علاقات علنية وأدوار سرية والرابط تهديد العواصم العربية

حمد بن خليفة وشيمون بيريز في الدوحة | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الوزير المفوض بسفارة إسرائيل في العاصمة الفرنسية باريس، سامي ريفيل، أن قطر دخلت من باب القواعد العسكرية الأميركية لتقيم إحدى أقوى العلاقات الإسرائيلية مع دولة عربية حيث انبرى حكام قطر باتجاه علاقة مفتوحة مع إسرائيل على كل المستويات من الاقتصاد إلى الأمن فالأدوار السرية كاشفاً أن التوترات التي شهدتها العلاقات المصرية القطرية ترجع إلى الضغوط التي مارستها مصر على قطر لكبح جماح علاقاتها المتسارعة باتجاه الكيان الإسرائيلي، ويستشهد ريفيل بالتصريح الأول الذي أدلى به الأمير القطري السابق حمد بن خليفة لقناة «إم بي سي»، بعد ثلاثة أشهر فقط من توليه الحكم، ويقول فيه: «هناك خطة لمشروع غاز بين قطر وإسرائيل والأردن يجري تنفيذها».

وطالب الأمير بإلغاء الحصار الاقتصادي المفروض من جانب العرب على تل أبيب. ومن مدخل القواعد العسكرية الأميركية والانفتاح الاقتصادي على إسرائيل بدأت العلاقة، وفتح ملف إحدى أقوى علاقات الصداقة الإسرائيلية القطرية لتهديد العواصم العربية.

ويصف سامي ريفيل زيارة شيمون بيريز إلى قطر في 1 أبريل 1996 قائلاً «لم يغفل القطريون أية ترتيبات معتادة في زيارات قادة الدول.. فمع هبوط طائرة رئيس وزراء إسرائيل حظي باستقبال رسمي بما في ذلك العرض العسكري في مطار الدوحة الدولي وعزف السلام الوطني ورفع علم الدولتين وما زلت أذكر والكلام لريفيل مشاعر الانفعال الكبير الذي سيطر على الوفد الإسرائيلي لرؤيته فرقة الموسيقى العسكرية القطرية تعزف السلام الوطني الإسرائيلي بينما يرفرف في الخلفية علم إسرائيل بلونيه الأبيض والأزرق إلى جانب العلم القطري».

صفقات

وقد ارتكزت المرحلة الأولى من نشأة العلاقات الإسرائيلية مع قطر على صفقة الغاز الطبيعي التي اكتسبت دفعة إضافية في الشهور التالية لحفل التوقيع الذي أقيم خلال انعقاد مؤتمر القمة الاقتصادية لدول الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا في العاصمة الأردنية عمّان في أكتوبر 1995 ووقعت فيه إسرائيل على مذكرة تفاهم لشراء الغاز الطبيعي من حقل الشمال الذي يقع في مواجهة شواطئ «رأس لفان».. وقد استمرت المفاوضات الخاصة بالصفقة بعد ذلك في اللقاءات التي أجراها وزيرا خارجية إسرائيل وقطر ولأن الجانبين أبديا اهتماماً كبيراً بتعميق البحث في كل أبعاد الصفقة فقد أجريت مشاورات مكثفة على مستوى الخبراء.

بداية

ويرى الخبير الاستراتيجي المصري والمتخصص في الشؤون الإسرائيلية اللواء نبيل صادق أن «علاقات دولة قطر مع إسرائيل بدأت بعد مؤتمر مدريد وكان أول لقاء قطري/‏‏‏ إسرائيلي علنياً وتم مع شيمون بيريز الذي افتتح المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة 1996، والذي أخبره بأنه كانت له لقاءات سابقة مع عرب ولكنها غير معلنة، وأن كل اللقاءات القطرية الإسرائيلية كانت معلنة، كما أن علاقات قطر مع إسرائيل ساعدت على حل قضايا كثيرة وتهدئة أوضاع معينة يعرفها الفلسطينيون والإسرائيليون» وأضاف «أن هذه العلاقات تستهدف التهدئة ونقل رسالة لإسرائيل مفادها أن المشكلة معها تتمثل في الحقوق العربية وأنه متى عادت هذه الحقوق حسب القرارات الدولية فليس هناك مشكلة، كـــــما استهدفت العلاقة وقتها ترشيح قطر لعضوية غير دائمة في مجــــلس الأمن كان مقرراً منذ 1993».

Email