■ وزراء إعلام الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في اجتماع جدة أمس | وام

حزمٌ في التصدي لخطاب الكراهية وتسييس الحج

تستمر الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في تعزيز التنسيق المشترك لتجفيف منابع الإرهاب وكشف الروابط القطرية مع التنظيمات الإرهابية، وتآمرها على دول المنطقة والتنسيق مع إيران ضد الأمن القومي العربي والخليجي.

وأكد وزراء الإعلام في الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، أمس، أهمية التصدي للحملات الإعلامية الداعية لخطاب الكراهية الذي ترعاه حكومة قطر ومحاولاتها تسييس الحج، واعتبروا توجهات الحكومة القطرية انحداراً سياسياً بينما الحجاج القطريون موضع ترحيب، واتفق وزراء الإعلام في هذه الدول على الذهاب إلى الأمم المتحدة موحدين بميثاق كامل ليس متعلقاً بقطر ولكن بعمليات التمويل أياً كان أحد فيها، في ظل تداعي الإعلام القطري الذي بات يعتمد على الغرف الإلكترونية والحسابات الوهمية.

وأكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في تغريدات على تويتر: «الاعتماد المفرط للإعلام القطري على الغرف الإلكترونية والحسابات الوهمية أصبح مكشوفاً وتداعت فعاليته، النقص البشري لا يعوّضه المال بل المنطق». وأشار معاليه إلى حظره حسابات وهمية من التفاعل على حسابه الشخصي على تويتر. وأضاف: «يفشل الطرح المفلس المعتمد على الغرف الإلكترونية والحسابات الوهمية، ويبقى العقل والمنطق».

اجتماع جدة

في الأثناء، أكد وزراء الإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية أهمية التصدي للحملات الإعلامية الداعية لخطاب الكراهية الذي ترعاه قطر، مشيرين إلى ضرورة استمرار التنسيق الإعلامي المشترك لمواجهة التطرف بشتى أنواعه. كما أكدوا الرفض القاطع للدعاوى الموجهة لـ «تسييس الحج» والزج بهذه الشعيرة الدينية لخدمة أهداف سياسية مغرضة.

وأشار بيان صدر في ختام اجتماعهم الذي عقد بجدة، أمس، إلى الدور العظيم الذي قامت به المملكة العربية السعودية على مدى التاريخ في خدمة الحجاج ورعايتهم وتسهيل أداء المناسك لجميع المسلمين.

وأكد الوزراء أن المملكة العربية السعودية على مدى التاريخ قامت بدور عظيم في خدمة الحجاج ورعايتهم وبذلت الجهود في تسهيل أداء مناسك الحج والعمرة لجميع المسلمين، وعلى الرفض القاطع للدعاوى الموجهة إلى تسييس الحج والزج بهذه الشعيرة الدينية في خدمة أهداف سياسية مغرضة. كما تناول الاجتماع مجموعة من المقترحات حول تعزيز العمل المشترك بما يخدم الجهود الدولية في مكافحة التطرف والإرهاب في العالم والعمل على محاربة خطاب الكراهية المدعوم من حكومة قطر.

انحدار سياسي

في السياق، أكد وزير الثقافة والإعلام السعودي، الدكتور عواد العواد، أن تسييس الحج انحدار سياسي تسعى من خلاله حكومة قطر إلى خلط الأوراق واستغلال هذه الشعيرة العظيمة لأهداف سياسية ضيقة. وقال إنه لم يحصل في التاريخ الحديث تسييس للحج قبل قطر إلا من إيران التي فشلت فشلاً ذريعاً في هذه الغاية.

وأضاف العواد في كلمة له خلال اجتماع وزراء الإعلام للدول الداعية لمكافحة الإرهاب في جدة، أن الشعب القطري مرحب به هذا العام مثل كل عام، مشيراً إلى أنه قد فتحت عدة ممرات للحجاج القطريين وتم توفير كافة احتياجاتهم لأداء نسكهم براحة وأمان. وقال الوزير السعودي: «يجب على الأشقاء من الشعب القطري الراغبين في أداء مناسك الحج عدم تصديق الدعاية الكاذبة حول منعهم من أداء فريضة الحج، حيث ترحب المملكة كعادتها بجميع المسلمين من كل مكان وتعمل على تسهيل أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة».

وشدد على أن الحج شعيرة ربانية تهتم بها المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وتبذل كافة الجهود لإنجاحها، وأثبتت عبر التاريخ نجاحها في تقديم خدماتها لضيوف بيت الله الحرام من مشارق الأرض ومغاربها. وأشار إلى أن اجتماع وزراء الإعلام في الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بجدة يأتي امتداداً للاجتماع السابق في القاهرة، بهدف تعزيز العمل المشترك لمناقشة القضايا الإعلامية التي تهم الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وتنسيق المواقف ضد الحملات الإعلامية القطرية المغرضة الداعمة للعنف والتطرف وبث خطاب الكراهية.

توسيع التحالف

من جهته، أكد رئيس المجلس الأعلى للإعلام المصري، مكرم محمد أحمد، أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لديها توافق كامل على جميع الآراء. وأوضح في تصريح صحافي عقب الاجتماع، أن هناك منطلقات إعلامية جديدة خرج بها الاجتماع وأهمها أن هذه الدول تنطلق من موقف واضح ومحدد، وقطر تشكل فيه جزءاً، لكن الأصل أن هذه الدول اكتوت بنار الإرهاب وبالتالي هذه الدول تزمع على الحفاظ على تحالفها وتعمل على توسيعه من أجل مكافحة الإرهاب، وقال: «موقفنا من قطر يتعلق فقط في الإمداد ودعم الإرهاب من هذه الدولة، واتفقنا أن هذا التجمع مستمر ومفتوح وهدفه الأول منع الإرهاب وتعقب تمويله وصولاً إلى الأمم المتحدة، واتفقنا أيضاً على أنه لابد أن تكون هناك لقاءات مع وزراء الخارجية للتوافق على استراتيجية طويلة الأمد لمكافحة الإرهاب».

وأفاد بأن المجتمعين اتفقوا على الذهاب إلى الأمم المتحدة موحدين بميثاق كامل ليس متعلقاً بقطر ولكن بعمليات التمويل أياً كان أحد فيها، ومن بينهم قطعاً قطر، يستهدف الوصول إلى إمكانات لتعقب التمويل، وأي قرارات تصدر بهذا الخصوص لابد أن يكون لها متابعة ومراقبة، وهذا شيء مهم ومصرون عليه.

وشدد على أن الدول الأربع متوافقة تماماً على أن موقفها ثابت ونهائي وتستطيع أن تستمر فيه أعواماً وستجتمع بشكل دوري حتى الانتهاء من استراتيجية طويلة الأمد تمكن دولنا من أن تعيش بأمان.

وقال: «إن العالم لن يتوقف إذا توقفت قناة الجزيرة عن البث ونحن يهمنا أن يكثر عدد القنوات وأن تكثر الآراء، ويهمنا أيضاً أن عدد الأبواق التي تدعو للإرهاب أن تصمت».

وأضاف مكرم: «اتفقنا جميعاً على ضرورة وجود رسالة مختلفة للشعب القطري الشقيق، أما الحكم والحكام فهذه قضية أخرى».

ولفت رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بجمهورية مصر، الانتباه إلى أن دعوة قطر لتسييس الحج هي قضية صغيرة وكاذبة، مشيراً إلى أن العالم أجمع يعرف ويشاهد ما تعمله المملكة العربية السعودية والحجم الضخم والمهول من الإنجازات من أجل أن يكون الحج أسهل.