قطر تتمسك بنهج المراوغة

الإمارات: على قطر التعامل مع قلقنا وليس هواجس الغرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أمس، «أن على قطر التعامل مع هواجس وقلق الدول الأربع بشأن دعمها لملف التطرف والإرهاب، وألا تكتفي بهواجس واشنطن والعواصم الغربية».

وقال معاليه عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «المنطقي أن تتعامل قطر مع هواجس وقلق الدول الأربع بشأن دعمها لملف التطرف والإرهاب ولا تكتفي بهواجس واشنطن والعواصم الغربية، أزمة قطر مع عالمها».

وأكد: «ومن المنطقي أن تتعامل الدوحة مع ملف تدخلها وتحريضها في الشأن الداخلي لجيرانها ومحيطها، أساسيات لخروج قطر من أزمتها، ملخص مفيد لا يمكن تجاوزه». وذكر أيضاً: «أزمة قطر مع جيرانها ومحيطها، والحلول من خلال التصدي لهذه المشاغل والحقائق، ارتجاء الحل من الضغط البعيد لن يجدي، الحل في شجاعة مواجهة الأزمة».

واختتم قائلاً: «الشجاعة والمكاشفة ضرورية في ظل غياب الثقة وسجل من التحريض، نجاح الدبلوماسية يرتكز على مراجعة الدوحة لدعمها للتطرف وتدخلها في شؤون المحيط».

قرارات جديدة

وأكدت مصادر خليجية أن استمرار قطر في نهج المراوغة ومحاولة التدويل لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة بدلاً من حلّها، حيث يشكل تلبية المطالب التي قدّمتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، هو أساس أي حل للأزمة.

ولم تستبعد المصادر قيام الدول الداعية لمكافحة الإرهاب باتخاذ إجراءات جديدة ضد قطر، التي قد يكون بعضها ذا طابع اقتصادي.

وفي هذا السياق، أكدت المصادر أن احتمال تنفيذ بعض أشكال المقاطعة على المؤسسات الدولية التي تتعامل مع قطر لا زال يشكل أحد الخيارات التي قد يتم اللجوء إليها لإجبار الدوحة على التخلي عن نهجها الذي يستهدف زعزعة استقرار دول المنطقة، ودعم الجهات المتطرفة والإرهابية.

وقالت المصادر إنه على الرغم من أنه لم يتم اتخاذ أي قرار في هذا الصدد بعد، فإن احتمال العمل به قائم، وذلك وفقا لما تراه حكومات المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر ومملكة البحرين خلال الفترة المقبلة.

تعزيز الضغوط

ومن غير الواضح نوع أو مدى اتساع نطاق مثل هذه المقاطعة التي قد تتعرض لها المؤسسات الدولية التي تتعامل مع قطر، وبشكل خاص التي تمتلك الدوحة حصصاً فيها، غير أن اللجوء لمثل هذا الخيار، فيما إذا تقرر اللجوء إليه يستهدف تعزيز الضغوط التي تتعرض لها قطر، خاصة بعد ظهور الكثير من المؤشرات على أن اقتصادها أخذ يعاني بشدة في أول شهرين من مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب للدوحة.

وأشارت المصادر إلى أن فرض أشكال من المقاطعة على المؤسسات الدولية التي تتعامل مع قطر لا يترك أمامها خيارات كثيرة لأنها لا تستطيع المغامرة بفقدان أسواق ضخمة مثل أسواق السعودية والإمارات ومصر للحفاظ على تواجدها في السوق القطري الصغير.

وقال مصدر مصرفي إن بنوكا ومؤسسات دولية بدأت بالفعل في دراسة خياراتها لضمان الحفاظ على قدراتها التنافسية للفوز بالعقود والأعمال الضخمة، وخاصة من قبل المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، مع تنفيذ البلدين لخطط طموحة لتنويع البنية الاقتصادية بعيداً عن قطاع النفط وطرح مشاريع عملاقة ضمن قطاعات غير نفطية.

التحرّك الكويتي

في الأثناء، يواصل المبعوثون الكويتيون تحركاتهم عبر إيصال رسائل خطية من أمير الكويت إلى قادة دول في المنطقة بشأن الأزمة القطرية، فيما يواصل موفدا وزير الخارجية الأميركية جولتهما في المنطقة بحثاً عن حل للأزمة.

فقام وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح، مبعوثاً من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بتسليم رسالة إلى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، تناولت آخر المستجدات في المنطقة والقضايا محل الاهتمام المشترك، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الكويتية. وفي مسقط، سلم الصباح رسالة من أمير الكويت إلى السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، تسلمها أسعد بن طارق بن تيمور الممثل الخاص للسلطان قابوس.

التحرك الأميركي

يأتي ذلك فيما يواصل موفدا وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، جولتهما في المنطقة بحثاً عن حل لأزمة قطر. مصادر خليجية قالت إن المبعوثين لا يحملان أي جديد.

ففي الكويت، بحث مبعوثا الولايات المتحدة وهما أنتوني زيني، الرئيس السابق المتقاعد للقيادة المركزية الأميركية، وتيم لينديركين، كبير مسؤولي الخارجية الأميركية، مع نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله، الجهود التي يقوم بها البلدان لرأب الصدع في العلاقات الخليجية.

 

 

Email