ضابط مخابرات بريطاني سابق: الحج والسياسة أمران منفصلان في نهج الرياض

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرى الضابط السابق في استخبارات الجيش البريطاني لويس تالون أن قضايا الحج والقطيعة السياسية منفصلتان تماماً في نهج الدول الأربع المكافحة للإرهاب، وأن عزلة قطر آخذة في الاستمرار، فترحيب المملكة العربية السعودية بالحجاج القطريين خلال موسم الحج لهذا العام، الذي قرأه البعض كفرج قريب يومئ بانقشاع غمامة القطيعة مع الشقيقة القطرية، بعد فتح معبر سلوى الحدودي بشكل مؤقت.

لا يمكن اعتباره بارقة أمل حقيقية لتخفيف الأزمة الدبلوماسية بين قطر والدول المكافحة للإرهاب، فقد تبع القرار السعودي اتهامات صارخة من تلفزيون البحرين الرسمي توضح قيام قطر بدور تحريضي في الاحتجاجات التي هدفت لتدمير البحرين والدول العربية خلال ما سمي بالربيع العربي.

ويسترسل الخبير في شؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، في تحليله المنشور على موقع «الموسوعة الجيوسياسية» في أن القطيعة التي شكل دافعها الأول مكافحة الإرهاب، وأسفرت عن إغلاق الحدود البرية البحرية والجوية عن وجود مواطن ضعف كبيرة في دولة يبلغ عدد سكانها 2.6 مليون نسمة.

وبصندوق ثروة سيادية يقدر بنحو 330 مليار دولار، الأمر الذي تسبب في حالة من الذعر للهرع نحو محلات السوبرماركت لتخزين الأغذية والمياه.

وقد نظر كثيرون إلى إعلان الرياض بالسماح لحجاج قطر بعبور الحدود، بعد زيارة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، على أنه علامة لذوبان الأزمة، خاصة بعد اجتياز حوالي 120 قطرياً حدود سلوى بعد الإعلان، بيد أنه على الرغم من ظهور تلك البادرة كفترة راحة مؤقتة من الأزمة، تصاعد النزاع مجدداً بعد أن عرضت الرياض نقل القطريين الراغبين في أداء الحج جواً على متن طائرات سعودية.

خدمة المقدسات

وفي معرض حديث لويستالون، الذي يركز في كتاباته على التحليل الجيوسياسي والأمني لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أفاد بأن بادرة المملكة السعودية بشأن الحج هو على الأرجح مؤشر على حرص المملكة على تجنب ترك الأزمة الدبلوماسية تؤثر على دورها كمشرفة وخادمة لأكثر المواقع الإسلامية تبجيلاً وقداسة، الأمر الذي من شأنه الإضرار بصورة المنطقة في الوقت الذي تتعزز فيه مكانة الرياض كثقل عربي هام.

قائمة سارية

لقد اتهمت قطر منذ فترة زمن بتقديم المساعدات المالية والمادية للجماعات الإرهابية، ولا سيما في النزاع السوري، وحركات المعارضة السياسية في المنطقة. وكثيرا ما تصاعد نجم قناة الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام القطرية الممولة كإشكالية لدول مجلس التعاون الخليجي وحلفائه، بعد أن نشر انتقادات كبيرة ضد الاتجاه العام.

ومع انقضاء تاريخ تلبية المطالب المقدمة من قبل الدول المكافحة للإرهاب منذ فترة طويلة، لم يتم إصدار أي مطالب محدثة بعدها، وهذا يدل على أن القائمة تبقى سارية برأي دول مجلس التعاون الخليجي. ويختتم الكاتب في مقاله بأن التسجيلات التي بثتها قناة البحرين مؤخراً تضيف لهذه الأزمة، ومع تحقيق النائب العام البحريني، فإن أي اتهامات للدوحة سيكون لها تأثير كبير على العزلة الدبلوماسية لقطر.

Email