الدوحة تتحدى «اللعب المالي النظيــــف» بـ180 مليون يورو

ت + ت - الحجم الطبيعي

واصلت قطر تحدي قوانين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم المتعلقة بـ«اللعب المالي النظيف»، التي أنشأها «يويفا» لمنع التلاعب ونفوذ القوة المالية المتغطرسة الهادفة لدعايات سياسية، حيث لم يعتد باللوائح في صفقة نيمار الذي انتقل مقابل 222 مليون يورو من برشلونة إلى باريس سان جرمان، من خلال دفع قيمة الشرط الجزائي في عقد اللاعب للنادي الكتالوني.

وقبل أن تبرد نيران الصفقة الغريبة والشاذة في عالم كرة القدم، أصر سان جرمان المملوك للعائلة الحاكمة القطرية أن يواصل ضربه للوائح عرض الحائط من أجل دعاية سياسية وتغطية على أزمات تعانيها قطر بسبب المقاطعة الخليجية.

وهذه المرة مقابل 180 مليون يورو اقترب نادي باريس سان جرمان من دفعها لصالح موناكو الفرنسي المملوك للملياردير الروسي ديميتري ريبولوفيف، مقابل الحصول على خدمات الفرنسي الشاب كليان مبابي. وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام محلية فرنسية توصل موناكو بطل الدوري الفرنسي الكرة القدم وباريس سان جرمان وصيفه أول من أمس إلى اتفاق شفوي على انتقال المهاجم الدولي الشاب كيليان مبابي من الأول إلى الثاني.

وتحدث راديو مونتي كارلو وفرانس اينفو عن اتفاق مقابل 180 مليون يورو، يجعل من مبابي في حال إتمام الصفقة ثاني أغلى لاعب في العالم بعد البرازيلي نيمار المنتقل من برشلونة الإسباني إلى سان جرمان بالذات مطلع الشهر الحالي مقابل 222 مليون يورو.

وكان الفرنسي الآخر عثمان ديمبيلي انتقل من بوروسيا دورتموند الألماني إلى برشلونة قبل يومين في عقد بلغت قيمته 105 ملايين يورو، ويمكن أن تصل إلى 147 مليونا بعد إضافة المكافآت.

وفي الوقت الذي أكدت فيه شبكة الإذاعة الفرنسية الاتفاق على البيع، إلا أن صحيفة «ليكيب» كان لها رأي آخر أقرب للمنطقية، وهو أن نادي العاصمة الفرنسية سيتحايل على اللعب النظيف بالاستعارة شرط الشراء، حيث قالت الصحيفة: «موناكو وباريس سان جرمان توصلا إلى اتفاق... بشأن إعارة الدولي الفرنسي إلى نادي العاصمة. هذه الإعارة تتضمن خيار شراء اللاعب بقيمة 180 مليون يورو مع المكافآت».

ويجنب حل الإعارة باريس سان جرمان تلقي أي عقوبة في إطار قواعد اللعب النظيف المالي المعتمد من الاتحاد الأوروبي للعبة، التي تفرض على أي ناد الإنفاق بقدر إيراداته فقط، لمنع التلاعب في أسواق اللاعبين والمبالغة في المزايدة على النجوم، وهو ما يزال يحدث رغم لوائح «يويفا».

وفي حال خرق قواعد اللعب النظيف المالي فإن العقوبة يمكن أن تصل إلى إبعاد الفريق من مسابقات الاتحاد الأوروبي ومنها دوري أبطال أوروبا.

وفي 2014، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبة سابقة على باريس سان جرمان بسبب مخالفة قواعد اللعب النظيف المالي، وأغلب الظن أن النادي الفرنسي من خلال الأموال القطرية سيدفع للمالك الروسي لنادي موناكو كامل سعر اللاعب (180 مليون يورو)، غير أنه سيدون في السجلات «إعارة» للتهرب من العقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

وكان الاتفاق بين الطرفين متوقعاً مساء أول من أمس لأن مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشان استدعى مبابي الخميس الماضي إلى التشكيلة للمباراتين المقبلتين في التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2018 في روسيا، وحذره من أنه لن يسمح له بالمغادرة لتوقيع عقد أو ما شابه.

وقال ديشان «إنه يعرف موقفي جيداً. اللاعبون الذين يصلون إلى كليرفونتين مقر معسكر المنتخب سيبقون وسيركزون على المباراتين». ويقفل باب الانتقالات في فرنسا منتصف بعد غدٍ الخميس.

ولم يشرك موناكو مهاجمه في الدوري حتى الآن، لكنه تألق في الموسم الماضي وساهم بإحراز الفريق لقب الدوري الفرنسي للمرة الأولى منذ عام 2000، وبلوغه نصف نهائي دوري أبطال أوروبا قبل أن يخرج أمام يوفنتوس الإيطالي.

وعند التوجه بالسؤال عن موضوع انتقاله المتوقع الى باريس سان جرمان، وذلك لدى وصوله الاثنين الى كليرفونتين، مكان إقامة معسكر المنتخب الفرنسي لكرة القدم استعدادا لتصفيات كأس العالم 2018 في روسيا، اكتفى كيليان مبابي، المهاجم الشاب لنادي موناكو، بالابتسام دون إعطاء رد قاطع.

وتخوض فرنسا مباراتين مهمتين في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى مونديال 2018، وذلك بمواجهة هولندا بعد غدٍ ولوكسمبورغ الأحد المقبل.

Email