عقوبات مغلظة بسبب الأموال القطرية قد تصل إلى الحرمان من «تشامبيونزليغ»

«يويفا» يفتح تحقيقاً في نزاهة سان جرمان

ت + ت - الحجم الطبيعي

فتح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أمس «تحقيقا رسمياً» مع نادي باريس سان جرمان في إطار قواعد اللعب المالي النظيف، ما دفع نادي العاصمة الفرنسية إلى التعبير عن دهشته من هذه الخطوة.

وأشار الاتحاد الأوروبي إلى أن «التحقيق سيركز على التزام النادي بالتوازن المالي، لا سيما في ضوء نشاطه الأخير في الانتقالات». وتابع الاتحاد القاري في بيانه «في الأشهر المقبلة، ستجتمع غرفة التحقيق في هيئة الرقابة المالية للأندية، لتقييم جميع الوثائق المتعلقة بهذه القضية»، موضحا انه لن يعلق على هذا الموضوع «حتى انتهاء التحقيق».

إنفاق

وأنفق باريس سان جرمان المملوك لقطر ويديره عن العائلة المالكة القطرية ناصر الخليفي، ما مجموعه المعلن 238 مليون يورو خلال فترة الانتقالات الصيفية، بخلاف صفقة الفرنسي كليان مبابي المنتقل من موناكو على سبيل الإعارة «شكلياً»، وإن كانت الصحف الفرنسية ووسائل الإعلام قد أشارت إلى أن قيمة الصفقة 180 مليون يورو حصل عليها نادي الإمارة الفرنسية موناكو.

ليصبح مجموع إنفاق باريس سان جرمان 418 مليون يورو (ما يتجاوز النصف مليون دولار)، في حين لم يحقق النادي الفرنسي ربحا يذكر أمام مجموع إنفاقه، حيث حصل على المركز الثاني في الدوري الفرنسي وبلغ مجموع ما تحصل عليه من بيع اللاعبين فقط 62 مليون يورو.

حيث كانت أغلى الصفقات التي باعها اللاعب سيرجي أورييه الذي باعه البي إس جي إلى توتنهام هوتسبيرز الانجليزي مقابل 25 مليون يورو، والفرنسي بلاسي ماتويدي الذي بيع إلى يوفنتوس الإيطالي مقابل 20 مليون يورو، وجان كيفين أوغستين الذي تعاقد مع نادي لايبزيغ الألماني مقابل 13 مليون يورو فقط، والسنغالي يوسف سابالي إلى بوردو مقابل 4 ملايين يورو.

بينما خرجت باقي الصفقات من باريس سان جرمان كإعارة أو انتقال حر لم يحصل فيه النادي الباريسي على أي أموال، ما يعني أن الفارق بين الإنفاق والأرباح يتجاوز على أقل تقدير المئة مليون يورو.

وتعاقد سان جرمان مع المهاجم البرازيلي نيمار من برشلونة الإسباني مقابل 222 مليون يورو، وأعلن الخميس رسميا عن استعارة المهاجم الفرنسي كيليان مبابي من موناكو مع خيار شراء يقدر بـ180 مليون يورو.

وأقر الاتحاد الأوروبي قواعد اللعب المالي النظيف للمرة الأولى عام 2010 بقرار من رئيسه آنذاك الفرنسي ميشال بلاتيني، في محاولة لمواجهة الديون المتزايدة لأندية كرة القدم الأوروبية. وبين العامين 2013 و2015، كان يتوجب على الأندية أن تحقق خسائر لا تتجاوز 45 مليون يورو.

وانخفض هذا المبلغ إلى 30 مليوناً في الأعوام الثلاثة اللاحقة، أي حتى 2018. ويستثنى من هذا السقف كل ما تنفقه الأندية في مجال الاستثمار في الملاعب، مراكز التدريب، تنمية المواهب الشابة وكرة القدم النسائية، نظرا إلى رغبة الـ«يويفا» في تعزيز هذه المجالات.

دهشة سان جرمان

لكن سان جرمان رد بأنه «فوجئ» من تحقيق الاتحاد القاري، مؤكدا انه تواصل معه بشأن انتقال نيمار ومبابي.

وكتب الفريق الباريسي في بيان «فوجئ النادي بهذه الخطوة، في وقت نتواصل فيه باستمرار مع فرق اللعب المالي النظيف في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم حول نزاهة انتقالات اللاعبين التي أجراها هذا الصيف، علماً بأنه لم يكن مجبرا على القيام بذلك».

وأضاف «قدم المدير العام المفوض جان-كلود بلان في 23 أغسطس الماضي، لأكثر من 3 ساعات في مقر النادي، لمسؤولين من الاتحاد الأوروبي، بينهم اندريا ترافيرسو مسؤول اللعب المالي النظيف، أرقاماً تبين أن العمليات التي نفذت مع برشلونة والحالية مع موناكو تحترم قواعد اللعب المالي النظيف».

وأردف «في 31 أغسطس، تواصلت الإدارة العامة في النادي مجددا مع إدارة اللعب المالي النظيف في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، للتوضيح بطريقة شفافة كيف سيتم دمج العملية مع موناكو هذا الموسم في حسابات النادي، سواء من حيث الاستهلاك أو حجم الرواتب».

وأكد سان جرمان أنه «حقق في صيف 2017 قيمة في +عمليات اللاعبين+ الخارجين ستسمح له بتحسين نتائجه لأكثر من 104 ملايين يورو في موسم 2017 ـ 2018».

تشديد

ويشدد الاتحاد الأوروبي على أن قواعد اللعب المالي النظيف تهدف إلى «تحسين الوضع المالي العام لأندية كرة القدم الأوروبية».

وسبق لأندية عدة أن خالفت هذه القواعد في الأعوام الماضية، ومنها باريس سان جرمان نفسه، إلا أن حالات المعاقبة بالمنع الكامل من خوض المنافسات الأوروبية كانت نادرة. وفرضت على سان جرمان غرامات وصلت إلى 60 مليون يورو (تم تعليق 40 مليوناً منها) في العام 2014، وتم تقليص عدد لاعبيه الذين يحق لهم المشاركة في دوري أبطال أوروبا من 25 لاعبا إلى 21.

لكن بموجب النص القانوني، يمكن للعقوبات أن تكون أقسى في حال حصول مخالفات جدية للقواعد، وقد تصل إلى حد «الإقصاء من المسابقات» أو «سحب ألقاب أو جوائز».

ردع

وكان رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة السلوفيني الكسندر سيفيرين هدد مؤخرا في صحيفة «ليكيب» الفرنسية بأن منظمته «لن تخاف من فرض عقوبات» إذا اقتضى الأمر.

يذكر أن الكلام الذي ردده مسؤولو باريس سان جرمان المملوك لقطر، والذي يمتلئ بالاحترام ومحاولة جذب التعاطف من قبل الاتحاد القاري، يتعارض مع ما قاله رئيس النادي، القطري ناصر الخليفي، من تصريحات وتغريدات امتلأت بالصلف وعدم الاعتداد بلوائح «يويفا»، منها التغريدة المسيئة لحيوان الكانغارو الذي يتلاعب بمناطقه الحساسة، والتي نشرها مع تعليق بأن هذا هو حاله عند التعامل مع الاتحاد القاري، وتعليقه السابق بأنه لا يعتد بالكلام الذي يتردد عن اللعب المالي النظيف، والتي قال فيها عندما سئل وقت إتمام صفقة نيمار: «الآن نحتفل، أما «يويفا» فلا تشغلوا بالكم بها.. نحن قادرون على حل الأمر».

Email