خبراء تونسيون:ليست «جزيرة» بل «جريرة» تمارس دورها التخريبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد خبراء وكتاب محللون تونسيون أن قناة الجزيرة القطرية تمثل الذراع الإعلامية للإرهاب، وبوقاً للمتآمرين على الأمة المتآمرين من المحيط إلى الخليج، مشيرين إلى أن القناة القطرية تبنت خطط الخراب، وتحولت إلى غرفة مظلمة للجماعات الإرهابية يتم فيها إعداد المؤامرات لتدمير الدول وتمزيق المجتمعات ويجب أن نسميها «الجريرة» لا الجزيرة.

وقال الكاتب والروائي والمحلل السياسي حسونة المصباحي «في البداية، كنت قد توسّمت الخير في قناة الجزيرة فقد اعتقدت أن هذه القناة التي استقطبت إعلاميين وإعلاميات من بلدان مختلفة، ستقوم بدور إعلامي مهم يكشف الحقائق المغيّبة، وينير الرأي العام العربي، ويفتح البـاب لمن يعملون على إيقاظ الشعوب العربية من جمود فرض عليها، وأمات فيها كلّ ما يمكن أن يحرضها على الانتفـاضة للمطالبة بحقوقها المشروعة في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعيّة، إلاّ أن هذا الوهم سرعان ما تبخر».

تحقيق

ويمضي حسونة المصباحي قائلاً: قرأت ذات مرة تحقيقاً في جريدة «لوموند» الفرنسية قال فيه أمير قطر السابق بالحرف الـواحد هذه القنـاة - يقصد قنـاة الجزيـرة - هي قنبلتي الذريّة، وقد أرعبني هذا التصريح الخطير، إذ إنني تبينت من خلاله أن الهدف الحقيقي من إنشاء هذه القناة ليس ترشيد الشعوب وتثقيفها بما يفيدها وينفعها ويفتح بصيرتها على مبادئ الحرية والسلام والعدالة، وإنما تهييجها، وحثها على التناحر والتقاتل.

وبعد متابعات مستمرة لمختلف برامجها الإخبارية والسجالية تبيّن لي أن هذه القناة لا هدف لها سوى التحريض على العنف والفتنة، والدعوة إلى الفوضى، والحثّ على التفرقة بين أبناء الوطن الواحد، ومنح شرعية للمتطرفين والمأجورين لبثّ سمومهم وأفكارهم السوداء.

ومن خلال صور مخيفة ومستفزة للمشاعر البدائية والغريزيّة تبثها على مدار الساعة، تجرد المتفرج من التعقل والتبصر، وتنزع عنه كلّ ما يتصل بالنقد البنّاء والإيجابي ليتحول إلى كائن شرس وعـدواني، لا يحركه سـوى الحقـد والبغضاء، والرغبة في الانتقام حتى ولو افتراضيّا! لذا ليس من الغريب في شيء أن يخرج إلى الشارع وهو عبارة عن قنبلة موقوتة.

تعميق خلافات

وأضاف المصباحي أن هذه القناة السيئة الذكر، استغلت عند إطلاقها، غياب إعلام حر ونزيه في بعض البلدان العربية، لتشعر المواطنين في مختلف أنحاء العالم العربي أنها القناة الوحيدة التي تنيره وترشده. لذلك أصبحوا مشدودين إليها، مُتوهمين أنها قادرة على أن تمدهم بما يحتاجونه من أفكار ومن آراء حول مختلف القضايا، وعلى شحنهم بطاقة تدفعهم إلى التخلص من جمودهم ومن كسلهم التاريخي.

وأردف المصباحي «على مدى العقدين الماضيين، دأبت قناة الجزيرة على نشر المزيد من الأكاذيب والأباطيل، مُعمّقة الخلافات بين أبناء الشعوب العربية. ومن خلال برامجها لم يكن لها هدف سوى تزييف الواقع، وتحويل الأكاذيب إلى حقائق. فإذا ما تجرّأ أحدهم على فضح مخاطرها، سارعت بتشويه سمعته، ونعته بأقبح النعوت. لكن يبدو أن ما سمي بالربيع العربي الذي أغرق بلداناً عربية كثيرة في الفوضى والعنف والفتنة، كشف ألاعيبها القذرة، وحقيقة الأدوار الخطيرة التي لعبتها وتلعبها. لذا أرجو أن تكون نهايتها قريبة»

استيفاء أغراض

وأبرز الكاتب والشاعر التونسي منصف المزغني أن قانون الوجود والعدم يهدد قناة الجزيرة التي استوفت غرضها في الوجود: صناعة ربيع عربي قبيح وسيئ السمعة، بشهادة الشعوب، وقد كانت تحضّر له الجزيرة قبل عشرين سنة! فهل حان الوقت للجزيرة، حتى تعلن أنها قد فقدت شرعية الوجود، فالشعوب التي تتفرّج وتنتظر أخبارها الممنوعة، قد ملت من الأخبار والخبر العاجل، وأقفلت التلفزيون، وباتت هذه الشعوب تبحث عن خبر واحد هو الخبز وفقدت الجزيرة مبرر وجودها الأول، وفقدت من اسمها نقطة، فصارت جريرة.

وأردف المزغني أن هناك أسئلة كبيرة حول الجزيرة حيث بدأت رحلة الشك والأسئلة في الجزيرة بأسئلة من نوع: لا تلاحظ إعلانات كثيرة في الجزيرة، فكيف تعيش هذه القناة ومعها جيش من الإعلاميين المنتشرين في مناطق كثيرة من العالم وخاصة في ما سمّي ببؤر التوتّر؟ من يموّلها، وما الأغراض، والأهداف، وَالنوايا، ومن يقف وراءها ؟إذا كان حكام قطر هم الذين يمولون الجزيرة، فلماذا لا وجود لأخبارهم في هذه القناة ؟ هل إن إسرائيل تقف وراء الجزيرة ما دامت القناة تعرض وجهة النظر الإسرائيلية في عديد القضايا؟ وهل إسرائيل بلد مسجل في قائمة الأعداء في خط تحرير الجزيرة؟.

بروباغندا فاشية

أكد المحلل السياسي ومدير قناة «الجنوبية» التونسية أبوبكر الصغير أن «الجزيرة» قامت بدور تخريبي في المنطقة انطلاقاً من قناعات عقدية ارتبطت بمشروع انقلابي لفائدة قوى الإسلام السياسي. وأضاف أن ما تقوم به القناة لا علاقة له بالإعلام، ولا بالصحافة، ولا بالسجال الفكري، وإنما هو شكل من أشكال البروباغندا الفاشية التي لا ترى مانعاً من التحريض على سفك دماء الأبرياء في ليبيا ومصر وسوريا والعراق واليمن والبحرين، طالما تجد في ذلك ما يخدم مشروعها السياسي المبني على فكرة التمكين للجماعات الإرهابية باعتبارها بديلاً للأنظمة الوطنية القائمة.

Email