يد مشبوهة بترت بإجراءات دول مكافحة الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعرضت قطر في العام 2014 إلى أخف العقوبات من جاراتها دول مجلس التعاون الخليجي، وكانت العقوبة الخفيفة هي سحب كل من السعودية والإمارات والبحرين سفرائها من الدوحة، غير أن الأخيرة اختارت لعبة الزمن فوقعت على اتفاق الرياض الذي أعادت بموجبه الدول سفراءها بهدف معالجة الأزمة داخل البيت الخليجي بينما كانت تضمر دوحة الحمدين الاستمرار في إضرارها بجيرانها وبقية الدول العربية، وفي ظل إصرار القيادة السياسية في قطر على التدخل في شؤون جاراتها في الخليج بشكل خاص، والمنطقة العربية بوجه عام.

كان التحرك الأخير ضد قطر والذي له أسبابه الوجيهة ودواعيه المنطقية. طرف الخيط يبدأ من الدوحة بمشروع مستقبل التغيير في العالم العربي، حيث تم توزيع المهام فيما بين قطر والإخوان، بقصد خداع الشباب بأنهم يقودون مشروعاً للتغيير باستعمال أدوات الإعلام الحديث والاتصال الإلكتروني من «فيسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب» وغيرها..

انحصرت مهمة قطر إلى جانب احتضان التيارات المتشددة في مشروعين هما: مشروع النهضة، ومشروع أكاديمية التغيير. وإذا كان مشروع النهضة ينطلق من الفكرة التوسعية التي لا تعترف بالحدود الجغرافية لدى الإخوان، فإن أكاديمية التغيير تحوي برامج ودورات نظرية وتدريبات عملية على الثورات والتمرد والتظاهرات وأعمال الشغب.

قدمت «أكاديمية التغيير» عددًا كبيرًا من الوجوه الشابة في ظل «الربيع الإخواني» سواء كان ذلك بتأثير مباشر في الدوحة أم بتأثير غير مباشر عبر شبكات الإنترنت، ويشير البعض إلى أن من أبرز هذه الأسماء عبد الرحمن منصور، أدمن صفحة «كلنا خالد سعيد» في مصر.

وكما أصبح هشام المرسي، نجمـًا مدللاً في الدوحة، كذلك أصبح ذراعه اليُمنى التونسي رفيق بن عبدالسلام بوشلاكة، وكانت بدايته أيضـاً في لندن.

عمل كباحث بجامعة وستمنستر، ومركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، وأسس المركز المغاربي للبحوث والترجمة، ثم جاء الاستدعاء له من الدوحة كما جاء لمن قبله ليتولى رئاسة قسم البحوث في مركز الجزيرة القطرية، ثم جاءه استدعاء مرة أخرى، ولكن في تلك المرة كان والد زوجته سمية،راشد الغنوشي، بعد أن سيطرت حركة النهضة على حكم تونس ليتولى بوشلاكة، وزارة الخارجية في ديسمبر 2011، وهو المنصب الذي ظل فيه حتى مارس 2013. جدير بالذكر أن سمية زوجة بوشلاكة وابنة الغنوشي، تعمل باحثة في معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن، وكاتبة في صحيفة «الغارديان» منذ 2006.

إعلام داعم

الإعلام القطري حاول تصوير الخلاف في علاقات السعودية والإمارات والبحرين من جهة مع الدوحة، على أنه خلاف على الشأن المصري، فقط، وهذه محاولة للتقليل من حجم المشكلة. والحقيقة أن تسمية وزارة الداخلية السعودية مثلاً، جماعاتٍ، باعتبارها منظمات إرهابية، بما فيها، جماعة الإخوان، وجماعة الحوثي في اليمن، لا ينفصل عن الارتباط بإعلان المقاطعة. إن دعم الحوثيين، والإخوان، في مصر وفي الدول الخليجية الثلاث، واستضافة أكاديمية التغيير، التي تدرب على التظاهرات والاحتجاجات في البحرين، وغيرها، هي إحدى إشكاليات العلاقة.

Email