الطائرات القطرية أوصلت السلاح إلى الميليشيات الإرهابية

قطر تترك بصمة الدم على الشارع الليبي

دمار هائل لحق بالمدن الليبية جراء الدعم القطري للميليشيات ـــ أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

سلّط خبراء ومحللون الضوء على الدور القطري الخبيث والمشبوه في زعزعة الاستقرار في ليبيا، وجرّ البلاد إلى الفوضى عبر دعم الجماعات المتطرفة بالسلاح والعتاد، فضلاً عن احتضانها لإرهابيين بارزين، أطلقت أيديهم، وفتحت أمامهم حرية الحركة والتنقّل، إضافة إلى تدريب وتجهيز العناصر الإرهابية، لتأجيج الصراع في بلد تصارعت على ثراه عدّة قوى أسهمت في إعادته عشرات السنوات إلى الوراء، ناهبة خيراته الطبيعية، ومتخذّة منه مسرحاً للعبث باستقراره وباستقرار البلاد المجاورة الأخرى.

وأكد العميد أحمد المسماري في مداخلة مع برنامج «الإرهاب.. حقائق وشواهد» على قناة الشارقة الفضائية، أن الدور الذي تلعبه قطر في ليبيا يعد مثالاً صارخاً للتخريب، موضحاً أن الدوحة عمدت إلى تدمير كافة مناحي الحياة في ليبيا، من خلال جملة من الخطط والبرامج التخريبية، التي بدأت منذ عهد الرئيس السابق معمّر القذّافي، وشملت عدة قضايا مثل حادثة لوكربي عام 1988، وإسهامها في قيادة المصالحة بين جماعة الإخوان وسيف الإسلام القذافي، حيث حرصت قطر على إخراجهم من السجون، بعد تلك الاتفاقية، لتبدأ حالة من الهرج والمرج السياسي الذي تحوّل فيما بعد إلى فوضى.

وأوضح المسماري أن الدوحة سعت إلى قلب الطاولة على رؤوس السياسيين الليبيين، من خلال إيقاف الطموحات الشعبية التي سعت إلى الوصول لحياة سياسة مستقرة بعد سقوط النظام السابق، ومضيها في تأسيس قاعدة إرهابية في البلاد تخوّلها التحكّم بمصير الدولة، ونهب خيراتها ومقدراتها، وصولاً إلى تكديس الأسلحة في مخازن الجماعات المشبوهة، مشيراً إلى أن الطائرات العسكرية والمدنية التي انطلقت من مطارات قطر وصبّت حمولتها في ليبيا، كانت محمّلة بالذخائر والأسلحة، وذهبت بشكل مباشر إلى الجماعات الإرهابية لا للجيش الوطني الليبي.

واتهم المسماري نظام الدوحة بقيامه بسلسلة اغتيالات سياسية في ليبيا قائلاً: «نتّهم النظام القطري بجميع عمليات الاغتيال التي تعرّضت لها رموز عسكرية ليبية، من بينها اغتيال رئيس الأركان السابق اللواء عبد الفتاح يونس ورفاقه»، موضحاً أن قطر المستفيد الأكبر من إزاحة الشخصيات الوطنية من طريقها، ولها دور واضح في هذه الاغتيالات إلى جانب اختطاف وإخفاء ومحاربة رموز عسكرية وسياسية وطنية.

البحث عن دور

من جانبه، أشار العميد المتقاعد موسى القلاب، إلى أن هنالك عدّة عوامل دفعت نظام الدوحة إلى سلوك طريق تخريبي وتدميري ليس في ليبيا وحسب، بل في الإقليم بأكمله، لافتاً إلى أن قطر تبحث عن دور محوريّ أكبر من حجمها، ليكون لها تأثير على السياسة في المنطقة، مضيفاً أن الدولة القطرية فشلت في عدة محاور أساسية في الحياة، كونها لم تستطع أن تقدّم أي مشروع ثقافيّ إنسانيّ نهضويّ، يمكن لنا أن نشبهه بالمشروع الكويتي أو الإماراتي، كنماذج رائدة على صعيد الثقافة والتنمية البشرية.

وأضاف القلاب: «استغلّت قطر المظلة الدولية شبه القانونية التي مضت باتجاه محاولات عديدة لإسقاط نظام معمّر القذافي بغية بناء ديمقراطية في البلاد، ومن خلال هذه المظلة تسللت إلى داخل ليبيا، واستغلت مقدراتها ونهبتها، وتعمّدت خلخلة الاستقرار، وعاثت فساداً، وأسهمت في وضع البلاد على خطّ الحروب»، مشيراً إلى أن نظام الدوحة سرق أرشيف مخابرات القذّافي بالكامل، ووظّفه في برنامج يخدم أجندة تحالفه السياسي مع جماعة الإخوان المسلمين، وعلاقاته المشبوهة مع تنظيم «داعش» الإرهابي، وبعض الشخصيات الموالية للإرهاب، بهدف بسط أذرعها على مفاصل الدولة الليبية.

وأكد القلاب أن نظام الدوحة أسهم في تدمير حلم الشعب الليبي وأخذه بعيداً، حيث انتهجت قطر هذا الطريق لاعتبارات وارتباطات سياسية إقليمية خبيثة، تتوافق جميعها مع التوجهات الإيرانية.

Email