«ويكيليكس» تكشف تبعية قناة «الجزيرة»

في 20 سبتمبر 2011 نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» مقالاً لمدير مكتبها في القاهرة ديفيد كيركباتريك جاء فيه: «عينت قناة الجزيرة التي تملكها قطر عضواً من الأسرة الحاكمة يوم الثلاثاء، ليحل محل مديرها العام وضاح خنفر بعد تسريبات من ويكيليكس أشارت إلى أن خنفر كان يغير أخبار تغطية الشبكة للعراق، لتنسجم مع ملاحظات «الاستخبارات العسكرية الأميركية».

وتتعرض قناة الجزيرة لتدقيق شديد في الشرق الأوسط لتغطيتها غير المتوازنة لثورات الربيع العربي. وعلى الرغم من أن الشبكة مستقلة «اسمياً» وتتمتع بدرجة من الاستقلال الذاتي الذي يعتبر في حد ذاته ثورة في سياق إعلام تسيطر عليها الدولة في المنطقة عندما بدأت في عام 1996، إلا أن الكثير من المشاهدين أصبحوا الآن مقتنعين بأن تغطيتها للمنطقة تعكس مصالح مالكيها القطريين فوق وقبل أي شيء.

تأجيج الاضطرابات

ولعبت الجزيرة في وقت مبكر دوراً مؤثراً في تغطية - ويقول البعض تأجيج - الاضطرابات في تونس ومصر في شتاء 2011. كما كانت أكثر شراسة في تركيزها على نظام العقيد معمر القذافي ونضالات من اسمتهم بـ «المقاتلين من أجل الحرية» في ليبيا، حيث لعبت قطر دوراً رئيساً في دعم التمرد.

ولكن الجماهير العربية بدأت تشير الآن إلى ما تعتبره ازدواجية واضحة في معايير الجزيرة حتى في تغطية الربيع العربي، وتصف برقية السفير الأميركي في الدوحة، تشيس إنترماير، والمؤرخة في 20 أكتوبر 2005، اجتماع ضابطة العلاقات العامة بالسفارة مع مدير عام قناة الجزيرة وضاح خنفر.

ووفقاً للبرقية سلّمت الضابطة السيد خنفر نسخاً لثلاثة تقارير من «الاستخبارات العسكرية الأميركية» تحتوي على ملاحظات على ثلاثة أشهر من تغطية «الجزيرة» للحرب والتمرد في العراق.

تعاون ثلاثي

وقال خنفر إن وزارة الخارجية القطرية قدّمت بالفعل تقريرين أميركيين لشهرين، بحسب البرقية، ما يشير إلى تعاون ثلاثي وثيق بين الجزيرة ووزارتي الخارجية الأميركية والقطرية!! وحض خنفر المسؤولين الأميركيين على إبقاء هذا التعاون سرّياً.

واعترض على معلومة مكتوبة في أحد التقارير، تشير إلى «اتفاق» بين الولايات المتحدة والجزيرة قائلاً: لقد كان ذلك «الاتفاق» غير رسمي، وشرح خنفر: «كمنظمة إخبارية، لا يمكننا توقيع اتفاقيات من هذا النوع، وورود مثل هذا المصطلح في التقرير يقلقنا».

تغيير في التغطية

وفي حالة واحدة على الأقل، وتتعلق بموقع الجزيرة الإلكتروني، قال خنفر إنه قد غيّر التغطية بناءً على طلب الضابطة الأميركية. وشرح أنه أزال صورتين، واحدة لأطفال جرحى في مستشفى، والثانية لامرأة مصابة في وجهها بجروح خطيرة.

وعندما أثارت الضابطة شكاوى أخرى، تنهد خنفر كما ورد في البرقية، ولكنه قال إنه سيحذف المادة بكاملها. واستدرك: «ليس فوراً لأن ذلك سيجذب الأنظار، ولكن خلال يومين أو ثلاثة أيام».