالنظام في النهاية لتعديل جوهري لنفسه وسياساته المتبعة أو السقوط.
وتابع لـ «البيان» قائلاً إن «المؤتمر يعتبر خطوة مهمة، لأنه لم يسبق له مثيل في نقد النظام القطري على هذا النحو الواسع وعلى صعيد دولي، كما أنه كون المعارضة تتفق مع بعضها البعض وتجتمع في لندن وهي عاصمة دولية يعمل فيها الإعلام على نطاق واسع، فإن ذلك كله مؤشرات وعوامل ضغط إيجابية، لابد وأن تقلق النظام القطري بصورة كبيرة وتجعله يفكر أكثر من مرة في سياساته».


وأشارت مداخلات وكلمات بعض المشاركين من الدبلوماسيين الأجانب في المؤتمر إلى دور قطر في زعزعة استقرار المنطقة ومحاولة شق الصف الخليجي، ذلك أن الدوحة تلعب دوراً تدميرياً من خلال دعم وتمويل الإرهاب في المنطقة، وهو ما يفرز تأثيرات سلبية مباشرة على أوروبا بشكل خاص التي تعاني بعض دولها من عمليات إرهابية يظل اسم قطر حاضراً في قائمة المتهمين فيها.

عصر جديد

ويعتبر مؤتمر المعارضة القطرية في لندن بمثابة «بداية لعصر جديد في قطر» وسقوط لآلة الطغيان والتسلط، وذلك بحسب وصف رئيس وفد الدبلوماسية الشعبية العربية المستشار أحمد الفضالي، والذي استطرد قائلاً: «إن المعارضة القطرية خرجت أمس بشكل عملي لأول مرة بحيث يكون لها رأي، ويحددوا مطالبهم، ولاتخاذ إجراءات تحفظ بلادهم وثرواتهم، بما يصب في صالح الشعب القطري وفي صالح حفظ ثرواته وهويته، ضد قادة الإرهاب الذين قادوا الدوحة إلى الكره والبغض ممن حولها انطلاقاً من الممارسات العدائية التي تنتهجها».

وأردف لـ «البيان» قائلاً إن «المؤتمر سيؤثر تأثيراً جدياً وفاعلاً في مسار القضية، فالمعارضة أدرى بأخطاء النظام، وأعتقد أن الشعب القطري سوف يلتف حولها»، مشدداً على أنه لكي تصبح الدوحة دولة سلمية وتعود للصف العربي عليها أن تغير هؤلاء القادة الداعمين للإرهاب وأن تدعم قياداتها الوطنية. ووصف المؤتمر بأنه جولة لاستعادة قطر من أنياب الإرهاب.

ملاحقة قانونية

إلى ذلك، أفاد نائب رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، عضو الفريق القانوني لملاحقة قطر في المحاكم الدولية، أحمد عبدالحفيظ، بأن أي معارضة للسياسات القطرية تدعم أي جهد سياسي ضد سلطات الدوحة وبالتالي تدعم أي جهد قانوني بالضروري مثل جهود الفريق القانوني الدولي الهادف لملاحقة رؤوس النظام القطري في المحاكم الدولية، كما أن المؤتمر يعطي رسالة بأن السياسات القطرية الرسمية ليست منسجمة مع كامل تطلعات الشعب ولا مع كامل رغبات النخبة السياسية.

وشدد لـ«البيان» على أن المعارضة عمل مطلوب ومؤثر، ويشجع كل جهد في معارضة ومواجهة هذه السياسات وكل من يضار منها سواء الدول أو الجماعات، كما أن ذلك المؤتمر يعطي مصداقية لوجهة نظر الدول التي تتخذ مواقف قوية ضد قطر، ويلفت الأنظار إلى سياسات الدوحة العدائية ويؤكد تضرر العمق القطري الممثل بالشعب من تلك السياسات أيضاً.

أوجه إيجابية

ومن بين أهم وأبرز الأوجه الإيجابية للمؤتمر هو أنه قدّم للإعلام الغربي الصورة الحقيقية المغايرة لما تسعى السلطات القطرية للترويج له من أكاذيب وادّعاءات، وكشف حقيقة ما يحدث داخل قطر وتضرر الشعب القطري من ممارسات السلطات، كما استعرض السياسات التي اتبعتها السلطات القطرية في المنطقة.

وفي هذا الصدد، أشار أستاذ القانون الدولي بالقاهرة د. إبراهيم أحمد، إلى أن هذا المؤتمر يؤكد موقف الدول الأربع، وقد كان لانعقاده في لندن ميزة توضح حقيقة الوضع في الأزمة الراهنة للدول الغربية عموماً وبريطانيا والولايات المتحدة على وجه الخصوص، بحيث تكون الصورة أكثر وضوحاً لمختلف الدول الغربية.

ووصف المؤتمر بـ«المهم» وأنه يشكل فرصة لتسليط الضوء على الأزمة في الإعلام الغربي.
من جهة اخرى، قال رئيس وفد الدبلوماسية الشعبية العربية، أحمد الفضالي، في اتصال مع «البيان»، أثناء وجوده في ألمانيا، إنه تم تقديم بلاغ للمدعي العام في برلين، لتوقيف حاكم قطر تميم بن حمد، واتخاذ الإجراءات القضائية ضده بتهمة قتل الأبرياء، والإسهام في شيوع الإرهاب وانتشاره، مشدداً على أن تلك المذكرة تم تقديمها من خلال منظمة ألمانية وعدد من الألمان ووفد الدبلوماسية العربية، من أجل الإضاءة على رفض الألمان زيارة تميم.

الشارع الأردني

في عمان، يجمع محللون أردنيون أن بزوغ نجم معارضة قطرية حقيقية سيحول الأزمة الخليجية إلى سياقات داخلية قطرية.

وترى عضو مجلس النواب الأردني، منال الضمور، أن أهمية هذه المؤتمر تنبع من ثقل المشاركين به والحاضنة السياسية لهذا المؤتمر، وإذا تم تبني قرارات هذا المؤتمر من قبل الدول ذات التأثير السياسي سواء الغربية أم العربية وكان لهذه القرارات الصدى في الشارع القطري، فمن الطبيعي أن تؤخذ قراراته بعين الاعتبار لعلها تسهم في انفراج الأزمة.


وتعتقد الضمور أن المسؤولين القطريين سيأخذون الأمر على محمل الجد مع أنها لم تستبعد احتمال استمرار النظام القطري في سياسة الهروب للأمام. وقالت أنه «بالنسبة لعلاقة قطر بما يسمى الإسلام السياسي فهذه العلاقة هي السبب الرئيسي للأزمة وانفراجها يعني نهاية هذه العلاقة». واعتبرت أن علاقة قطر وإيران أصبحت علنية، بعد أن كانت في الخفاء، وتستخدم كورقة ضغط على دول الإقليم.

من جهته، بيّن عضو مجلس النواب، علي الخلايلة، أهمية تركيز مؤتمر لندن على آلية إيجاد حل للأزمة، معتبراً أن المصالح مشتركة بين الدول ومن الأفضل ألا تتعقد الأمور أكثر. وأكد أن ظهور المعارضة سيحفز الأطراف جميعها على إنهاء الخلاف وعودة العلاقات إلى طبيعتها.

معارضة قوية

أكد الخبير الاستراتيجي الأردني د. عامر السبايلة أن مؤتمر لندن كشف عن وجود معارضة قوية للنظام القطري تعبر عن فحوى أفكارها في عواصم القرار الدولية، وتتحدث عن شرعية الحكم في قطر وهو أمر لم يكن مطروحاً في السابق. وقال إن قدرة هذه المعارضة على الإقناع والتعبير عن قضيتها يفتح الطريق أمامها على الساحة السياسية. وأضاف أن عمل المعارضة تأتي أهميته من كونه يؤسس لشرعية تبديل الحكم.

Email