تشاد فصل آخر من تدخلات الدوحة في شؤون الدول

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تفلت جمهورية تشاد من مؤامرات قطر، التي ما انفكت تدعم المعارضة المسلحة ضد نظام الرئيس ادريس ديبي، وقد عبرت عن موقفها من ذلك بسحب سفيرها من الدوحة تضامنا مع قرار المقاطعة الإماراتي السعودي البحريني المصري.

ويرى المراقبون أن الدعم القطري برز بالخصوص في تحالف مسلحي المعارضة التشادية مع الجماعات الإرهابية الليبية وفي مقدمتها ما يسمى بـ«سرايا الدفاع عن بنغازي»، المصنفة إرهابية في البيان الرباعي، وأن الدوحة اتخذت هذه الخطوة بعد قرار انجامينا بإرسال 2000 من جنودها لقتال الإرهابيين جنبا مع جنب مع فرنسا في مهمة اعترض عليها القطريون.

واندمج الرئيس ديبي في مشروع السلام بدارفور وفي الحرب على التطرف في أفريقيا الوسطى ومالي، واتجاهه لبناء جيش قوي يجعله قادرا على مواجهة الجماعات الإرهابية المدعومة قطريا في منطقة الساحل بالصحراء.

ضامن

وكانت المعارضة التشادية أعلنت في العام 2010 أنها تشترط حضور قطر كضامن سلام في الاتفاق مع الحكومة المركزية، وقال المفتش العام للمعارضة التشادية محمد شريف جاكو آنذاك إن «المعارضة التشادية طلبت ضمانات دولية وإقليمية من أجل تحقيق سلام في الدولة التشادية، ومن بين تلك الضمانات حضور دولة قطر كضامن لعملية السلام».

وفي 22 مارس 2013 أعلن ما يسمى باتحاد قوى المقاومة، حركة التمرد التشادية الكبيرة التي أوقفت القتال بعد اتفاقات السلام الموقعة بين تشاد والسودان في 2009، استئناف التمرد المسلح ضد الرئيس ادريس ديبى، وقال تيمان ارديمي، أحد أهم شخصيات التمرد من مقر إقامته في الدوحة: قررنا استئناف النضال، النضال المسلح بالتأكيد.

وفق تعبيره. وقد كان لافتا أن تسمح قطر لزعيم فصيل مسلح بإعلان الحرب ضد النظام القائم في بلاده انطلاقا من أراضيها.

غطاء

في الغضون، اتخذت بعض فصائل المعارضة التشادية المسلحة من الأراضي الليبية منطلقا لتحركاتها تحت غطاء قطري، حيث اتجهت تلك الفصائل للتحالف الميداني مع الميليشيات الليبية المسلحة المدعومة من الدوحة.

وفي أبريل الماضي،بث التلفزيون التشادي لقاءات مع بعض أفراد المجموعة التشادية المسلحة التي يقودها محمد حامد ويوسف كلوتو والتي أعلنت عودتها إلى شرعية الدولة التشادية.

وخلال الاعترافات التي بثها التلفزيون على لسان القائدين فإنهما عادا رفقة جزء من مسلحي المعارضة التشادية إلى شرعية الحكومة في تشاد، بعد مشاركتهم في هجوم مسلحي سرايا الدفاع عن بنغازي، على منطقة الهلال النفطي في مارس الماضي.

وكشف كلوتو خلال حديثه أنه ورفاقه المسلحين بالمعارضة اتفقوا على القتال ضد تنظيم داعش ليكتشفوا أنهم يقاتلون كمرتزقة ضد طرف ليبي آخر في قضية غير واضحة لهم، في إشارة إلى تورطهم في القتال ضد الجيش الوطني الليبي الذي تناصبه الدوحة العداء.

استقطاب

وقالت مصادر ليبية إن قطر قامت باستقطاب عناصر المعارضة التشادية المسلحة التي ترتبط معها بعلاقات جيدة، لدعم حلفائها في ليبيا ضد الجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر. وقد أقرت المعارضة التشادية بوجود عناصر لها بليبيا تقاتل ضمن ميليشيات سرايا بنغازي الإرهابية المدعومة قطرياً، مبينة أن قادة من مسلحيها وقعوا أسرى لدى قوات الجيش.

Email