وضع أجهزة تنصت في الفنــــادق واستنفار في الجـــيش والشرطة والخوف يسيطر على شوارع الدوحة ودوائرها الحكومية

طوارئ في قطر.. وحملة الاعتقالات تتســـــع لتشمل معلمين وإعلاميين ووافدين

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخلت الدوحة في حالة طوارئ غير معلنة واستنفر «تنظيم الحمدين» قوات الجيش والشرطة، موسعاً حملة الاعتقالات التي ابتدأها ليل الثلاثاء بعدد كبير من ضباط وجنود الجيش والمخابرات القطرية لتشمل إعلاميين ومعلمين ووافدين، ولم تنج من الحملة حتى زوجات بعض المعتقلين.

ووصف معارضون قطريون ما يجري في الدوحة بأنه حالة هستيرية دخل فيها النظام القطري الذي تأكد له وقوف الشعب القطري ضده واتساع دائرة الغضب من إدارة الأزمة الحالية، وبينما طالت الاعتقالات 12 من المصريين.

أكدت مواقع تديرها المعارضة القطرية أن الاعتقالات متواصلة داخل الجيش والأجهزة الأمنية، مقدرة عدد المعتقلين يومي الثلاثاء وأمس الأربعاء بـ 194 معتقلاًٍ بينهم زوجة المعتقل عبدالله بومطر المهندي التي اقتيدت إلى جهة غير معلومة في تصرف دخيل على منطقة الخليج العربي.

اعتقال مصريين

وقال موقع «قطر مباشر» المعارض، إن السلطات القطرية اعتقلت 12 مصرياً مقيمين بها، مشيرة إلى أن سبب اعتقال المصريين يعود لصلة قرابة بينهم وبين مصريين آخرين مقيمين بالإمارات والسعودية والبحرين.

وكتبت «قطر مباشر» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «عاجل.. قطر تعتقل 12 مقيماً مصرياً لوجود صلة قرابة بينهم وبين مصريين آخرين مقيمين بالإمارات والسعودية والبحرين.. اعتقالات قطر».

ويأتي اعتقال المصريين في إطار سلسلة من الاعتقالات شنتها السلطات القطرية أول من أمس، وشملت 62 جندياً قطرياً، والعقيد حسن يوسف الملا مدير مكتب رئيس الأركان القطري، مرجعاً سبب ذلك لرفضه الاستعانة بالقوات التركية والإيرانية على حساب الجيش القطري، كما شملت الاعتقالات معلمين وإعلاميين بحسب مواقع قطرية وعدت بكشف أسمائهم، واصفة الحملة بالعشوائية.

حالة طوارئ

إلى ذلك أكدت مصادر خليجية أن قطر دخلت في حالة طوارئ 100%، حيث تتم اعتقالات في صفوف القوات المسلحة والشرطة، مشيرة إلى وضع أجهزة تصنت في الفنادق، والعديد من الدوائر الحكومية، وقالت المصادر إن الدوحة تعيش حالة من عدم الاستقرار، بعد «الهستيرية» التي أصابت النظام الحاكم، مشيرة إلى أن الإجراءات والاعتقالات الأخيرة نشرت الخوف في الشوارع .

بينما وسعت من دائرة الغضب ودفعت بالعديد من القطريين الذين تم اعتقال أبنائهم إلى المجاهرة علناً من داخل البلاد باعتراضهم على تلك الإجراءات، ما دفع جهاز المخابرات القطرية، بشن حملة اعتقالات جديدة في مناطق متفرقة بالبلاد، خوفاً من انكسار حاجز الخوف.

اشاعة الخوف وقالت المصادر الرفيعة إن حملة الاعتقالات شملت مناطق الوكرة والخور وأم صلال، كما اعتقلت أجهزة الأمن القطرية أحد النشطاء في منطقة «الداعين» يدعى مساعد حمد النصف، ونجله خالد مساعد، كما اعتقلت الأجهزة المواطنة فاطمة محمد السعدي بعد تصويرها لأحد المراكز التجارية في العاصمة الدوحة وهي خالية ونشر الفيديو في وسائل التواصل.

وأشارت المصادر إلى أن هذه الحملة التي يقوم بها جهاز المخابرات القطرية تستهدف حمل القطريين على السكوت وعدم الاعتراض على الإجراءات المتخذة مقدرة عدد المعتقلين بـ 194 معتقلاً من مختلف القبائل والعائلات القطرية.

من جهة أخرى، كشفت المصادر عن اتصالات تجريها قطر مع شركتي مواقع التواصل الاجتماعي العملاقتين «تويتر» و«فيسبوك» لحضهما على عدم نشر أي وثائق أو بيانات تصدر عن المعارضة القطرية في الداخل والخارج وخاصة «جبهة تحرير قطر» وغلق كل الحسابات التي يتعامل المعارضون القطريون في الخارج.

وقالت المصادر إن الدوحة عرضت على الشركتين العالميتين مبالغ مالية ضخمة لهذا الغرض.

غضب ليبي

إلى ذلك أثارت زيارة وفد من مليشيات «البنيان المرصوص» إلى قطر، وأداء التحية العسكرية، وتقديم ما سمي «درع الشكر والعرفان» لرأس نظام الدوحة جدلاً وغضباً واسعاً في ليبيا، بينما أعلن عن قرار قطري باستقطاب 500 مسلح من تلك المليشيات تحت غطاء أكاديمي، وهو ما وصفته مصادر مطلعة بأنه شكل جديد من أشكال تجنيد المرتزقة واستقبالهم في الدوحة، للمشاركة في حماية تنظيم الحمدين المتهالك.

وللتغطية على ذلك، زعم الناطق باسم غرفة عمليات «البنيان المرصوص» محمد الغصري أن 500 من شباب المليشيات ينتمون إلى 24 مدينة ليبية سيدرسون في قطر، مضيفاً أن الزيارة تأتي للتأكيد على أن قطر لا تدعم الإرهاب ولتقديم الشكر لدعمها الحرب على تنظيم داعش في سرت، وفق زعمه.

وقال الغصري في حديث لقناة «النبأ» التلفزيونية المصنفة ضمن الكيانات الإرهابية، التي يمتلكها رجل قطر الأول في ليبيا عبد الحكيم بالحاج، إن 200 من الـ 500 سيدرسون لنيل الماجستير والدكتوراه، فيما سيدرس 300 آخرون بالكليات العسكرية بقطر.

ختام زيارة

وكان وفد من غرفة عمليات «البنيان المرصوص» اختتم أمس زيارة إلى الدوحة لتقديم واجب الولاء إلى نظام الدوحة، تم الاتفاق خلالها على أن تقدم قطر دعماً فنياً ولوجستياً للمليشات، فيما أشارت مصادر ليبية إلى أن المحادثات تناولت مسائل عدة منها سعي مسلحي «البنيان المرصوص» للسيطرة على العاصمة طرابلس بعد أن نجحت قوات محلية في طرد المليشيات الخارجة عن القانون.

وكذلك رغبة قطر في إطلاق معركة جديدة لمحاولة السيطرة على منطقة الهلال النفطي من جديد بعد أن كان الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر حررها من الجماعات المسلحة في سبتمبر 2016 ثم من ميلشيات سرايا الدفاع عن بنغازي الإرهابية المدعومة من الدوحة في مارس الماضي.

إلى ذلك، نقلت وكالة عروس البحر الليبية عن مراقبين أن الزيارة جاءت لإرسال رسالة مزعومة من قبل قطر للعالم، مفادها بأن قطر لا تعاني من عزلة ومقاطعة في محيطها العربي بسبب دعمها الإرهاب.

السراج يتحرك

وعلى الصعيد الرسمي، أصدر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج بياناً إلى «كل وحدات الجيش» بشأن ما تبين له من قيام بعض الضباط بعقد لقاءات واجتماعات مع مسؤولين في الداخل والخارج أو القيام بزيارات إلى بعض الدول لمناقشة مواضيع عسكرية من دون الحصول على موافقة مسبقة من الجهات المختصة في إشارة منه إلى زيارة قادة عملية البنيان المرصوص إلى دولة قطر.

وأشار السراج في بيانه إلى أن هذه الأفعال تعد من قبيل الأعمال المحظورة على العسكريين ومعاقب عليها قانوناً، إذ يستوجب أن تتم بموافقة رسمية من القائد الأعلى للجيش أو الجهات العسكرية المختصة الأخرى كما أنها تمثل إخلالاً جسيماً بالضبط والربط ومخالفة صريحة للتعليمات وهو الأمر الذي يستوجب معه التصدي لها بكل حزم ومعاقبة مرتكبيها، وذلك بالتحقيق معهم من قبل الجهات القضائية المختصة في «الجيش».

وأضاف البيان أنه وبناء على ذلك فقد تقرر حظر قيام جميع الضباط بارتكاب أي مخالفة لأحكام هذا البلاغ مهما كانت الأٍسباب وعلى الجميع التقيد بالإجراءات المعمول بها بهذا الشأن على أن يتم اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق كل مخالف بما في ذلك التحقيق والمحاكمة والإجراءات التبعية الأخرى المترتبة على صدور أحكام بحقهم، مشدداً في ذات الوقت على وضع هذا البلاغ موضع التنفيذ الفوري وعلى الجميع التقيد به وإبلاغ السراج بأي مخالفة لأحكامه.

من جانبه، طالب نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فتحي المجبري، حكومته بموقف واضح من زيارة عناصر قيادية في مليشيات «البنيان» المرصوص إلى قطر.

Email