محللون تونسيون لـ « البيان »:

نظام الدوحة يحتضر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يؤكد محللون وخبراء تونسيون لـ«البيان» أن تنظيم الحمدين في حالة احتضار بعد أكثر من 90 يوماً على إجراءات المقاطعة التي أعلنتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في الخامس من يونيو الماضي مشددين على أن أزمة قطر الحقيقية تكمن في أن مقاليد الحكم ليست في يد أمير قطر تميم بن حمد.

وإنما تتوزع بين قوى أيديولوجية واستخباراتية أجنبية ومراكز نفوذ خارجية ترتبط بمصالح مالية واقتصادية وأمنية وعسكرية مع نظام الدوحة.

ويجمع المحللون على أن كل رهانات تنظيم الحمدين على الدعم الأجنبي قد خابت بعد أن استنفد كل محاولاته لنيل تعاطف القوى الكبرى وعواصم الغرب،.

وبعد أن تبين أن المملكة العربية السعودية تبقى القوة الأبرز سياسياً واقتصادياً في المنطقة وذات الثقل المرموق في القرار الدولي ما يؤدي تلقائياً إلى فشل أية محاولات لاختراق مواقفها وقراراتها السيادية التي تهدف من خلالها إلى حماية الأمن القومي الخليجي والعربي ومكافحة الإرهاب والتطرف.

ويرى الخبير القانوني والمحلل السياسي التونسي عبدالحميد بن مصباح أن قطر فشلت في نيل أي تعاطف دولي بعد أن ثبت للعالم بالدليل القاطع تورطها في دعم الإرهاب والتحالف مع جماعاته المنتشرة في المنطقة والعالم. وأضاف أن قطر تحولت إلى شركة تتحكم فيها رغبات المساهمين بالداخل والخارج.

وأن النظام الحالي ليس بوسعه التمرد على مراكز النفوذ التي تشارك في الحكم كالتنظيم العالمي للإخوان وتنظيم القاعدة وجماعات المرتزقة ومراكز البحوث والدراسات والوسطاء الإقليميين والدوليين والشركات متعددة الجنسيات ومنها شركات تجارة الأسلحة التي تكفلت بتوفير العتاد والذخيرة لحروب قطر في المنطقة العربية.

صفقات مشبوهة

وأبرز ابن مصباح أن النظام القطري كان يعتمد على أطراف سرعان ما باتت جزءاً من منظومة حكمه كمفتي الإرهاب يوسف القرضاوي وعزمي بشارة وقيادات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان وجناحها الشرعي المتمثل في ما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إضافة إلى العنصرين التركي والإيراني اللذين يدفعان به إلى مزيد العناد والمكابرة من أجل ابتزازه أكثر.

حيث كلما ضاقت من حوله الدائرة، استفادت طهران وأنقرة أكثر، وذات الأمر يمكن إسقاطه على بعض القوى الغربية التي تراهن على المزيد من الاستفادة من ثروة الشعب القطري عبر صفقات مشبوهة.

وأوضح المحلل السياسي حمزة كردوس أن أكثر من 3 أشهر من المقاطعة، أكدت أن تنظيم الحمدين يسعى إلى الانتحار بعد أن أتلف جميع أوراقه وأحرق من خلفه جميع مراكبه، حيث قطع عن نفسه طريق العودة، وأظهر مدى حقده على جيرانه وأشقائه الخليجيين والعرب، ومدى إمعانه في التآمر على الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.

وتحالفه مع قوى التطرف والإرهاب وفي مقدمتها نظام الملالي في طهران، وجماعة الحوثي في اليمن، وجماعات الإخوان والقاعدة الإرهابية، والعصابات الطائفية المنتشرة في أكثر من بلد عربي.

وأبرز كردوس أن قطر تخسر في كل يوم الكثير من رصيدها المالي بعد أن خسرت رصيدها السياسي، وهي تتجه نحو السقوط النهائي من المجموعة الخليجية والعربية بعد أن اختارت الاستمرار في دورها المعادي للأمة، ووضعت كل بيضها في سلة الإسلام السياسي بجناحيه الشيعي في إيران والسني في تركيا، وهو ما يعني مواصلتها السير في طريق الخروج عن الإجماع الخليجي والعربي.

وبحسب المحلل السياسي منذر ثابت فإنه وبعد 3 أشهر من إجراءات المقاطعة المتخذة ضد تنظيم الحمدين ونظام تميم، بدأ الإرهاب يتراجع وواجه تنظيم داعش هزائم فادحة في سوريا والعراق ولبنان وسيناء، وتقلص عدد العمليات الإرهابية في مصر وليبيا وفي اليمن حيث تتجه الشرعية إلى كسب نقاط إضافية في ساحات القتال ضد الانقلابيين.

وأكد ثابت أن ثلاثة أشهر من المقاطعة، أضعفت نظام تميم والجماعات الإرهابية المرتبطة به، والتي كانت تجد لديه مختلف أشكال الدعم من التمويل والتسليح بالعتاد والذخيرة والدعم الإعلامي عبر شبكات الإرهاب الإلكتروني إلى جانب منصات الترويج للخطاب التآمري والتخويني والتحريفي والتي تنطلق أبواقها من عواصم عدة عربية وغربية.

من جهته، يشير المحلل السياسي الجمعي القاسمي إلى أن مقاطعة قطر منذ ما يقارب 100 يوم، كشفت للعالم أن لدعم الإرهاب عنواناً اسمه الدوحة.

وأن كل ما حدث منذ سبعة أعوام في المنطقة العربية من تخريب وتدمير وتقتيل وتهجير وتبديد للثروات كان من ضمن مخطط لعبت فيه قطر دور رأس الحربة من خلال ثرواتها المالية ووسائل إعلامها وأجهزتها الاستخباراتية والقوى المتحالفة معها إقليمياً ودولياً وفي مقدمتها قوى الإسلام السياسي عندما نجح تنظيم الحمدين في ربط جسور التحالف بين الإخوان والقاعدة وبقية الميليشيات المسلحة تحت غطاء الشعارات الطائفية، وهو ما ترك علامات واضحة في دول عربية عدة كالعراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر.

Email