إفلاس فكري طاغٍ على المشهد

مغردو قطر.. صفحات غارقة في وحــل الإسـاءة لدول المقاطعة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في محاولة «لإخفاء شمس الحقيقة بغربال الوهم»، جاءت معظم تغريدات القطريين، ممن نشطوا أخيراً على موقع «تويتر»، والذين حاولوا تبني الموقف الرسمي للحكومة القطرية وتعنتها في مواجهة مطالب دول المقاطعة.. بصورة مهترئة، لتغرق في وحل الإساءة لدول المقاطعة، فتبدت بعيدة كل البعد عن كل ما له علاقة بالرقي الإنساني والفكري.

تخبط المتابع لصفحات مغردي قطر على موقع «تويتر»، سرعان ما يكتشف حالة التخبط التي يعيشها أصحابها، جراء عدم استيعابهم لمجريات الأزمة وتفاصيلها، ففي وقت حاول فيه البعض التستر وراء صور أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، ووالده حمد بن خليفة آل ثاني، فاضت صفحاتهم بتغريدات بعضها «تمجد الأمير»، وأخرى تحمل بين طياتها هجوماً على دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية والبحرين ومصر، ليعكس ذلك مدى الإفلاس الذي يعاني منه «المغرد القطري» وعدم قدرته على مجاراة كمية التغريدات التي يطلقها يومياً جيش المغردين في الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ، والذين أكدوا من خلالها مدى وعيهم وتفهمهم لما يجري على أرض الواقع.

سياسة قطر

المتابع لصفحة ، رئيس تحرير صحيفة العرب القطرية عبدالله العذبة المري، على «تويتر»، لا بد أن يكتشف مدى المحاولات التي يقوم بها العذبة لتحريف الحقائق المتعلقة بدعم قطر للإرهاب، والتي تتناولها كافة وسائل الإعلام الخليجية والعربية بشكل يومي، لينصّب العذبة نفسه مدافعاً عن سياسة قطر، من خلال محاولته الرد على بعض التغريدات الفاضحة لإرهابها، وظهر تناقض العذبة واضحاً من خلال تغريداته التي أكدت على توجهات قطر الإرهابية، وهو ما ظهر جلياً من خلال تصفيقه لخطاب الأمير تميم بن حمد، وطريقة التحليل التي قام بها لمجمل الخطاب، ففي هذا السياق أشار العذبة في سلسلة تغريداته، إلى شكر تميم لتركيا وإيران لما تقدمه لقطر، وهو ما يؤكد على توجهات قطر الإرهابية، ودعمها لكافة أشكال التطرف والعنف في المنطقة.

العذبة الذي نصَّب نفسه محللاً سياسياً من خلال موقع «تويتر»، لم ينأ بنفسه عن الإساءة للإمارات والسعودية، سواء من خلال تغريداته الخاصة أو عبر إعادته لنشر أخرى تضمنت إساءة واضحة للدول الداعية لمكافحة الإرهاب.

العذبة طالما عرف بصاحب «البروفايل الأسود» وأنه بوق تآمر داعم لتنظيم الحمدين، فمنذ كان مديراً لتحرير صحيفة العرب في 2014، وهو لا يكف عن مهاجمة دولة الإمارات، والسعودية والبحرين، فصفحته على «تويتر» ملأى بتغريدات عدة تكشف سوء نيته وطموحه الأسود.

طاعة

في المقابل، لم تعكس صفحة رئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية صادق محمد العماري ، على «تويتر»، الأخلاق التي يتمتع بها أهل الإعلام، فقد فاضت صفحته بكمية كبيرة من التغريدات التي دأب فيها على مهاجمة الإمارات على وجه التحديد.. وكذلك السعودية، مطلقاً من خلالها اتهامات واسعة لا تمت إلى الواقع بصلة، من بينها منع السعودية حجاج قطر من دخول أراضيها لأداء فريضة الحج. وفي المقابل فقد حاول العماري جاهداً عبر تغريداته تقديم الولاء والطاعة لتميم بن حمد ، من خلال نشره لعدد من الصور الخاصة بالأمير القطري، في وقت حاول فيه ترجمة «خطاب تميم» بطريقة ترضي غروره، وتقلب الوقائع والحقائق.

إساءات

أما المغرد القطري فهد العماري، الذي أخفى نفسه وراء صورة تجمع بين تميم بن حمد ووالده حمد بن خليفه ، فقد حول صفحته إلى ساحة شتم وإساءة إلى الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، من خلال إطلاقه لتغريدات خلت من الموضوعية، وافتقرت إلى الوعي الكامل حيال ما يجري على الأرض، في حين لم يكتف فهد العماري بتغريداته، وإنما أعاد نشر تغريدات أخرى تتمتع بذات التوجه، في محاولة منه لتأكيد توجهاته وآرائه الهجومية ضد دول المقاطعة.

استعانة

وفي خطوة تظهر الافتقار إلى الحكمة وقوة الرد، دعت الهيئة العامة القطرية للإذاعة والتلفزيون، إلى الاستعانة بالناشط اليمني أسعد الشرعي، المقيم في بريطانيا، والمعروف بمواقفه الهجومية ضد الإمارات والسعودية والحكومة الشرعية في اليمن، حيث وجهت له الهيئة أخيراً دعوة لزيارة قطر، كنوع من التكريم له، نظير دعمه للدوحة، وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى أن الجهات المسؤولة في الإعلام القطري قد استدعت الشرعي لتوقيع عقد معه بشكل رسمي، وأكد على ذلك من خلال نشره لصورته من داخل مقر التلفزيون القطري، وأخرى من داخل استوديو قناة الكاس الرياضية التي تبث من الدوحة.

سلوك

صفحة الشرعي على موقع «تويتر»، لم تكن ناصعة البياض كما يظن البعض، فقد فاضت بكمية من الإهانات، والإساءة لرموز دول المقاطعة، كما فاضت بتغريدات هاجم من خلالها الشرعي الإمارات والسعودية، وآخرها واحدة أبدى فيها استمتاعه بردود أفعال الدول الداعية لمكافحة الإرهاب على ما وصفه بـ«درس الأخلاق الذي ألقاه تميم»، وفي واحدة أخرى قال: «شخصياً، لن أصدق أي فتوى مستقبلاً يفتي بها علماء السعودية»، كما لم يكتفِ الشرعي بالهجوم على الإمارات والسعودية وإنما توسع في ذلك ليهاجم مصر أيضاً، معلقاً بطريقة سيئة على خطاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي ألقاه أخيراً في افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية في مرسى مطروح.

Email