اعتراف دولي بجهود السعودية ورسالة قوية توجهها الرياض إلى المتربصين

نجاح موسم الحج خيبة أمل كبرى لقطر وإيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتهى موسم الحج بنجاح شهد عليه العالم أجمع وتلقت على إثره القيادة السعودية التهاني من مختلف قادة وزعماء العالم،‏ ولا عزاء للمتربصين للأخطاء والباحثين عن الزلات، فقد أدى المؤمنون بمن فيهم القادمون من قطر حجهم ووفوا نذورهم وطافوا بالبيت العتيق ثم قفلوا إلى ديارهم في حين فشلت محاولة «تنظيم الحمدين» استغلال موسم الحج كبيدق في أزمتها.

وبدأ الحجاج ومنهم القطريون الذين حظوا جميعاً وعددهم 1564 حاجاً بضيافة كاملة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مغادرة الأراضي المقدسة بعد أن كانوا قد احتشدوا من كل فج عميق وفي الموعد الذي لا يتغير وفي المكان الذي لا يتبدل وفي العموميات التي لا تختلف، وخاب فأل «تنظيم الحمدين» الذي روج لمنع السعودية القطريين من الحج، وطالب بتدويل إدارة الحرمين المكي والنبوي في حماقة سياسية سبقه فيها النظام الإيراني.

كان مستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمير خالد الفيصل، أعلن نجاح موسم حج هذا العام الذي جمع الحجاج من كل أنحاء العالم ومنهم القطريون بعيداً عن الخلافات السياسية، واصفاً إياه بالاستثنائي في كل الأمور بداية من الطرق التي اتخذت في الخدمة والإدارة وتنفيذ الأوامر والتعليمات، وقال: «إن هذه البلاد مفتوحة لجميع المسلمين، ولا نمنع الإيرانيين ولا غيرهم».

وتصدر هاشتاق «نجاح موسم الحج»، موقع التغريدات القصيرة «تويتر»، خلال الأيام الأخيرة، حيث تفاعل مستخدمو الموقع مع الهاشتاق بشكل كبير، بنشر العديد من الصور والفيديوهات، التي تبرز الدور الخدمي الذي قام به أفراد الشرطة والجيش السعودي لخدمة الحجاج ومساعدتهم.

رسالة قوية

وأجمع خبراء ومحللون سعوديون في تصريحاتهم لـ«البيان» نجاح السعودية في تنظيم موسم الحج رغم التحديات الإقليمية والدولية يبعث برسالة إلى القوى الشريرة في العالم العربي والإسلامي، وفي مقدمهم قطر وإيران، ودعوتها الشيطانية لتدويله، التي لم تنل من عزم المملكة العربية السعودية ولا من إرادة خادم الحرمين الشريفين، في تقديم أفضل الخدمات للحجيج، وتقديم الاستضافة الكاملة لحجاج قطر في أول سابقة من نوعها تتكفل فيها القيادة السعودية بنفقات حجاج دولة بأكملها.

وقال د. خبير الدراسات الأمنية والاستراتيجية عبدالله بن عبدالعزيز القرشي: إن السعودية نجحت مرة أخرى في إحباط محاولة تسييس الحج التي جاءت هذه السنة من النظام القطري الذي يعلم أن من سبقه في هذه الدعوة قد فشل، ومع ذلك أصر على استنساخ السياسة الإيرانية في التعامل مع السعودية سواء في موضوع الحج أو الدعوى لتدويل المقدسات الإسلامية.

وأضاف القريشي: إن نجاح موسم الحج هذا العام فضح ما روّجت له قطر حول السعودية بوضع عراقيل أمام الحجاج القطريين أو تقليل أعدادهم، حيث بلغ عدد حجاج قطر هذا العام 1546 حاجاً، مقارنة بـ1210 حجاج العام الماضي أي بزيادة قدرها 336 حاجاً، وهي بمثابة تكذيب صرح به مسؤول قطري زعم أن عدد الحجاج القطريين هذا العام لا يتجاوز 40-60 حاجاً.

ومن جهته، اعتبر الباحث والمحلل السياسي عوض فرحان الحوطي أن السعودية بحسن تنظيمها وإدارتها لحشود من مختلف الجنسيات في العالم ومختلف المذاهب والمواقف السياسية والفكرية أخرست التكهنات والآراء التي راهنت على مشاكل جمة لن يخلو منها الحج هذا العام. وقال الحوطي: إن النظام القطري زعم وروج كذباً أن السعودية توظف الحج سياسياً في خلافها معها رغم أن العالم أجمع أدرك لاحقاً أنها هي من منع القطريين من التسجيل في برنامج الحج والقدوم إلى المملكة، ثم ادعت قطر أنها لن تستطيع نقل حجاجها إلى الأراضي المقدسة بحجة أن المجال الجوي مغلق أمام الخطوط القطرية رغم أنها قادرة على إيصال حجاجها على خطوط أخرى.

وأضاف الحوطي: إن النظام القطري لو لم يكن يريد إقحام الحج في خلافاته السياسية مع السعودية لما تذرعت بمنع خطوطها الجوية إذ إن لها شراكات مع خطوط عالمية مسموح لها باستخدام المجال الجوي السعودي، إضافة إلى أنها قادرة على تدبير وصول العدد القليل لحجاجها على طائرات مستأجرة لن تكلفها جزءاً يسيراً من المال الذي تصرفه على منبر إعلامي يبث السموم أو المبالغ التي تضعها في حسابات المرتزقة الذين يعملون لحسابها.

أكبر حماقة

أما أستاذ العلاقات الدولية بجامعة المجمعة د. حسن بن صالح عسيري، فأكد أن دلالات نجاح موسم الحج خلال هذا العام تؤكد فشل كافة محاولات ودعاوى تدويل إدارة الحرمين الشريفين التي خرجت خلال الأيام الأخيرة من النظام القطري للنيل من المملكة، مشيراً إلى أن هذه أول مرة في التاريخ تصدر فيها مثل هذه الدعاوى من دولة عربية شقيقة، ما شكل صدمة للشعبين السعودي والقطري وبقية شعوب الخليج العربي والشعوب العربية بأكملها، وهذا يعتبر أكبر حماقة ورعونة سياسية يرتكبها تنظيم الحمدين.

وقال عسيري: إن الحجاج أدوا مناسكهم وبدؤوا في مغادرة الأراضي المقدسة عائدين إلى ديارهم وربما لا يعلمون حجم الإمكانات التي سخرتها المملكة لخدمتهم، ومنها تخصيص نحو 300 ألف مدني وعسكري لخدمتهم في موسم الحج منذ وصولهم وحتى سفرهم، منهم 30 ألف طبيب ومساعد طبيب، وتخصيص 17 مستشفى لرعاية المرضى من الحجاج وتجهيز 550 غرفة (إنعاش) لإجراء العمليات الطارئة والرعاية الطبية الخاصة، مسخرة فقط لخدمة حجاج بيت الله مجهزة بكامل الاستعدادات.

نظام متهالك

ومن جانبه، شدد أستاذ الإعلام السياسي السعودي د. عبدالله العساف على «أن المملكة العربية السعودية سدت جميع المنافذ أمام الحجج والذرائع التي يقدمها النظام القطري لشعبه ليستطيع إخفاء جرائمه عن الرأي العام»، مشيراً إلى «أن الدوحة حاولت الصيد في المياه العكرة بفعلتها التي أرادت من خلالها تشويه قرار المملكة باستضافة الحجاج القطريين عبر ذرائع واهية، ومثال ذلك أن القبول بالقرار يمس كرامة القطريين وهيبة القيادة».

وأكد العساف أن النظام القطري - باصطفافه إلى جانب إيران - أصبح ناطقاً رسمياً باسمهاً، خاصة في دعواتهما بتسييس الحج، وهو ما أدى إلى حرق جسور الحل في الأزمة الخليجية الراهنة، واستدرك قائلاً: «النظام القطري أصبح متهالكاً ويحاول الالتفاف على المسائل السياسية ممسكاً بأي ورقة يمكن الاستفادة منها في عملية الضغط وهذه الورقة التي يمتلكها سقطت».

Email