فقدت 1.7 مليار ريال خلال النصف الأول

أرباح الشركات القطرية تتهاوى

ت + ت - الحجم الطبيعي

هبطت أرباح الشركات المدرجة في بورصة قطر بنسبة 7.8% أو ما يعادل 1.7 مليار ريال خلال النصف الأول من العام الجاري في مؤشر على تضرر أعمالها وأنشطتها بعد أن قررت عدة دول عربية قطع علاقتها مع الدوحة بسبب دعمها للإرهاب.

وأعلنت بورصة قطر، وفق بيان على موقعها الإلكتروني، انخفاض أرباح 44 شركة أعلنت عن نتائجها المالية للفترة المنتهية في 30 يونيو الماضي لتبلغ 20 مليار ريال مقابل نحو 21.7 مليار ريال في الفترة المقارنة من العام الماضي.

تراجع ملحوظ

وقال خبراء ومحللون إن هناك تراجعاً ملحوظاً في أداء الشركات القطرية مع تأثر أوضاع الاقتصاد القطري منذ قرار الإمارات والسعودية والبحرين ومصر قطع العلاقات مع الدوحة وغلق المنافذ البرية والجوية وهو ما كان له تداعيات عديدة على عدة قطاعات منها التجارة والنقل وقطاع الأعمال.

وتوقع المحللون وخبراء الأوراق المالية استمرار تراجع أداء الشركات القطرية عموماً في ظل استمرار الأزمة وعدم ظهور أي بوادر عن انفراجها بسبب سياسات الحكومة القطرية وتمسكها بمواقفها المعادية لدول الجوار بالإضافة إلى دعمها للإرهاب وتمويل ودعم الجماعات المتطرفة.

وأشار المحللون إلى أن نتائج النصف الثاني من العام الحالي ستظهر انخفاضاً واضحاً في الأرباح وربما خسائر متفاقمة حال استمرت الأزمة، إذ ستعاني الشركات المدرجة من أوضاع صعبة ستضعها على حافة الهاوية.

انخفاض الإيرادات

وقال المحلل المالي عمرو حسين، إن معظم الشركات والبنوك القطرية أعلنت عن تراجع ملحوظ في نتائج أعمالها خلال الربع الثاني وهو ما أثر بشكل كبير على نتائج النصف الأول بأكمله في مؤشر على تضرر الشركات بشكل كبير جراء المقاطعة العربية للدوحة.

وتراجعت أرباح شركة «المزايا» بنسبة 77.8% إلى 13.45 مليون ريال في النصف الأول من العام الحالي مقابل نحو 60.7 مليون ريال في الفترة المقابلة من 2016، بينما تراجعت الأرباح في الربع الثاني بنسبة 75.2% إلى 8.43 ملايين ريال.

وهبطت أرباح شركة «بروة العقارية» بنسبة 24% إلى 911.9 مليون ريال في النصف الأول من العام الحالي، مقارنة بنحو 1.2 مليار ريال في الفترة المقابلة، بينما انخفضت أرباح الربع الثاني بنسبة 23% إلى 432.5 مليون ريال.

وأضاف عمرو حسين أن شركات العقارات عانت من تراجع ملحوظ في الإيرادات مع انخفاض المبيعات بنحو ملحوظ جراء الأزمة الاقتصادية الحالية التي تشهدها قطر مع انخفاض مستويات السيولة وفى ظل المخاوف من تفاقم حدة الخلاف الواقع بين الدوحة وعدة دول عربية وإغلاق الأجواء العربية والموانئ في الإمارات والسعودية ومصر والبحرين أمام الشركات والناقلات المسجلة في قطر.

توقف مشاريع

ولفت المحلل المالي إلى أن جميع المشاريع العقارية تكاد تكون متوقفة خصوصاً وأن معظم مواد البناء كان يتم استيرادها من السعودية، حيث يتطلب البحث عن بدائل للاستيراد الكثير من الوقت فضلاً عن ارتفاع تكلفة الشحن والنقل مما يرفع الأعباء التشغيلية للمشاريع ويهدد بخسران هوامش أرباحها فضلاً عن وجود حالة ترقب كبيرة داخل السوق من ناحية المستثمرين الأجانب انتظاراً لما ستسفر عنه الأوضاع وتردي مناخ الاستثمار وزيادة مخاطر السوق القطري بشكل عام.

وبين عمرو حسين أن البنوك القطرية تعيش أيضاً فترات صعبة مع إقدام كبرى المؤسسات العالمية على خفض التصنيفات الائتمانية ووقف بنوك عالمية كبرى التعامل بالريال القطري، فضلاً عن المخاوف من إقدام دول مجلس التعاون على سحب ودائعها من مصارف الدوحة التي تعاني من مشاكل في السيولة النقدية نتيجة ذعر المودعين وقلقهم من تهاوي أسعار صرف الريال القطري.

خسائر ربعية

ومن بين البنوك التي شهدت تراجعاً وتآكلاً في أرباحها البنك التجاري القطري بنسبة 58.4% إلى 88.37 مليون ريال خلال الربع الثاني من العام الجاري مقارنة بنحو 212.28 مليون ريال في الفترة نفسها من 2016.

كما تراجعت أرباح البنك بنسبة 64.1% في النصف الأول من 500.38 مليون ريال إلى 179.59 مليون ريال.

فيما انخفضت أرباح «بنك الدوحة» بنسبة 0.56% إلى 352 مليون ريال خلال الربع الثاني مقابل نحو 354 مليون ريال خلال الفترة المقارنة من 2016.

وتكبد بنك «قطر الأول» صافي خسارة في النصف الأول بنحو 76.68 مليون ريال مقابل صافي ربح بنحو 16.83 مليون ريال في الفترة المقارنة من 2016.

وقال المحلل المالي، إن الشركات العاملة في قطاع البضائع والخدمات الاستهلاكية مثل «ودام الغذائية» تعاني أيضاً أوضاعاً صعبة خصوصاً مع زيادة الإنفاق على استيراد المنتجات الغذائية، نتيجة إغلاق المنفذ الحدودي البري مع السعودية، وارتفاع تكلفة الشحن البحري والجوي، حيث قفزت تكلفة الشحن بنحو 10 أمثال ما كانت عليه قبل اندلاع الأزمة.

هبوط الأرباح

ووفق مسح «البيان»، سجلت شركة «الخليج الدولية للخدمات» أكبر نسبة هبوط في الأرباح بنحو 90.1% بعد أن حققت أرباحاً بواقع 15.8 مليون ريال في النصف الأول من العام الحالي مقابل نحو 160.71 مليون ريال في الفترة المقارنة من 2016.

وامتدت التراجعات إلى الشركات الكبرى وتصدرها «صناعات قطر»، مع انخفاض أرباحها النصفية بنسبة 19.1% إلى 1.61 مليار ريال مقابل نحو 1.99 مليار ريال في الفترة المقارنة من 2016.

كما تراجعت أرباح شركة «مسيعيد للبتروكيماويات القابضة» بنسبة 4% من 489.7 مليون ريال إلى 468.6 مليون ريال.

وهبطت أرباح «قطر للإسمنت» بنسبة 33% إلى 168 مليون ريال مقابل نحو 251.7 مليون ريال في الفترة المقارنة.

وفى قطاع الاتصالات، انخفضت أرباح شركة اتصالات قطر «أوريدو» بنسبة 25% لتصل إلى 1.096 مليار ريال في النصف الأول من 2017، مقابل نحو 1.46 مليار ريال في الفترة ذاتها من العام الماضي.

وانحدرت أرباح شركات النقل بنسبة 3% ووصلت أرباح ثلاث شركات مقيدة إلى نحو 780.6 مليون ريال خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، مقارنة بنحو 1.154 مليار ريال في الفترة المقابلة من العام الماضي، بانخفاض قدره 373.7 مليون ريال.

وتراجعت أرباح «الملاحة القطرية» بنسبة 52% إلى 105.3 ملايين ريال في النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بنحو 101.3 مليون ريال في الفترة المقارنة من العام الماضي، بينما بلغت أرباح الربع الثاني نحو 30.8 مليون ريال مقارنة بنحو 201.4 مليون ريال في الفترة المقابلة من 2016.

ضعف الأداء

وعزت شركة «الملاحة» انخفاض صافي الربح في النصف الأول من العام إلى ضعف أداء عدة قطاعات بها، مشيرة إلى أن الضغوط على الأسعار في مجال نقل الحاويات وانخفاض الأرباح من وحدة خدمات الموانئ كانا السبب في تراجع قطاع الملاحة البحرية واللوجستية بالإضافة إلى كون الشركة في خضم مرحلة انكماش اقتصادي عالمي طال أمده على نحو غير معتاد في معظم القطاعات البحرية.

كما انخفضت أرباح شركة قطر لنقل الغاز المحدودة «ناقلات»، خلال النصف الأول الجاري بمقدار 18.4%، إلى نحو 408.3 ملايين ريال، مقابل 550.3 مليون ريال في الفترة المقارنة من العام الماضي، بينما تهاوت إيرادات الشركة إلى 1.78 مليار ريال في النصف الأول، مقارنة بـ 1.84 مليار قبل عام.

Email