تجاوزت الخطوط الحمراء في سبيل إرضاء الاحتلال

باحث روسي لـ« البيان »: قطر يد إسرائيل في المنطقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتابع المراقبون الروس عن كثب تطورات الأزمة مع القائمة مع قطر، ويسود شبه إجماع على أن الإجراءات التي اتخذت بحقها أخيراً أتت بعد نفاد الصبر تجاه العقلية المتهورة التي تدير السياسة الخارجية للبلاد، وشدد خبير روسي على دعم قطر بشكل مباشر ومفضوح لمشروع الاحتلال الإسرائيلي التوسعي الذي أضر بها كثيراً، مشيراً إلى أن قطر تجاوزت جميع الخطوط الحمراء وباتت مخلباً لإسرائيل في المنطقة.

وشكل التعاون القطري الإسرائيلي ولهاث الدوحة وراء أية فرصة لتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال أحد أبرز التساؤلات في أوساط المحللين والخبراء الروس في شؤون الشرق الأوسط، وفيما إذا كانت القدرات المالية لقطر تكفي لجعلها قائدة للعالم العربي، في ظل غياب المؤهلات الحقيقية لهذا الدور.

وفي هذا السياق أكد الباحث في الشؤون الدولية نيقولاي ستاريكوف لـ «البيان» أن قطر تجاوزت الخطوط الحمر في مطامحها إلى أن تكون الآمر الناهي في مصير شعوب المنطقة، عندما سلكت طريق التعاون مع الكيان الإسرائيلي بشكل علني، دون أدنى اعتبار لمضار هذا النهج على أوضاع الفلسطينيين، ومساعي حل قضيتهم بشكل عادل ودائم.

وفي حديث لـ«البيان»، رأى ستاريكوف أن سياسة الدوحة تساعد بشكل لا يرقى إليه الشك على تقوية المشروع التوسعي للدولة العبرية، عبر تعميقها للخلافات بين الفرقاء الفلسطينيين وتعزيز حالة الانقسام لديهم، محققة بذلك نجاحات أصبحت واضحة الآن، لم يقدر أن يحققها الكيان الإسرائيلي نفسه على مدى عشرات السنين.

وفي سياق الحديث عن حقيقة المواقف القطرية تجاه الشعب الفلسطيني، لفت الخبير الروسي إلى مسارعة قطر أخيراً إلى استيراد البضائع والمنتجات الغذائية الإسرائيلية، في الوقت الذي تسارع فيه منظمات المجتمع المدني، لا سيما الأوروبية، إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، ضاربةً بعرض الحائط القوانين والأعراف الإنسانية، في تحدٍّ صارخ لمشاعر الفلسطينيين والعرب والأحرار في العالم.

وتابع أن قطر لم تكتفِ بالدور التخريبي لقناة «الجزيرة» التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى منبر للتحريض ولبث الأفكار المتطرفة، بل ذهبت إلى حد مد اليد للعدو التاريخي للعرب والمحتل لأراضيهم، ما أفقدها سريعاً احترام شعوب المنطقة التي لم يعد سراً بالنسبة إليها الدور التخريبي والهدام لحكام قطر.

وفي حديثه عن تغريد الدوحة المتكرر خارج سياق المجموعة العربي، لفت ستاريكوف إلى إعادة إحياء التعاون في المجال العسكري بين قطر وتركيا، كما حصل أخيراً عندما صوّت البرلمان التركي -الذي يهيمن عليه حزب العدالة والتنمية - على قرار يسمح بإرسال جنود أتراك إلى قطر.

وأعاد إلى الأذهان نيات أنقرة في إيجاد قواعد عسكرية لها في قطر، التي كشف عنها في عام 2015 الصحفي التركي لآل كمال، مؤكداً وقوف إسرائيل بشكل مباشر وراء التعاون كخطة في خريطة طريق تشكيل تحالف عسكري قطري-تركي- إسرائيلي في المنطقة.

مسرحية

سخر الباحث في الشؤون الدولية نيقولاي ستاريكوف من ترويج قناة الجزيرة وبتعليمات مباشرة من أصحاب القرار في الدوحة لمسرحية النزاع التركي الإسرائيلي، وتساءل كيف يمكن أن يقابل قطع علاقات دبلوماسية بين بلدين ارتفاعاً ملموساً في ميزان التبادل التجاري بينهما بدلاً من أن يكون العكس.

Email