محللون مصريون لـ«البيان »:

دوحة الإرهاب اختارت الانغماس في العداء لمحيطها

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ما انفك النظام القطري يواصل سياسة «المكابرة والعناد» رغم الأزمات الداخلية التي تعاني منها الدوحة جراء المقاطعة، وهي الأزمات التي تعبر عنها صراحة مؤشرات الاقتصاد القطري وتقييمات المؤسسات المالية العالمية الكبرى له وتوقعاتها السلبية بشأنه في ضوء حالة الضبابية التي تعتري ذلك الاقتصاد المتأثر بالمقاطعة المفروضة على قطر، التي تتمسك برهانها على إيران وتركيا اللتين تغذيان لديها إصراراً على مواصلة موقفها السلبي إزاء المطالب المقدمة من قبل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.


ورغم أن طريقاً واحداً يتمثل في خيار وحيد أمام قطر إن رغبت في تجاوز محنتها الحالية وهو الاستجابة لمطالب الدول الأربع، إلا أن الدوحة آثرت أن تمضي في خيارات مغايرة لا تؤدي بها إلا إلى المزيد من الانغماس في الخروج عن الصف العربي، وتبني سياسات عدائية تجاه دول المنطقة، من خلال الإصرار على دعم وتمويل ومساندة الإرهاب، في خطٍ متوازٍ مع خطاب «مظلومية» تسعى من خلاله إلى خداع الرأي العام العالمي بمحاولة إسقاط اتهامات تعرضها لـ«حصار»، وكذا ادعاء عدم وجود أية علاقة بينها وبين الإرهاب في المنطقة.


حجج مفضوحة
صارت حجج الدوحة مفضوحة أكثر من أي وقت مضى، ومكشوفة أمام الجميع، لا سيما في ظل الموقف القوي المتخذ من قبل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، والتي حققت نجاحات تم من خلالها إضعاف الدور القطري في العديد من الملفات وفضح ألاعيب الدوحة وشبكة ارتباطاتها بالمخططات التدميرية التي تُحاك للمنطقة. أمام قطر طريق واحد لحفظ ماء الوجه -حسبما أكد رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية د. سعد الدين إبراهيم لـ«البيان»- وذلك بالاستجابة تدريجياً لمطالب مكافحة الإرهاب، تبدأ أولاً بالاستجابة لمطلب أو مطلبين من المطالب الثلاثة عشر، وتطلب المزيد من الوقت، فتعبر بذلك عن سلامة النوايا والرغبة في الوصول إلى أرضية مشتركة لإنهاء الأزمة.


الشيء الآخر -وفق إبراهيم- هو أن تطلب قطر من عناصر الإخوان الموجودين على أراضيها الكف عن العمل بالسياسة داخل قطر أو مغادرة الأراضي القطرية إلى بلدان أخرى، وبهذا تستطيع الدوحة أن تضمن مواقف إيجابية نحوها. معتبراً أن دول مكافحة الإرهاب لا تتعنت ضد الدوحة، واستدل بموقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز فيما يتعلق بالتسهيلات الممنوحة للحجاج القطريين حتى إنه عرض أن تكون زيارتهم للأماكن المقدسة وتكاليف رحلة الحج على نفقته الخاصة.


ورغم عدم وجود مؤشرات في الأفق تبدو لتلك الاستجابة القطرية، إلا أن هنالك العديد من الأمور المستقبلية التي قد تفضي إلى حدوث ذلك، من بينها ما عوّل عليه البعض في احتمالية تعرض الدوحة لضغوط دولية تضاف للضغوط العربية الحالية، تفضي تلك الضغوط إلى إجبارها على التخلي عن سياساتها العدائية تجاه دول المنطقة، والعمل ضمن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ومموليه، والكفّ عن التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها. وما يعزز ذلك هي الزيارات واللقاءات المتعددة لمسؤولين غربيين والتي كان من بين محاورها الرئيسية ملف الأزمة القطرية.


عناد ومكابرة
وفي هذا الإطار، أوضح مساعد وزير خارجية مصر الأسبق الدبلوماسي المصري جلال الرشيدي لـ«البيان»، أنه من الواضح أن الدوحة لن تستجيب إلى المطالب إلا بضغوط دولية، مشدداً على أن قطر اتخذت العديد من الخطوات المؤكدة لنهجها في إدارة الأزمة والذي ينطلق أساساً من الاستمرار في سياسة العناد والمكايدة، والدليل على ذلك خطوة إعادة السفير إلى إيران، على اعتبار أن طهران هي منفذ لقطر الآن، وتعتقد الدوحة بأن طهران من الممكن أن تحميها.


وأردف قائلاً «أمير قطر يعاند، والشعب مغلوب على أمره، وتميم يحاول أن يقنع الناس بأن هنالك اعتداءً على سيادة الدولة، وأن المطالب غير مقبولة، ويسعى لعمل دعاية في الأوساط الدولية لموقفه ويعتمد على خطاب المظلومية»، مشدداً على أن الدوحة لن تستجيب إلا إذا حدثت ضغوط عليها من قبل قوى دولية مثل روسيا والولايات المتحدة الأميركية، خاصة وأن هنالك زيارات ولقاءات متعددة وجولات من جانب مسؤولين أميركان وروس من ضمن أهدافها التباحث حول الأزمة الخليجية.

Email