قطر تواصل المراوغة

الدول الداعية لمكافحة الإرهاب: الاتفاق الأميركي القطري غير كافٍ

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الـملف PDF أضغط هنا

أصدرت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر) بياناً مشتركاً أمس، أكدت فيه أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين واشنطن والدوحة جاءت نتيجة مطالب الدول الأربع المستمرة، إلا أن الدول المقاطعة للدوحة اعتبرت أن توقيع هذه المذكرة «خطوة غير كافية وسنراقبها».

وشددت على أن «نشاطات الدوحة بدعم الإرهاب يجب أن تتوقف نهائياً»، مؤكدةً أنه «لا يمكن الوثوق بأي التزام يصدر عن الدوحة دون ضوابط صارمة»، حيث إن «قطر دأبت على نقض كل الاتفاقات والالتزامات».

وأضافت أن «الإجراءات الحالية ضد قطر ستستمر حتى تنفيذها لكافة المطالب»، حيث إن هذه الإجراءات جاءت بسبب دعم الدوحة لللإرهاب وتمويله. وشددت الدول الأربع على أن «مطالبنا من قطر عادلة ومشروعة». وثمّنت جهود واشنطن في مكافحة الإرهاب وتمويله، مؤكدةً أن «القمة الإسلامية - الأميركية شكلت موقفاً صارماً لمواجهة الإرهاب».

اتفاق

وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون زار الدوحة أمس وأجرى عدداً من اللقاءات مع المسؤولين القطريين. وأعلن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي توقيع «مذكرة تفاهم بين البلدين لمكافحة تمويل الإرهاب».

وأوضح أن توقيع المذكرة يأتي «لتطوير آليات مكافحة تمويل الإرهاب بين البلدين». وزعم الوزير القطري أن الاتفاقية «لا علاقة لها بالأزمة الحالية» وأنها منفصلة بين قطر والولايات المتحدة، في التفاف قطري جديد على مطالب الأشقاء، خاصة أن اتفاقات بينية خليجية موقعة بالخصوص.

وقال آر سي هاموند، كبير مستشاري وزير الخارجية الأميركي، إن المذكرة تحدد «الجهود المستقبلية التي يمكن لقطر أن تقوم بها لتعزيز حربها على الإرهاب، ومعالجة مسائل تمويل الإرهاب بطريقة عملية»، مضيفاً أن «هذه خطوة مبشرة للأمام». وما نسي أن يقوله المسؤول الأميركي أن الدوحة تنصلت من اتفاقات سابقة مشابهة وقعت عليها وتعهدت بتطبيقها.

وأشار تيلرسون إلى أن المذكرة تستند إلى مخرجات القمة الإسلامية الأميركية التي استضافتها الرياض في مايو الماضي، ودعا فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تعزيز الجهود لمكافحة الإرهاب. وقال إن «الالتزام باتخاذ خطوات سيبدأ فوراً وعلى العديد من الجبهات».

اجتماع

وتعقد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب اجتماعاً حاسماً في جدة، اليوم، بحضور وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، لتحديد مستقبل العلاقة مع قطر، حيث يلتقي وزراء خارجية كل من الإمارات والسعودية والبحرين ومصر مع تيلرسون في مدينة جدة السعودية، وذلك على هامش الزيارة التي سيقوم بها للمملكة ضمن جولته الخليجية لحل الأزمة.

وأفادت الخارجية المصرية بأن الوزير سامح شكري تلقى دعوة من نظيره السعودي عادل الجبير لحضور الاجتماع.

وقال الناطق باسم الخارجية المصرية إن «الاجتماع يأتي في إطار الحرص على تنسيق المواقف والتضامن بين الدول الأربع حول التعامل المستقبلي بشأن العلاقة مع قطر، والتأكيد على تمسكها بمواقفها والإجراءات، التي تم اتخاذها ضد قطر» في ضوء «مخالفتها للقوانين والأعراف الدولية، ودعمها للإرهاب والتطرف».

وأعربت الولايات المتحدة وبريطانيا والكويت، في بيان مشترك عقب اجتماع في الكويت، عن «عميق القلق» جراء استمرار الأزمة، مناشدة «كل الأطراف» العمل على سرعة احتوائها وحلها عبر الحوار. وبحسب البيان فقد جدد الجانبان الأميركي والبريطاني «دعمهما الكامل للوساطة الكويتية ومساعي وجهود» أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد لحل الأزمة.

وذكرت وكالة الأنباء الكويتية، إن الأمير صباح الأحمد أعرب «عن شعوره بالمرارة وتأثره البالغ للتطورات غير المسبوقة التي يشهدها بيتنا الخليجي»، لكنه قال إنه يعتزم المضي قدماً في جهود الوساطة التي يبذلها. ونقلت الوكالة عنه قوله إن ردود الفعل الإيجابية والتأييد لجهود الوساطة الكويتية رسخت إصراره وعزمه على مواصلة مساعيه لحل الأزمة.

طرد

من جانبها، اعتبرت مصر أن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، يجب ألا يضم دولاً تدعم الإرهاب، في إشارة إلى قطر. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، الذي كان يرأس الوفد المصري في اجتماع للتحالف الدولي في واشنطن إنه «لم يعد مقبولاً أن يضم التحالف بين أعضائه دولاً داعمة للإرهاب أو تروج له في إعلامها».

وأشار في بيان إلى أن «الانتصار الميداني والعسكري ضد تنظيم داعش الإرهابي، وبقدر أهميته، يجب أن يمتد لينال من كافة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، بل ومن الأذرع - التي لم تعد خفية - في مساندتها ودعمها لتلك التنظيمات». وتابع، «ومن هذا المنطلق جاء قرار كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين بمقاطعة قطر عضو التحالف».

واختتم أبوزيد تصريحاته، داعياً، خلال إلقائه لبيان مصر، دول التحالف «إلى وقفة صادقة مع النفس والنظر بجدية إلى ما بها من تناقضات، لافتاً إلى أن عضوية التحالف يجب أن تقتصر على الدول متشابهة الفكر التي تقف على قلب رجل واحد في مواجهة الإرهاب».

وشدد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، خلال لقائه مسؤولاً سعودياً، على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته للتصدي لظاهرة الإرهاب التي باتت تشكل خطراً كبيراً يهدد السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي.

وذكر الناطق باسم الخارجية المصرية أن الجانبين أكدا أن هذا اللقاء يأتي في إطار استمرار التنسيق والمتابعة بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين بشأن الإجراءات المتخذة ضد قطر والتي جاءت نتيجة مخالفتها لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وتدخلاتها المستمرة في شؤون الدول العربية، ودعمها للتطرف والإرهاب.

Email