الإعلام في الدوحة.. منصة ترويج للتنظيمات الإرهابية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تؤكد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، مطلبها للحكومة القطرية بوقف دعم التنظيمات الإرهابية بكل أشكاله، ومن بينها الدعم الإعلامي، إذ توفر الدوحة منابر عدة لتلك التنظيمات لإحداث أكبر قد ممكن من التأثير.

ولا يمكن إنكار أن قطر قدمت دعماً إعلامياً كبيراً للتنظيمات الإرهابية، عبر قناة «الجزيرة»، من خلال نشر بياناتها وموادها الإعلامية، حيث دأبت القناة على بث جميع مقابلات ورسائل قادة تنظيم القاعدة، بمن فيهم أسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، إضافة إلى عقد الحوارات مع قادة هذه التنظيمات، مثل حوارها مع أبي محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة، جناح القاعدة في سوريا، في سبتمبر 2016، فضلاً عن استضافتها لبعض رموز هذه التنظيمات، مثل عبد الله المحيسني، مشرّع جبهة النصرة، الذي تمت استضافته في نوفمبر 2016، عقب ظهوره في تسجيل مصور وهو يبارك أحد الأشخاص وهو في طريقه لتنفيذ عملية انتحارية.

منصة للقاعدة

وتفصيلاً، فقد بث الإعلام القطري بياناً حصرياً لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، إثر أحدث 11 سبتمبر 2001، وهذا النهج تكرر على مدار السنوات الماضية، إذ كان الإعلام القطري الصوت الوحيد للقاعدة، فقد وجّه بن لادن رسائله للتنظيم عبر المنصات الإعلامية التابعة للدوحة.

وبحسب خبراء، هذا ما شكل القوة الناعمة للإرهاب، عبر تقديم ما يتم اقترافه من الجرائم في مسميات خادعة.

وبعد مقتل ابن لادن، بثت قناة الجزيرة تقارير عن زعيم التنظيم الإرهابي، أشبه ما تكون برسائل رثاء وحض للسير على نهجه. كما أن تنظيم الحمدين لم يكف عن دعم الحركات الإرهابية تحت ذريعة إتاحة المجال لجميع الآراء، فاحتضنت الدوحة قيادات جماعة الإخوان وتيارات الإسلام السياسي والمتطرفين من كل مكان. ويرى الخبراء أن الهدف هو تغيير نظرة المجتمعات للإرهاب، وتسويق الحركات الإرهابية حول العالم.

استغلال الدين

ووفقاً لهؤلاء، فإن قناة الجزيرة عملت على تبرير الأعمال الإرهابية بتفسير مغلوط للدين.

وفي صورة أخرى لدعم الإرهاب، ظهر زعيم تنظيم جبهة النصرة، ذراع «القاعدة» في سوريا، في لقاء خاص وموسع على قناة «الجزيرة» القطرية، لكنها من وجهة نظر كثيرين، فإنها التطبيق الإعلامي للازدواجية السياسية القطرية.

ويرى الخبراء أن إعلام الدوحة روج عبر الشعارات لخطاب العنف، وكان من نتائج هذا الموقف المخادع، أن انحاز هذا الإعلام للإرهاب، وقدم ذلك على أنه وجهة نظر، مع أنه انحياز للمجرم على حساب الضحية.

وتشير العديد من الدلائل إلى وجود تمويل مالي مباشر من قطر لعدد من التنظيمات الإرهابية، حيث كشفت الوثائق الرسمية لـ «وزارة الخزانة» الأميركية، في أكتوبر 2014، عن وجود مثل هذا التمويل عن طريق بعض رجالها، من أمثال سليم حسن خليفة راشد الكواري، الذي يوصف بـ «ممول القاعدة»، حيث إنه متهم «بتحويل» مئات الآلاف من الدولارات لتنظيم القاعدة من خلال شبكة إرهابية.

وامتد الدعم التمويل القطري للتنظيمات الإرهابية إلى شمال إفريقيا، حيث وجه المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، اتهاما صريحا لقطر بدعم وتمويل المقاتلين المرتزقة من تشاد، والسودان، الذين يقاتلون فى صفوف التنظيمات الإرهابية على الأراضي الليبية.

وهناك دعم مالي غير مباشر، يتمثل فى الأموال التي تدفعها قطر للتنظيمات الإرهابية، تحت غطاء «الفدية»، من أجل الإفراج عن الرهائن، والتي كان آخرها مبلغ مليار دولار دفعته قطر للتنظيمات الشيعية الإرهابية في العراق من أجل الإفراج عن بعض أفراد الأسرة الحاكمة، فى أبريل 2016.

وإلى جانب عمليات التمويل، فإن قطر قامت بإيواء عدد من عناصر وقادة تنظيم القاعدة، عبر استضافتهم على أراضيها.

كما كشفت وثائق «أبوت أباد» لأسامة بن لادن، التي تمت مصادرتها خلال الهجوم على مقره بباكستان، عن أبعاد الدور القطري في إيواء العديد من أعضاء القاعدة، حيث تم عدها الجهة المفضلة لعناصر وقيادات التنظيم، بحسبانها ترانزيت ونقطة عبور آمنة.

كما قامت قطر بإيواء عدد من قادة الإخوان والتنظيمات الإرهابية فى مصر، الذين يحرضون على العنف ضد الدولة المصرية، من أمثال وجدي غنيم، وعاصم عبدالماجد.

ويبقى أخيراً أن قطر لم يعد لها طريق للعودة من جديد إلى محيطيها العربي والخليجي، إلا من خلال الالتزام القاطع بوقف دعهما للتنظيمات الإرهابية، لا سيما في ظل تصاعد مخاطر تلك التنظيمات على المنطقة بكاملها.

Email