«تحقيق الكاش» يفضح أسرار أحمد أحمد

رئيس «كاف» على قائمة الرشاوى القطرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تكشفت حقائق جديدة حول مدى فساد ملف 2022 لاستضافة المونديال بعد أن واصلت وسائل الإعلام الكاميرونية هجومها على رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف» المدغشقري أحمد أحمد، متهمة إياه بالحصول على رشاوى من قطر وتورطه في ملفات فساد تتعلق بكأس العالم 2022.

وجاء الهجوم الكاميروني الأخير على رئيس كاف من واقع ظهور أدلة جديدة تضاف إلى تلك التي نشرت من قبل حول مدى فساد رئيس الاتحاد الأفريقي الجديد، والذي سبق أن اتهم من قبل بتلقي رشوة من ملف 2022 عام 2011 للمساعدة في استمالة الأعضاء الأفارقة في الاتحاد الدولي لكرة القدم لصالح ملف الفساد القطري على الرغم من عدم أحقيته بالحصول على شرف استضافة المونديال أو حتى مجرد المنافسة على نيل هذا الشرف.

وذكر موقع «كاميرون ويب»، أحد أهم المواقع الكاميرونية وأكثرها مصداقية أن أحمد أحمد تلقى رشاوى من القطري محمد بن همام في العاصمة الفرنسية باريس، من أجل دعم قطر لاستضافة كأس العالم في 2022، خلال الفترة التي كان يعمل فيها عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي، وعلى الرغم من عدم عضويته في مكتب «فيفا» التنفيذي حينها إلا أنه كان بمثابة الواجهة التي تتلقى الأموال عن ممثلي كاف في الاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث كانت الرشاوى القطرية تمر عبره، بحيث يتولى تسليمها إلى أصحاب الأصوات في اختيار البلد المنظم لمونديال 2022، بعد أن يتسلم المبلغ من وسيط الفساد للقطري محمد بن همام، الذي عوقب بالإيقاف الرياضي مدى الحياة بعد أن ثبت تقديمه لرشاوى لأعضاء الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم، عندما كان يحاول شراء منصب رئيس «فيفا»، معتقداً أن الأمور ستمضي من غير أن تكشف بعد أن نجح في قيادة ملف الفساد لشراء الأصوات من أجل تنظيم مونديال 2022.

«تحقيق الكاش»

وأضاف الموقع أن محمد بن همام اشترى ضمير رئيس «الكاف» الحالي، الذي تكتم على الرشوة، حتى كشفتها للعلن الإعلامية الإنجليزية هايدي بليك، العاملة في «صنداي تايمز» الإنجليزية، في تقرير حمل عنوان «تحقيق الكاش».

ووفق التقرير، فإن بن همام استغل منصبه في 2010 بصفته نائباً لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، وعمل على إنجاح حملة ترشح قطر لاستضافة مونديال 2022 ودفع من أجل ذلك أموالاً بشكل سري لمسؤولين كرويين خصوصا في أفريقيا، مشيرا إلى أن التحويلات المالية ارتبطت بشكل واضح بالقطري بن همام الذي قام بدفع كامل المصاريف السياحية لهؤلاء المسؤولين.

وكانت تلك الرحلات السياحية المزعومة بمثابة الغطاء عن تلقي الرشاوى، حيث يتولى محمد بن همام دفع كل نفقات الأعضاء الأفارقة المعنيين، وكشفت مصادر إنجليزية حينها أن الرشاوى كانت تتم عن طريق منح العضو المعني بطاقة خاصة من محمد بن همام تمكنه من الشراء من أكبر محلات المجوهرات والإقامة في أفخم الفنادق، على أن يتولى محمد بن همام مسؤولية دفع هذه النفقات.

وكشفت تقارير قبيل انتخابات فيفا، أن هذه المجوهرات كانت تعاد سريعا إلى المحال التجارية من قبل الأعضاء الأفارقة الذين كانوا يطالبون بالمقابل المالي لقيمة هذه المجوهرات.

وأبرز الموقع الكاميروني أن الصحافية البريطانية هايدي بليك التقت رئيس اتحاد ناميبيا السابق جون موينيو، وسألته عن سبب طلبه الأموال من بن همام، لتتوجه بعدها إلى أحمد أحمد، الذي كان يشغل منصب رئيس اتحاد مدغشقر لكرة القدم، غير أن المدغشقري نفى تسلمه الرشوة من القطري وادعى أنه فقد الذاكرة فسارعت هايدي لسؤاله «لكنني قرأت رسالة من بريدك الإلكتروني التي كتبتها بنفسك حول المال الذي سوف تتسلمه من بن همام في العاصمة باريس»، فرد عليها قائلاً «هذا ليس أنا»، قبل أن تفاجئه الصحافية بصورة تجمعه مع بن همام، وقالت له «من هذا الذي في الصورة ألست أنت وكنت حينها رئيس اتحاد مدغشقر؟» يذكر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» أصدر في يوليو 2011 حكما يقضي بتوقيف القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مدى الحياة عن أي نشاط رياضي بتهمة تقديم رشاوى قبل الانتخابات لمنصب رئيس الفيفا التي جرت في يونيو 2011 وكان مرشحا فيها ضد جوزيف بلاتر.

واندلعت القضية نهاية مايو من العام ذاته بعد اتهام بن همام بشراء أصوات خلال اجتماع لاتحاد الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) مطلع الشهر ذاته في ترينيداد وتوباغو عبر ظروف يحتوي كل منها على مبلغ 40 ألف دولار (28 ألف يورو).

30 مليون يورو

إلى ذلك، كشفت صحيفة إسبانية النقاب عن تلقي رئيس نادي برشلونة الإسباني السابق ساندرو روسيل مبلغ 30 مليون يورو من حكومة قطر، لشراء أصوات في تصويت استضافة مونديال 2022.

ووفقا لتقرير وحدة الجرائم المالية والضريبية التابعة للشرطة الوطنية الإسبانية فإن هنالك احتمالاً لكون روسيل متورطا في تقديم رشاوى لقادة أفارقة في الفيفا يملكون حق التصويت لصالح الملف القطري.

وذكر التقرير أن الـ30 مليون يورو التي تم جمعها بين عامي 2007 و2014 دخلت حساب شركة «بونز للتسويق الرياضي»، التي تعود ملكيتها لساندرو روسيل، وتم ضبط تحويلات بين 2013 و2014 من قبل الشركة نفسها «بونز» لعدد من الدول الأفريقية التي صوت رؤساء اتحاداتها في الانتخابات لمصلحة قطر لاستضافة كأس العالم 2022.

معلومات متزايدة

وفي أغسطس الماضي أبرزت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية: أن إمكانية تجريد قطر من استضافة كأس العالم 2022 لا تزال تلوح في الأفق، مؤكدة أن هناك معلومات متزايدة تشكك في نزاهة عملية استقطاب الدوحة للأصوات التي منحتها شرف استضافة المونديال.

وأكدت الصحيفة البريطانية أن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولاس ساركوزي، دخل ضمن دائرة المدانين المحتملين في عملية التصويت بشأن حصول قطر على كأس العالم 2022، لا سيما وأن هناك تقارير تشير إلى تحقيقه استفادة مادية غير مستحقة خلال صفقة شراء صندوق الثروة السيادي القطري نادي باريس سان جيرمان الفرنسي.

Email